«روبنسون كروزو».. رواية عمرها 3 قرون تساعدنا على قبول العزل الاجتماعي - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 7:42 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«روبنسون كروزو».. رواية عمرها 3 قرون تساعدنا على قبول العزل الاجتماعي

هاجر أبوبكر
نشر في: الأربعاء 8 أبريل 2020 - 12:49 م | آخر تحديث: الأربعاء 8 أبريل 2020 - 12:49 م

نجا من الطاعون العظيم الأخير في لندن والحريق العظيم في المدينة فتم سجنه واضطهاده بسبب آرائه الدينية والسياسية حتى توفي الصحفي دانيال ديفو، مؤلف كتاب "جريدة عام الطاعون" عام 1731 غارقًا في الديون.

لكن ديفو المولود عام 1660، ترك وراءه عملًا خياليًا هو أحد أكثر الكتب المترجمة المنشورة على نطاق واسع عبر التاريخ في العالم، رواية "روبنسون كروزو" الذي نشر لأول مرة عام 1719.

ومثل العديد من الأعمال الخيالية العظيمة، فهي تتحدث عبر الزمن، عن أشياء تحدث في مستقبلهم البعيد وحاضرنا، وخاصة الآن ونحن نواجه جائحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، وفقاً لموقع (ذا كونفرزيشن).

قصة الرواية
كروزو هو شاب إنجليزي ترك حياته المريحة، وذهب إلى البحر، ليقبض عليه القراصنة ليباع كعبد، ولكن ينجو بحياته وحيدا بعد تحطم السفينة بسبب العاصفة، ليجد نفسه على جزيرة استوائية معزولة، ويعيش فيها لمدة 28 عامًا بمفرده، فيعيل نفسه ويعتمد على ما هو موجود على أرض الجزيرة والأشياء القليلة التي أنقذها من السفينة.

يقول الدكتور ريتشارد جوندرمان، أستاذ الطب والفنون الحرة بجامعة إنديانا الأمريكية، "كطبيب وباحث، قمت بتدريس رواية ديفو عدة مرات لطلابي في جامعة إنديانا، واعتقد أنها أحد أفضل الكتب لقراءتها ونحن نعاني من عدم اليقين والعزلة بسبب فيروس كورونا، لأنها تدعونا إلى التفكير في القضايا الوجودية في قلب الوباء".

ما يهم في حياتنا؟
بالنسبة لأولئك "المعزولون" بسبب انتشار الفيروس، فإن أحد أهم الدروس التى تقدمها لنا قصة "روبنسون كروزو" هو فهم عدم أهمية السلع والمواد الدنيوية.

ففي القصة يجد كروزو الذهب ولكنه يدرك أنه لا قيمة له ولا يستحق أن تترك بلدك من أجله، ففي حياته السابقة، كان المال كالمخدرات، ولكنه بدأ يتعلم ما هو ضروري ومجزٍ حقًا في الحياة.

ومثل حطام سفينة كروزو، فالتحصن في منازلنا خلال جائحة الفيروس، يقاطع بشدة العادات وإيقاعات الحياة الراسخة. ومع هذا الانقطاع تأتي فرصة لفحص حياتنا، فنبحث ونغربل ما هو ضروري حقاً في الحياة؟ وما هي الأشياء التي تتحول إلى مجرد مشتتات للانتباه؟

على سبيل المثال، ففي وسط تلك الأزمة أيهما نضعه في أولوياتنا السعي وراء الثروة أم الرعاية الجيدة للأحباء؟

الاكتشاف
يتعلم كروزو بسرعة أن يكون منفتحًا على الاكتشاف، فعندما وصل إلى الجزيرة لأول مرة، وجدها قاحلة مثل السجن وبمرور الوقت بدأ يتعرف عليها، وبينما يستكشف الجزيرة ويتعلم العيش في وئام معها، فهي تحميه وتدعمه، فتظهر الجزيرة كمصدر لا نهاية له من العجب، مع أنه في البداية لم يتمكن من رؤية ذلك.

والآن بما أننا لا نسرع من شيء إلى آخر، فقد اكتشفنا ما يعنيه أن نكون في مكان ما ونستمتع ببساطة بالتواجد معًا.

الحاجة أم الاختراع
لم يستطع كروزو في الجزيرة الاعتماد على أي شخص سوى نفسه لتوفير الأشياء التي يحتاجها، وللأسف فالإنسان "يعتبر بطبيعته أحد أكثر المخلوقات البائسة في العالم، فبدافع الضرورة فقط يكتشف كيفية صنع الأشياء التي يحتاجها، والوباء يجدد فرصة ضرورة اختراع".

ليكتشف أن الحبس يظهر طرق جديدة للعيش والإبداع، حتى الأشياء البسيطة مثل الطهي والقراءة والحرف اليدوية والكتابة والمحادثة قد يتضح أنها أفضل بكثير مما افترضنا.

الحياة تلهينا
وأحد أكبر التحديات التي واجهها كروزو هو عدم تحرير نفسه من الذنب الذي تحمله في حياته السابقة، فقد كانت حياته مكرسة للحصول على المال والسيطرة على أشخاص آخرين، ولكن في الجزيرة، بدأ يرى الجمال في أشياء بسيطة.

يمكن أن يحدث هذا في حياتنا، يمكن أن يتلاشى الإحباط وخيبة الأمل، لتحل محلها مصادر إنجاز جديدة وغير متوقعة، كالغناء والتواصل مع الآخرين.

حياة العزلة
يمكن للهدوء والانفصال القسريين بسبب فيروس كورونا أن يعيدوا تعريف البعض منا بقيمة السلام، في حين أن العزلة يمكن أن تثير شهواتنا لفرح الزمالة الحقيقية.

تمامًا كما يولد كروزو الغارق في السفينة، فإن الأوقات العصيبة يمكن أن توضح لنا المكافآت الحقيقية لحياتنا.

يمكن أن يبدو الوباء وكأنه النهاية، ولكنه يمكن أن يكون أيضًا البداية، فالتحديات يمكن أن تحولنا إلى بشر أكثر حكمة ورعاية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك