«شفق الديمقراطية»..عن أسباب تعلق الناس بأنظمة الحكم الشمولية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 1:08 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«شفق الديمقراطية»..عن أسباب تعلق الناس بأنظمة الحكم الشمولية

كتبت ــ منى غنيم:
نشر في: الجمعة 7 أغسطس 2020 - 7:47 م | آخر تحديث: الجمعة 7 أغسطس 2020 - 7:47 م

ــ «آبلبوم» عن ديكتاتورية «أردوغان»: ما يحدث فى تركيا «غسيل مخ».. وليس غريبا أن تدعم النخبة الثقافية الديكتاتوريات
ــ الكاتبة توجه تحذيرا: سهام الاستبداد والديمقراطية الزائفة المسمومة قد تصيب حتى النخبة المثقفة والمُتنورة داخل أمريكا نفسها
حلت الكاتبة الصحفية والمؤرخة الأمريكية، آن آبلبوم، ضيفة بإحدى حلقات البث الإذاعى الخاص بصحيفة «النيويورك تايمز»، تحدثت من خلالها عن تفاصيل كتابها الجديد الذى يحمل عنوان «شفق الديمقراطية.. السحر المغرى للسلطوية»، والذى يناقش أسباب نزوح العامة فى بعض الأحيان إلى التمسك بأنظمة الحكم الدكتاتورية أو الشمولية والتيارات السياسية الشعبوية التى تتلاعب بالأفكار بغرض تحقيق أجندات سياسية بعينها، عوضا عن بحثهم عن الأمان فى كنف الديمقراطية.
وقالت الكاتبة: إن كتابها يدور حول الصراع بين رغبة الشعوب فى الديمقراطية، لا سيما حين يصبح أفرادها غير راضين عن أنظمتهم السياسية الحاكمة، ويسعون سعيا حثيثا من أجل التغيير، وبين ميلهم نحو الأنظمة السياسية الاستبدادية القمعوية الأقل انفتاحا، وتكافؤا للفرص، والتى لا تتمتع بمستوى الشفافية الشعبى المطلوب؛ وذلك بسبب «الخذلان» الذى يتعرضون له أحيانا على يد الديمقراطية التى تفشل فى القيام بمهمتها، وأضافت أن الأنظمة الاستبدادية التى يضيق بها الناس ذرعا لا تعنى بالضرورة الديكتاتورية فى مفهوها الضيق، وإنما قد تشمل أيضا «الديمقراطية اللاليبرالية» أو الزائفة، واقتصار الأحزاب السياسية فى حزب واحد.
وأكدت أن الأسباب التى يصوت من أجلها الناس عبر صناديق الاقتراع من أجل بقاء الاستبدادية هى أسباب متفرقة، وضربت مثلا بديكتاتورية «أردوغان» فى تركيا، والتى لا يزال يدعمها بعض المفكرين والمثقفين هناك؛ حيث قالت إن بعضهم قد تعرض لنمط من أنماط «غسيل المخ»؛ من أجل أن يؤمن أن هناك طريقة واحدة فقط لممارسة الوطنية فى تركيا، وهؤلاء لا يرون سوى نسخة واحدة من تركيا؛ وهى النسخة الشعبوية، وينظرون لأى نسخة أخرى؛ كالنسخة العلمانية للبلاد أو الممتزجة مع أوروبا على سبيل المثال، على أنها نسخة زائفة، ومريديها خونة، وأصواتهم لا تستحق أن تُسمع، وأضافت أن البعض الآخر يكون لديه دوافع أخرى؛ كالانتهازية والسعى وراء النفوذو تحقيق المكاسب المادية أو الوظيفية من خلال العمل مع النظام الحاكم، بغض النظر عن صلاحيته للحكم.
وكشفت عن أنها استعانت بخبراتها الحياتية على مدى العشرين عاما الماضية، ومعرفتها ببعض الأشخاص من «متسلقى السلم الاجتماعى أو السياسى»؛ من أجل شرح الطريقة التى يُرسخ بها مثل هؤلاء من نخبة المثقفين والإعلاميين وخبراء العلاقات العامة مبادئ الرضوخ للحكم الاستبدادى، وبيع تلك الأفكار للجمهور بثمن بخس، وأردفت أن الأمر ليس مستغربا أن تدعم النخبة الثقافية الديكتاتوريات؛ حيث إن نموذج «المثقف الشعبوى» كان موجودا بكثرة فى القرن العشرين، واستشهدت بأحد التحليلات السياسية الذى ورد ذكره فى كتاب «Treason of the Intellectuals » للكاتب الفرنسى جوليين بيندا، وهو يناقش الأسباب التى تدفع بعض المثقفين لـ«مؤازرة» بعضهم البعض سياسيا على حساب مصلحة الشعب، والتخلى عن بحثهم عن الحقيقة لكى يصبحوا جزءا من التيار السياسى الحاكم.
وأوضحت أن فكرة الكتاب جاءت إليها عن طريق مراقبة الحياة السياسية فى بولندا على مدى الـ 20 عاما الماضية، فقالت إنه كان هناك حركة حقوقية مضادة للشيوعية أنضم لها العديد من الأفراد خلال التسعينيات من القرن الماضى، ممن كانوا يحلمون بغد أفضل لبولندا، ويأملون أن يتغير نظام الحكم للديمقراطية؛ حتى تصبح بولندا جزءا من أوروبا وحلف الناتو ومرتبطة بالعالم ككل، وأضافت أن بعض هؤلاء الناس اختلفت رؤيتهم تماما على مدى السنوات، وأصبحوا يتمنون أن تظل بلادهم تحت وطأة «الكاثلوكية القومية» أو خاضعة لنظام الحزب الواحد، وأصبحوا من كبار داعمى التيار الحاكم الذى يحارب الإعلام المستقل، ويلجأ لاستعمال الذرائع على غرار: التخويف من المثلية الجنسية، ومعاداة السامية؛ من أجل الفوز بالحملات الانتخابية، ويسعى لإلغاء استقلالية الحكام، والأسباب وراء ذلك عديدة؛ فمنهم من لم يرق له التيار السياسى الحقوقى الذى ظهر فى التسعينيات، ومنهم من أحس أن بولندا قد تفقد هويتها إن اندمجت مع أوروبا الأم، فلجأ لخداع نفسه عن طريق الشعور بنوستالجيا زائفة لنسخة أخرى من البلاد قد تكون وجدت فى ماضى البلاد الشيوعى السحيق، كما وجهت الكاتبة تحذيرا للأمريكان أن نفس الشىء قد يحدث فى عقر دار بلادهم، عاصمة الحريات فى العالم؛ لأن سهام الاستبداد والديمقراطية الزائفة المسمومة قد تصيب حتى النخبة المثقفة والمتنورة داخل أمريكا نفسها.
وأشارت الكاتبة الحائزة على جائزة «البوليتزر» إلى أن مشروعها الأدبى القادم سيكون حول حركة مناهضة الشيوعية التى شهدتها بولندا فى التسعينيات من القرن الماضى، والتطورات التى شهدتها البلاد منذ تلك الفترة وحتى الآن.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك