أنبياء الله (26).. عزير عليه السلام أماته الله مائة عام ثم بعثه فهل هو نبي أم رجل صالح؟ - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 4:45 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أنبياء الله (26).. عزير عليه السلام أماته الله مائة عام ثم بعثه فهل هو نبي أم رجل صالح؟

بسنت الشرقاوي
نشر في: السبت 8 مايو 2021 - 10:55 ص | آخر تحديث: السبت 8 مايو 2021 - 10:55 ص

يقول الله -تعالى- في كتابه العزيز: "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب"، من هذا المنطلق تستعرض «الشروق» مجموعة قصصية عن سير أنبياء الله، خلال شهر رمضان الكريم، بهدف استخلاص الموعظة والحكمة.

 

ونستعرض في الحلقة السادسة والعشرين من هذه السلسلة، قصة نبي الله عزير -عليه السلام- من أنبياء بني إسرائيل، وذلك من خلال كتاب "البداية والنهاية" عن قصص الأنبياء، لمؤلفه الإمام الحافظ أبي الفدا إسماعيل ابن كثير القرشي، المتوفي عام 774 هجريا.

 

• نسب عزير -عليه السلام-

 

قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر هو عزير بن جروة، ويقال بن سوريق بن عديا بن أيوب بن درزنا بن عري بن تقي بن اسبوع بن فنحاص بن العازر بن هارون بن عمران.

 

والمشهور أن عزيرا نبي من أنبياء بني إسرائيل، وأنه كان فيما بين النبيين داود وسليمان، وبين زكريا ويحيى، وأن الله ألهمه بحفظ التوراه، لما لم يبق في بني إسرائيل من يحفظها، فسردها على بني إسرائيل، كما قال وهب بن منبه، أمر الله ملكا، فنزل بمعرفة من نور، فقذفها في عزير، فنسخ التوراة حرفا بحرف حتى فرغ منها.

 

• هل عزير نبي أم رجل صالح؟

 

يعتبر اليهود العزير -عليه السلام- نبيا من أنبياء بني إسرائيل، حيث جدد لهم دين التوحيد وعلمهم التوراة بعد أن نسوها، لكن لم يأتي ما يثبت في الدين الإسلامي أنه نبي، فيحسبه المسلمون رجلا صالحا، وهو صاحب القصة المعروفة في القرآن في سورة البقرة التي تحكي عن رجل أماته الله مائة عام بسبب ذنب ثم أحياه مرة أخرى، كما يقول الكثير من العلماء إن تواتر التوراة انقطع في زمن العزير، وهذا متجه جدا للاعتقاد بأنه لم يكن نبي، كما قاله الإمامين عطاء بن أبي رباح، والحسن البصري.

 

وروي من طريق إسحاق بن بشر، عن ابن عباس أن عزيرا كان ممن سباه ملك القدس الظالم بخت نصر، عندما كان غلام، فلما بلغ سن الأربعين أعطاه الله الحكمة، ولم يكن أحد أحفظ ولا أعلم بالتوراة منه، وكان يُذكر مع الأنبياء، حتى محى الله اسمه من ذلك، حين سأل ربه عن القدر، وهذا ضعيف ومنقطع ومنكر، والله أعلم.

 

• "انظر إلى طعامك لم يتسنه".. الله يميت العزير مائة عام ثم يحييه

 

يقول إسحاق بن بشر، عن عبد الله بن سلام إن عزيرا هو العبد الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه، وأنه كان عبدا صالحا حكيما، خرج ذات يوم إلى ضيعة له يتعاهدها، فلما أتت عليه الظهيرة وأصابه الحر، دخل على حماره الى قربة خربة هلك فيها بنو اسرائيل نتيجة بطش ملك بيت المقدس الظالم نبوخذ نصر، فنزل عن حماره ومعه سلة فيها تين، وأخرى فيها عنب، وأخرج قصعة معه، فاعتصر من العنب الذي كان معه بداخلها، ثم أخرج خبزا يابسا معه، فألقاه في العصير، ليبتل ليأكله، ثم استلقى على قفاه، وأسند رجليه إلى الحائط، فنظر سقف تلك البيوت، ورأى ما فيها وهي قائمة على عروشها، وقد باد أهلها، ورأى عظاما بالية فقال متعجبا: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ الله بَعْدَ مَوْتِهَا}.

 

لم يشك عزير في قدرة الله تعالى على أن يحيي العظام لكنه قالها تعجبا، فبعث الله له ملك الموت فقبض روحه، فأماته مائة عام، فلما أنقضت وكانت فيها أمور وأحداث لبني إسرائيل، بعثه الله اليه ملاكا فخلق قلبه وعينيه، لينظر بهما فيعقل كيف يحيي الله الموتى، ثم ركَّب خلقته وهو ينظر، ثم كسا عظامه اللحم والشعر والجلد، ثم نفخ فيه الروح، كل ذلك وهو يرى ويعقل، فاستوى جالسا فقال له الملك كم لبثت؟ قال لبثت يوما أو بعض يوم، ولم يتم لي يوم، وذلك أنه كان لبث صدر النهار عند الظهيرة، وبعث في آخر النهار، والشمس لم تغب، فقال له الملك بل لبثت مائة عام، فانظر إلى طعامك وشرابك فإذا هما على حالهما لم يتغير، وكذلك التين والعنب.

 

ولما بدا على عزير وكأنه ينكر ما حدث ولم يصدقه، قال له الملك لو أنكرت ما قلت لك انظر إلى حمارك، فنظر عزير إلى حماره وقد بليت عظامه، وصارت نخرة، فنادى الملك عظام الحمار فأجابه وتشكل جسده من كل ناحية، حتى ركبه الملك، وعزير ينظر إليه، ثم ألبسه العروق والعصب، ثم كساه باللحم، ثم أنبت عليه الجلد والشعر، ثم نفخ فيه فقام رافع رأسه وأذنيه إلى السماء، ناهقا يظن القيامة قد قامت، فلما تبين لغزير آيات ربه قال: «أعلم أن الله على كل شيء قدير».

 

ويقول الله في كتابه العزيز، سورة البقرة: "أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)".

 

• عزير يعود لأهله ويصبح آية من الله تعالى

 

ركب عزير حماره حتى أتى منزله، فاستغرب الناس واستغربوه، فانطلق يبحث عن منزله حتى أتاه، فإذا هو يرى عجوز عمياء مقعدة قد أتى عليها مائة وعشرون سنة، كانت تعمل خادمة لهم، وكانت وقتما خرج عزير، بنت عشرين سنة، فقال لها عزير أهذا منزل عزير؟، فقالت نعم هذا منزل عزير فبكت.. وقالت: ما رأيت أحدا من كذا وكذا سنة يذكر عزيرا، وقد نسيه الناس، قال فإني أنا عزير، كان الله أماتني مائة سنة ثم بعثني، قالت سبحان الله فإن عزيرا قد فقدناه منذ مائة سنة ولم نسمع له بذكر، قال فإني أنا عزير، قالت فإن عزيرا كان رجلا مستجاب الدعاء، يدعو للمريض، ولصاحب البلاء بالعافية والشفاء، فادع الله أن يرد علي بصري حتى أراك، فإن كنت عزيرا عرفتك، فدعا عزير ربه، ومسح بيده على عينيها فصحتا، وأخذ بيدها وقال قومي بإذن الله، فأطلق الله رجليها، فقامت صحيحة، فنظرت فقالت أشهد أنك عزير.

 

وانطلقت المرأة إلى بني إسرائيل، وهم في أنديتهم ومجالسهم، وكان يجلس ابن عزير وهوابن مائة سنة وثماني عشر، وقد أوتي بنيه شيوخ في المجلس، فنادتهم فقالت هذا عزير قد جاءكم فكذبوها، فقالت أنا فلانة دعا لي ربه فرد علي بصري، وأطلق رجلي، وزعم أن الله أماته مائة سنة ثم بعثه، فنهض الناس فأقبلوا إليه فنظروا إليه، فقال ابنه كان لأبي شامة سوداء بين كتفيه، فكشف عن كتفيه فإذا هو عزير.

 

• ضريح العزير -عليه السلام-

 

يقع ضريح العزير عليه السلام على الساحل الغربي لنهر دجلة في محافظة ميسان بالعراق، حيث يعتقد سكانها أنها المكان الذي دفن فيه عليه السلام، وقد سميت المنطقة التي نشأت حول قبره باسم منطقة العزير.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك