المراهقات الإفريقيات بين مخاطر العنف المنزلي والإغلاق بسبب كورونا - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 4:10 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المراهقات الإفريقيات بين مخاطر العنف المنزلي والإغلاق بسبب كورونا

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الإثنين 8 مارس 2021 - 10:30 ص | آخر تحديث: الإثنين 8 مارس 2021 - 10:30 ص

شهد العقد الماضي أكبر عدد على الإطلاق من النازحين؛ بسبب الصراع والعنف على مستوى العالم، وهناك ما يقدر بنحو 51 مليون نازح داخل حدودهم، بحسب تقديرات الأمم المتحدة في آخر إحصائياتها، وتضاعف عدد اللاجئين إلى 20 مليونا منذ 2011.

ويخلق هذا الوضع، النزوح واللجوء، نقاط ضعف لكل من البالغين والشباب، لكن ماذا عن حياة المراهقات؟ على وجه الخصوص، إنهن تتعرضن لخطر متزايد بسبب العمر والجنس، ومع ظهور فيروس كورونا، تزداد احتمالية بقاء الفتيات المراهقات في مناطق النزاع خارج المدرسة بنسبة 90%، كما أن 70% من الإناث في الأوضاع الإنسانية أكثر عرضة للعنف القائم على النوع الاجتماعي.

وعلى الصعيد العالمي، تؤدي عمليات الإغلاق وسياسات توفير المأوى إلى تفاقم العنف المنزلي، حيث يُقدَّر وجود 15 مليون حالة جديدة لكل 3 أشهر من الإغلاق، بحسب مرصد الصحة العالمي.

تقول ليدنسي ستارك، أستاذ مشارك في الخدمة الاجتماعية والصحة العامة بجامعة واشنطن: "بدون حماية لهؤلاء المراهقات، من المرجح أن تتعرضن للعنف الجنسي، والحمل غير المرغوب فيه، والزواج القسري، والاعتداء الجسدي والاستغلال، مع قلة فرص الوصول إلى الموارد التي يمكن أن تعزز المعيشة"، وفق موقع "ذا كونفيرزيشن".

حتى وقت قريب، لم يكن لدى القطاع الإنساني أرقام قوية حول نطاق مشكلة المراهقات، وفي عام 2015، وبالتعاون مع لجنة الإنقاذ الدولية، تم إجراء مقابلات مع ما يقرب من 1300 فتاة تتراوح أعمارهن بين 10 و19 عامًا، وفق ما ذكرته "ستارك".

وأضافت "ستارك" أنها عملت على أبحاث أجريت على 14 مجتمعا مختلفا في إفريقيا، من ضمنها إثيوبيا وكينيا ونيجيريا، توصلت إلى أن غالبية الفتيات المراهقات، 51.62%، تعرضن لشكل واحد على الأقل من الإيذاء بالعنف في الأشهر الـ12 الماضية، وأبلغت 31.78% أنهن تعرضن للضرب، وأفادت 36.79% بأنهن تصرخن نتيجة للمعاملة السيئة، و26.67% تعرضن لملامسة جنسية غير مرغوب فيها.

بالإضافة إلى ذلك، أبلغت الفتيات عن انخفاض مستويات الدعم الاجتماعي خارج الأسرة، فضلا عن انخفاض مستويات المعرفة حول مكان البحث عن خدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي بشكل حاسم، لم تكن الفتيات المراهقات تشعرن بأي إيجابية نحو مستقبلهن.

واستجابة لهذه النتائج وغيرها من الدراسات، نفذت لجنة الإنقاذ الدولية في عام 2016، برنامج خلق الفرص من خلال التوجيه ومشاركة الوالدين والمساحات الآمنة، وهو برنامج لتمكين المراهقات من الفتيات اللاجئات في المخيمات الإثيوبية والمجتمعات المتضررة من النزاع في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وعمل البرنامج حسّن أسلوب الأبوة والأمومة، ومنح الفتيات المراهقات مشاعر أكثر دفئا وحميمية، بالإضافة إلى ذلك، زادت معرفة الفتيات بالخدمات وحصولهن عليها بشكل كبير في البلاد التي طبق فيها البرنامج، والتعرف على مكان طلب المساعدة إذا تعرضن للعنف الجنسي.

تضمن البرنامج جلسات أسبوعية للمهارات الحياتية في أماكن آمنة لمدة 30 أسبوعًا، وركزت كل جلسة على الموضوعات المتعلقة بالمهارات الأساسية، مثل التواصل وبناء الصداقة والوعي بالعنف القائم على النوع الاجتماعي والصحة الجنسية والإنجابية.

وتم تقديم جلسات الفتيات على مدار 10 أشهر تقريبًا من قبل مرشدات مدربات تتحدثن نفس لغات المشاركات، كما عقدت مجموعات نقاش شهرية مع أولياء الأمور، وغطوا موضوعات مثل مهارات الاتصال ودعم المراهقات وفهم العنف وسوء المعاملة.

تقول "ستارك" إن مثل هذه المبادرات تعتبر أساسية لحماية وسلامة وتمكين الفتيات المراهقات اللاجئات على نطاق أوسع، لكن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لتحسين المعايير على مستوى المجتمع، بما في ذلك بين الرجال والفتيان.

ويتطلب كل هذا المجهود دعما كبيرا وتدخلات متعددة الطبقات واستثمارات طويلة الأجل والتزامات من الجهات المانحة وصانعي السياسات، ولا يوجد حتى الآن ما يكفي من الأموال التي يتم إنفاقها لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات في حالات الطوارئ الإنسانية، خاصة في مناطق النزاع واللاجئين، وفق الإحصائيات العالمية التي ذكرتها "ستارك".

وأضافت "ستارك" أن المراهقة مرحلة حاسمة من التطور، ولا يمكن تجاهل الفتيات المراهقات، لأن تجاربهن لها تأثير عميق على صحتهن ورفاههن الذي يستمر حتى مرحلة البلوغ، من منظور حقوق الإنسان، لذلك يجب أن يكون لدينا التزام أخلاقي لحماية الفتيات من الانتهاكات.

في غرب إفريقيا، على سبيل المثال، أعلن جوليوس مادا بيو، رئيس سيراليون، في فبراير 2020، حالة الطوارئ الوطنية بشأن الاغتصاب والعنف القائم على النوع الاجتماعي، جاء هذا القرار استجابة للاحتجاجات والحملات التي اندلعت بسبب قضية اعتداء جنسي على فتاة من قبل أحد أفراد الأسرة؛ ما أدى إلى شللها من الخصر إلى الأسفل، يأتي هذا الحادث في أعقاب العدد المتزايد لحالات الاعتداء الجنسي في سيراليون، التي تفيد التقارير بأنها تضاعفت من 4.750 في عام 2018، حيث كان 76% من ضحايا الاغتصاب تحت سن 15، إلى 8.505 في عام 2019، بحسب موقع "أفريكا بورتال".

ووجدت دراسة بقيادة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن العنف القائم على النوع الاجتماعي قد ارتفع بنسبة 10%، والاعتداء الجنسي بنسبة 27% في جمهورية إفريقيا الوسطى، منذ أن بدأ وباء كورونا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك