خلصت دراسة حديثة إلى أن الإنسان البدائى أو ما يعرف بـ«الإنسان نياندرتال» أنه استمع إلى العالم مثلما نفعل نحن الآن؛ حيث وجدت أن البشر البدائيون لديهم نفس القدرة على السمع مثل البشر الحاليين تماما، كما يمكنهم أيضا أن يصدروا نفس الأصوات، ولكن ما إذا كانوا يتحدثون لغة بالفعل لا يزال غير معروف.
تقول مرسيدس كوندى فالفيردى من جامعة الكالا بإسبانيا: «لا نعرف ما إذا كان لديهم لغة بالفعل، ولكن على الأقل لديهم كل الأجزاء التشريحية اللازمة للحصول على نوع الكلام الذى لدينا، وليس الأمر أن لديهم نفس اللغة، ولكن إذا استطعنا سماعهم فسنعرف أنهم بشر، وفقا لمجلة «نيوز ساينتيست» الأمريكية.
استخدمت كوندى فالفيردى وزملاؤها برنامج التصوير الطبى لإعادة بناء افتراضية لتجويف الأذن الخارجية والوسطى لإنسان نياندرتال، وبناء على الأشعة المقطعية لجماجمهم، يمكنهم تحديد نطاق الأصوات التى يمكن أن يسمعها إنسان نياندرتال، وبالتالى يُحتمل أن يصدرها كلام، حيث تم استخدام هذه التقنية سابقا لدراسة الكلام والسمع عند البشر القدامى والشمبانزى.
وأظهرت النتائج أن إنسان نياندرتال يتمتع بنفس القدرة على السمع مثل البشر المعاصرين، تم تحسين سمع الإنسان البدائى نحو إنتاج الحروف الساكنة التى تظهر غالبا فى اللغات البشرية الحديثة، مثل «s» و«k» و«t» و«th»، بنفس الطريقة التى تكون بها سمعنا، كما تقول فالفيردى.
فى هذا السياق تؤكد العديد من الاكتشافات الحديثة حول طبيعة حياة الإنسان البدائى أنهم ارتدوا المجوهرات وصنعوا فن الكهوف ودفن موتاهم، ومن ثم ساعدت هذه الاكتشافات فى تحرير إنسان نياندرتال من التصور طويل الأمد بأن البشر الأوائل كانوا متوحشين بدائيين، وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
كان العلماء يميلون إلى الاعتقاد بأن هناك «قفزة» فصلت الإنسان الحديث عن بقية العالم البيولوجى، مثل الإدراك واللغة، وفقا للدكتور رولف كوام، الأستاذ المشارك ومدير برنامج الدراسات التطورية فى جامعة بينجهامتون فى نيويورك: «ربما كان إنسان نياندرتال بشرا مثلنا بطريقة مختلفة ويمكنه إنتاج جميع الأصوات فى نطاق».
يقول دان ديديو من جامعة لوميير فى ليون 2 فى فرنسا: «يصبح من الصعب أكثر فأكثر رفض حقيقة أنه من المحتمل أن يكون لديهم نوع من الكلام؛ فمن المحتمل أن يكون مشابها جدا لنا لكنه ليس متطابقا».