تجارب تاريخية.. محاولات لقياس مدى الألم الذي يشعر به الإنسان - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 9:14 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تجارب تاريخية.. محاولات لقياس مدى الألم الذي يشعر به الإنسان

قياس الآلام
قياس الآلام
الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الخميس 7 نوفمبر 2019 - 11:35 ص | آخر تحديث: الخميس 7 نوفمبر 2019 - 11:35 ص

اكتشاف الألم وأسبابه من الأمور الهامة التحديد نوعه وكيفية علاجه، تتعدد طرق معرفة الألم في الوقت الحالي ولكن قديما كيف كان يتم اكتشافه لحدى المرضى، وفي هذا السياق نشر موقع "history" الأمريكي تقريرا رصد فيه تاريخ اكتشاف الألم حول العالم.

من الصعب قياس الألم؛ لأنه على الرغم من كونه تجربة إنسانية عالمية، إلا أنه ذاتي للغاية ولا يزال الجمع بين العوامل الجسدية والنفسية التي تسبب الألم غامضًا إلى حد ما، حتى مع التطورات الحديثة في تصوير الدماغ.

* اختبار نقاط الألم مع شعر الخيل
قدمت مدرسة "الفيزياء النفسية" الألمانية التي تعود إلى القرن الـ19 تحقيقًا مبكرًا حول كيفية قياس الألم، كان هدفه هو دراسة العلاقة بين المنبهات والإحساس، وقاد العالم "ماكسيميليان فون فراي" إلى تطوير طريقة لتحديد ما سماه Schmerzpunkte، أو نقاط الألم مع شعر الخيل على وجه التحديد، اختار الشعر ذي الصلابة المتفاوتة من ذيل الحصان وعلقها بشكل فردي على العصى ثم استخدم العصا لضغط الشعر على جلد شخص ما.

ووجد أن كلما كان الشعور أكثر ألما كلما زاد الضغط اللازم لثني الشعر، ولقد استخدمها لاختبار حساسية الجلد، باستخدام هذه الطريقة يمكن لفون فراي تسجيل مقدار الضغط الذي بدأ فيه الشخص يشعر بألم من شعر معين، كما استخدم هو وغيره من المشاركين في الفيزياء النفسية أساليب أخرى لاختبار حساسية الجلد.

* مقياس الألوان
مجموعة من الباحثين الذين تأثروا بهذه التجارب هم جيمس هاردي وهيلين جودل وهارولد وولف، في عام 1940، أعلنوا أنهم اخترعوا جهازًا جديدًا لقياس نقاط الألم تسمى "مقياس الألوان" لقد استخدم الحرارة لتسبب الألم على مختلف المستويات، وتم تطبيقه على النساء الحوامل في مرحلة المخاض.

وأخضع الباحثان مجموعة من النساء تحت التجربة كلما زاد ألم المخاض عرضوا جزء من يدها للهب النار وشرعوا في تسجيل مقياس الألم وفروقه بين الحرق والولادة.

* الاستبيانات والتقييمات غير اللفظية
منذ الخمسينيات من القرن الماضي انتشر استخدام الاستبيانات ومقاييس الألم باعتبارها الطريقة الرئيسية التي يقيس بها الأطباء الألم لدى مرضاهم، تتطلب الاستبيانات من المرضى مجموعة من الاستعلامات للتعرف على شعورهم، وتتطلب موازين الألم من المرضى تقييم آلامهم استنادًا إلى الأرقام أو سلسلة من الوجوه الكارتونية التي تعبر عن مشاعر متفاوتة من الألم أو عن طريق الإشارة إلى مكان الألم على خط مستقيم للتعبير عن عدم ارتياحهم على مقياس من "لا يوجد شعور بالألم" إلى "ألم شديد".

وهناك أيضًا مقاييس خاصة للرضع والأطفال أو البالغين غير الناطقين، بحيث يمكن للأطباء محاولة تقييم آلامهم، على سبيل المثال، يساعد مقياس "FLACC" السلوكي الأطباء في البحث عن علامات الألم عند الأطفال بين شهرين و7 سنوات، وتتضمن هذه العلامات أشياء مثل الفك المشدود، البكاء الشديد أو خبط على الساقين بالكف.

إن التحول الكبير بين شعر "Von Frey" ومقاييس الألوان من جهة، والاستبيانات والمقاييس من ناحية أخرى، هو أنه بدلا من إلحاق الألم بمواضع الاختبار ثم محاولة دراستها، يحاول الباحثون اليوم دراسة الألم الذي يعاني منه مرضاهم بالفعل ولكن دون إيذاءهم.

ويقول ستيفن مكماهون، أستاذ علم وظائف الأعضاء في كلية كينجز كوليدج لندن: "النقطة التي يجب إدراكها هي أنه لا يوجد مقياس موضوعي للألم، الألم هو إحساس شخصي يمكننا الإبلاغ عنه، لكن ليس لدينا آلة موضوعية يمكنها تقييمه".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك