مستشار مفتي الجمهورية: نشر الشائعات والترويج لها من الكبائر..والعقوبة وفقا للضرر - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 9:32 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مستشار مفتي الجمهورية: نشر الشائعات والترويج لها من الكبائر..والعقوبة وفقا للضرر

أ ش أ
نشر في: الأربعاء 8 أبريل 2020 - 3:49 م | آخر تحديث: الأربعاء 8 أبريل 2020 - 3:49 م

أكد الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لفضيلة مفتي الجمهورية اليوم (الأربعاء) أنَّ ناقِلَ الأخبار أو المعلومات من غير مصدرها الحقيقي يُعَدُّ آثِمًا شرعًا ويزدادُ إثْمُهُ وجُرُمُهُ بِقَدْرِ ما يترتب على إشاعتها من ضرر.

وقال عاشور، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأسط ، "إن نشر الشائعات من خلال الأخبار غير الموثقة في وقت الأزمات والنوازل التي تصيب الأمة يُعَدُّ من الكبائر لاشتماله على الكذب وإشاعة الفوضى والإضرار بالفرد والمجتمع من حيث الأمن والسلام والاستقرار".

وأضاف: "التوثيق والتحقق من المعلومة أو الخبر من أساس الشرع وخصائصه المتميزة ، حيث يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) وفي قراءة متواترة : (فَتَثَبَّتُوا) ، وكلاهما يؤكد على أهمية التحقق من الخبر أو المعلومة قبل النشر".

وتابع : "كما أنه ليس كل ما يُسْمَع أو يُقال ويتناقله البعض يكون صحيحًا ، وقد يكون صحيحا ولكن ربما يُفْهَمُ على غير وَجهه المراد منه ، فيترتب على نشره ضرر على الفرد والمجتمع ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ ما سَمِعَ".

وأردف قائلا : "إذا اشتملت الشائعة أو المعلومة أو الخبر غير الموثق على الكذب والافتراء والقبح الذي يضر الفرد أو المجتمع ، في أمنه وسلامته وهيبته وكرامته واستقراره فإن القرآن الكريم قد بَيَّنَ أن فاعل ذلك يُعَاقَب في الدنيا قبل الآخرة ؛ نظرًا لشدة ضرره وجرمه فقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ).

وحول حُكْمُ مَن يُخالِفُ تعليماتِ الجهاتِ المختصةِ الرسمية وقتَ الأزماتِ والشدائدِ وانتشارِ الأمراض ؟ .. أجاب عاشور: "يَحُثُّنا الشرعُ الشريف على التكافل والتعاون والتكاتف لما فيه المصلحةُ والنفعُ للأفراد والمجتمعات، فقال تعالى : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)".

وقال : "إن المعهود والحق والواجب أنْ يَغْلُبَ علينا حُسْنُ الظنِّ فيما بيننا ، وكذلك فيمن يَتَوَلَّوْنَ شأنًا عامًّا ، وكانوا من أهل الاختصاص ، كُلٌّ في مجاله ، وأنْ نلتزم بما يُقَرِّرُونَه مِن قراراتٍ وتعليمات ؛ لأنها صدرت لمصلحة الناس ومن متخصصين فوجب الالتزام بها ؛ بل ومساعدتهم على نشرها وتطبيقها ؛ لأنهم أهل الذكر في ما اختصوا به ، والله سبحانه يقول : (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)".

وأضاف: "إن مخالفة ما أَمَرَ اللهُ الالتزامَ به يُعَدُّ إثمًا شرعيًّا ، ويتفاوت الإثم فيه على قدر الضرر الواقع من مخالفته ، وأول ذلك الضرر مخالفةُ أمرِ الله في عدم طاعة أهل الاختصاص ثم بالضرر الذي يقع على الفرد المخالف نفسه ، وكذلك ما يقع على غيره من أفراد أو مجتمعات، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لَا ضَرَرَ ولا ضِرَار)، ومن ثم أنَّ من يخالف تعليمات الجهات المختصة يأثم شرعًا لما يترتب عليها من أضرار ، ويزداد الإثم إذا كان الضرر عامًّا، ويكون أشد إثْمًا في وقت المِحَن والشدائد والأزمات ، وخاصةً فيما يتعلق بحياة الناس ومعاشهم".

وردا على سؤال (هل يتعارض الأخذ بالأسباب والاحتياطات وقت انتشار الأمراض المُعْدِيَة مع قول الله تعالى : (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا)؟ .. أجاب المستشار العلمي لمفتي الجمهورية مؤكدا أنه يجب على المؤمنِ أن يتيقن أنه لا يكون في الكون كله إلا ما يريده الله عز وجل ؛ لقوله سبحانه : (قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ).

وأضاف: "التوكل على الله من عمل القلوب ، والأخذ بالأسباب من عمل الجوارح ، ولا تعارُضَ بينهما ؛ بل أُمِرْنا بالعمل بهما معًا ، لقوله تعالى : (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) ، فقد أمر يعقوب عليه السلام بالأخذ بالأسباب مع التوكل على الله ، وكلاهما أمر يجب العمل به".

وتابع: "الشرع أَمَرَنا بالأخذ بالأسباب لأن ذلك من العلم ، وقد أقام سبحانه كونه على ذلك العلم من خلال سُنَّتِه في خَلْقِه ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فِرَّ مِن المَجْذُومِ فِرَارَكَ مِن الأَسَد) فإن فَرَّ الإنسان من الأذى ومكان وجود المرض المُعْدِي ثم نجا من ذلك المرض فقد كتب الله له السلامة وأثابه الله لأنه التزم بالأمر الشرعي فإنْ ابتعد عن أماكن المرض أو أصيب بغير سبب منه فليأخذ بأسباب العلاج المتاحة ويتوكل على الله بقلبه في أن يشفيه ويُؤْجَر على ذلك كله"، مؤكدا أن الأخذ بالأسباب من قدر الله ، والتوكل على الله من قدر الله ، وكلاهما يجب العمل به.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك