حنان مطاوع: منال فى «القاهرة كابول» هي المطلب والمنى.. وحبها لإرهابى لم يكن بيدها -حوار - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 7:26 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حنان مطاوع: منال فى «القاهرة كابول» هي المطلب والمنى.. وحبها لإرهابى لم يكن بيدها -حوار

حوار ــ أحمد فاروق:
نشر في: السبت 8 مايو 2021 - 7:35 م | آخر تحديث: السبت 8 مايو 2021 - 7:36 م

* «القاهرة كابول» مسلسل اجتماعى أكثر منه سياسى.. ويحذر من إهمال اللغة العربية والاستخاف بها
* «منال» مسئولة عن سلوكها وليس مشاعرها.. وحبها لرمزى تحول إلى كراهية انتقاما لشقيقها
* لم أفرح بحصول المسلسل على إشادات قبل عرضه.. والتوقعات الكبيرة تحرمك من الحق فى التقييم الحيادى
* الفن يقصر المسافات فى مناقشة كل القضايا.. وسعيدة لاهتمام الدولة بالقوة الناعمة
* لا أتلقى عروضا تناسبنى فى السينما التجارية.. ودور «حبيبة البطل» فى الأفلام لا يرضى طموحى كممثلة
* أشعر بـ«طبطبة» مع كل كلمة ثناء أسمعها.. وأحصل على ورشة إعداد ممثل بعد كل دور ناجح أقدمه
* منى زكى أتقنت دورها فى «لعبة نيوتن».. وتامر محسن لديه رؤية ثاقبة وواضحة لنفسه يعرف ماذا يريد وكيف يحققه
بأداء رفيع المستوى، استطاعت الفنانة حنان مطاوع أن تلفت الأنظار لشخصية «منال» مدرسة اللغة العربية فى مسلسل «القاهرة كابول»، الذى ينافس ضمن السباق الرمضانى الحالى، من تأليف الكاتب عبدالرحيم كمال، وإخراج حسام على.
«الشروق» التقت حنان مطاوع لتسألها عن سبب حماسها للمسلسل، وإلى ماذا ترمز شخصية «منال»، كما توضح أسباب حصولها على ورش إعداد ممثل بعد كل دور ناجح تقدمه، ولماذا لا تتواجد فى السينما التجارية، كما تتحدث عن تأثير القوة الناعمة لمصر ورأيها فى الاهتمام بها من الدولة خاصة فى مواجهة قضية التطرف والإرهاب.

* كل شخصية فى «القاهرة كابول» لها انعكاس على أرض الواقع فأخذت شخصية طارق كساب من الإعلامى يسرى فودة والشيخ رمزى من مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وغيرهم.. من هى منال؟
ــ شخصية «منال» هى المطلب والمنى والمنال، هى بنى آدمة مصرية عادية حقيقية جدا، واضحة مع الآخر، لا تكذب، وليست مزيفة، دمها خفيف، صاحبة قضية حتى لو صغيرة، فهى مؤمنة ببعض الأشياء تدافع عنها، فهى المواطنة المصرية المتوازنة الموجوعة فى الوقت نفسه، يمكن أن تراها فى أختك أو ابنة خالتك أو جارتك، أو يمكن أن تلتقيها فى مصلحة حكومية، فهى وجه رأيته وستراه كثيرا فى مصر.

* ما هى رمزية عملها مدرسة لغة عربية وليس أى مهنة أخرى؟
ــ كان طبيعيا أن تكون مدرسة لغة عربية لتكمل الحالة التى نشأت فيها، فوالدها «عم حسن» مدرس تاريخ، والشخصيتان مرتبطتان بالجذور والأصالة ومصريان جدا، فالموضوع مكمل لبعضه.
ومن خلال الشخصية المسلسل يحذر من إهمال المجتمع للغة العربية، فمن الجميل أن تعلم أطفالك اللغات، ولكن دون أن تستخف أو تحتقر أو تهمل لغتك الأصلية، التى هى فى الأساس لغة قيمة وعظيمة جدا، فهى لغة القرآن، وقبل كل شيء هى هويتك.
فمثلا من المستحيل أن تجد المواطن الإيطالى أو الألمانى يهتم بتعلم لغات أخرى على حساب لغته الأصلية، فلا يوجد شعب يتنصل من لغته، أو يقيس مقدار تقدمه بتعلم أبنائه لغات أخرى على حساب لغته الأصلية.

* للمرة الثانية تقدمى دور الابنة مع الفنان نبيل الحلفاوى بعد «ونوس».. كيف تجدين العمل إلى جانبه؟
ــ أحب الأستاذ نبيل الحلفاوى جدا، وطوال الوقت أشعر أنه خالى أو عمى، فأنا أعرفه منذ طفولتى، وعندما عملت معه أحببته أكثر، لأنه ملتزم وخلوق ويذاكر لدرجة أنك تشعر بالحرج لشدة التزامه وتفانيه فى العمل، فأنا سعيدة جدا بالعمل معه.

* «القاهرة كابول» من أكثر المسلسلات التى حصلت على إشادات قبل عرضه ثم تعرض لانتقادات بعد العرض.. هل رفع سقف التوقعات عاد بالسلب على المسلسل؟
ــ عندما حصل المسلسل على إشادات كبيرة قبل عرضه شعرت بالخوف ولم أفرح، لأنى لا أحب التوقعات الكبيرة، وقناعتى أنها تحرم العمل من حقه فى التقييم الحيادى.
فالطبيعى كل عمل تبدأ مشاهدته تكون حياديا تجاهه لست معه أو ضده، ثم بعد ذلك ترى أشياء إيجابية تثنى عليها، وأخرى سلبية تمررها أو تتوقف عندها، لكن عندما تبدأ المشاهدة بتوقعات كبيرة، فأنت تبدأ المشاهدة من مستوى يقترب من الكمال، وهذا قد يؤثر على حيادية التقييم، مقارنة بالأعمال الأخرى التى يشاهدها الجمهور ويتفاعل معها ويستطعمها بدون توقعات مسبقة.
وربما يكون هناك أكثر من مستوى لمشاهدة «القاهرة كابول»، فمستوى الناس تتقبل المسلسل ومعجبة به، وهناك مستوى النقاد لديهم بعض الملاحظات، ونحن نحترمها، فالمسلسل مثير للجدل والنقاش، وهذا فى حد ذاته إيجابى وليس سلبى، لأنه دليل على المشاهدة.

* وما تعليقك على الاتهامات التى وجهت للمسلسل بالمباشرة فى الحوار؟
ــ نحن نصدق ونعيش ونستمتع أثناء العمل على الشخصيات وتجسيدها، لكن مع بداية العرض العمل بأكمله يكون ملك المتلقى، وإذا كان لديه ملاحظات، فلا يكون أمامى إلا أن أحترمها بكل جوانبها، أسمعها وأتعلم منها.
بشكل عام أنا أحب الفن المستتر والتورية، ولكن أحيانا يكون مهما أن تصل المعلومة بشكل مباشر عندما تمر البلد أو الناس بكبوة فى مرحلة أو زمن ما.
وبالتالى هناك جمل حوارية، كان مطلوبا أن تقال بوضوح لكى تصل إلى الناس، وتحقق هدفها فى الوصول إلى المواطن البسيط.
فالمسلسل يرد على تساؤلات كان لابد أن يرد عليها، لكن فى النهاية تعليقات الناس دائما يجب أن تؤخذ فى عين الاعتبار، ودائما الناس على حق.

* هل «القاهرة كابول» فى حالة منافسة مع «الاختيار 2» و«هجمة مرتدة» أم فى حالة تكامل معهما؟
ــ أرى أن كل عمل يشبه نفسه، وتفاصيله وأبطاله، وكاتبه ومخرجه، فكل مسلسل له طعم مختلف، وليس معنى أن هناك مسحة وطنية أو سياسية فى أكثر من مسلسل، أنها تتشابه، خاصة أننى أرى «القاهرة كابول» مسلسل اجتماعى أكثر منه سياسى، يتحدث عن الشارع المصرى وتفاصيل البنى آدمين الذين نقابلهم فى حياتنا.

* كيف ترين استعانة الدولة بالقوة الناعمة فى الحرب على التطرف والإرهاب.. وهل ذلك ينصف الفن ويعطيه قدره؟
ــ الفن شيء عظيم، وأنا شخصيا أحبه وأحترمه، بغض النظر كيف يراه الآخر، فكل زمن يحمل رؤية مختلفة للأشياء، وأنا مؤمنة أن الفن مهنة عظيمة ورسالة سامية، والجانب المتعلق بالإمتاع هو فى حد ذاته رسالة عظيمة، لكن أيضا عندما يلتفت الآخر لأهميتك ولدورك هذا يسعدنى أكثر.
ولذلك أنا سعيدة جدا أن الدولة مهتمة بالفن خلال هذه الفترة، ومعروف أن القوة الناعمة مؤثرة فى كل دول العالم، وفى مصر كان لها دور كبير فى أن تكون اللهجة المصرية هى اللهجة البيضاء فى كل الدول العربية، وأدخلت مصر كل بيت عربى، والحركة السياسية لمصر فى الخمسينيات والستينيات أثرت على الوطن العربى من خلال أشياء كثيرة من أهمها الأفلام والفن بشكل عام.
فالفن مهم جدا، لأن الناس عندما تشاهد بشر مثلهم فى حواديت، وترى مشكلتهم ممثلة أمامهم، فهذا يقصر الرحلة كثيرا، أكثر من البرامج والكتب وإن كنت مؤمنة بأهمية ودور الكتاب فى حياتنا، ولكن سيظل الفن عندما تراه مصور وتشعر وتنفعل به، فهو بالتأكيد يقصر المسافات فى مناقشة كل القضايا.

* حدث تحول فى قصة «منال ورمزى» من الحب والتعلق إلى الرغبة فى الانتقام.. كيف تحب مدرسة لغة عربية من يسعى لتغيير الهوية.. وهل سهل كل هذا الحب يتحول فى النهاية لكراهية؟
ــ الإنسان مسئول عن سلوكه وليس أحاسيسه، فكون «منال» تحب «رمزي ــ طارق لطفى» فهى فطرت على هذا الحب وهذا شيء غير مسئوله عنه، فهى لا تملك مشاعرها وحبها له ليس بيدها، لكنها فى نفس الوقت مسئولة عن سلوكها، التى تحرص على ألا تتناقض مع مبادئها.
ومشاعرها تجاه «رمزىس تحولت من الحب إلى الكراهية، بعدما علمت بتورطه فى قتل شقيقها، فالحب والكراهية مشاعر وهما أيضا وجهان لعملة واحدة، وكثيرا ما كان فى حياتنا أشخاص نحبهم ثم حدث شىء جعلنا نكرههم، أو العكس.
و«رمزى» فى المسلسل، يده ملوثة بدماء أقرب الناس لها، جرحها وأوجعها لدرجة دمرت حياتها، فلم يكن غريبا أن تتولد لديها رغبة فى الانتقام بالتعاون مع «عادل» ضابط الأمن الذى يجسده الفنان خالد الصاوى.

* الجانب الرومانسى فى الشخصية واللمسات الكوميدية.. لماذا لا يستغل هذا الجانب عند حنان مطاوع وتركز أكثر على الأدوار الدرامية؟
ــ أنا دائما أحب اللايت والكوميديا والمدهش والبعيد عن المعتاد، والحمد لله أن المخرجين الآن لا يحصروننى فى أدوار بعينها، وأصبحوا يعرفون أن قماشتى يمكن أن يفصل منها أى شخصية، وقد قدمت بالفعل شخصية لايت فى مسلسل «حلاوة الدنيا»، وفى «طاقة نور» قدمت شخصية بنت شعبية لديها مسحه كوميدية.
والحقيقة أن كل الشخصيات يمكن أن تضيف لها الكوميديا والدراما، ولكنى لا أحب لىّ ذراع الشخصية التى أقدمها، وأفضل أن أذهب لكل شخصية بمفرداتها، «منال» هى بنت دمها خفيف ولطيفة ومصرية لذيذة، كل ما فى قلبها تجده على لسانها، هذه هى تركيبتها، فعندما تحتمل الشخصية الكوميديا ستجدنى أقدمها، لكن إذا لم تكن تحتمل لن أفرض عليها جانب لا تحتاجه.

* لفتك للأنظار فى مشاهد رومانسية بـ«القاهرة كابول».. هل يمكن أن يفتح الباب لك لتقدمى أدوار حبيبة البطل فى السينما؟
ــ حبيبة البطل غالبا لا تكون أدوارا مهمة فى التمثيل، فهى فقط تكون حبيبة البطل، وأهميتها فى الفيلم أنها تحبه، ولذلك هذه النوعية من الأدوار لا تناسبنى، ولا ترضى أى شيء فى طموحاتى تمثيليا، وأتمنى أن يتم تغيير هذه النظرة، بحيث يكون لدى حبيبة البطل دور مهم به مساحة تمثيل، وليس فقط أنها تحبه.

* ما حقيقة أنك حصلت على ورشة إعداد ممثل قبل أداء شخصية «منال»؟
ــ الحقيقة أننى طوال الوقت أحصل على ورش إعداد ممثل، من أجل حنان مطاوع وليس من أجل شخصية «منال» فى «القاهرة كابول».
فبعد كل شخصية أقدمها، على الفور أذهب لورشة إعداد ممثل، لتطوير أدواتى كممثلة، و«كسر الكليشيه»، وحتى لا أعتاد على نمط أداء معين، وأحرص على ذلك أكثر بعد الشخصيات التى تحقق نجاحا مع المشاهدين، حتى لا أقترب من الأداء مرة أخرى فى أدوارى التالية، فقناعتى أن الناس تحب الدور عندما يكون منطقة جديدة وصادقة، لكن إذا كرر الممثل نفس الأداء الجمهور سيشعر بملل وسيذهب للجديد الصادق فى مكان آخر، لذلك أسعى من خلال ورش إعداد الممثل، أن أبحث طوال الوقت على مناطق جديدة لدى، حتى لا يشعر الجمهور بملل.
وأهم نجوم العالم يفعلون الأمر نفسه، فمثلا روبرت دينيرو، وميريل ستريب، وألباتشينو، جميعهم يحصل على ورش إعداد ممثل رغم ما وصلوا إليه من قمة فى الأداء، لأن أسوأ شيء يمكن أن يصيب الممثل، هو الشعور بالوصول للكمال فى الأداء بعد أن يثنى عليه، وبالتالى إذا لم يتطور الممثل ويتدرب بشكل مستمر سيرجع للخلف، فالصعود دائما يكون بشكل هرمى، ولا يوجد هناك توقف أو لحظات ثبات، فإما صعودا للإمام أو عودة للخلف.

* لديك تجارب سينمائية ولكنها تنتمى فى معظمها للسينما المستقلة.. لماذا لا تتواجدين فى السينما التجارية؟
ــ المسألة عرض وطلب، فما يعرض على فى السينما التجارية لم يرضنى، وفى المقابل الأفلام الجيدة التى تنتج للسينما لم تعرض على، وبالتالى أسعى لأن أختار من المتاح، فالفنان فى النهاية لا يملك خلق كل التفاصيل.
وحتى الآن لم يأتنى الفيلم التجارى الذى يمكن أن أوافق عليه، ولكن تأتينى أفلام إذا وافقت عليها سيلومنى الجمهور ويقول: «هى حنان وافقت عليه ازاى»؟

* وصفتِ أداء منى زكى عن دورها فى مسلسل «لعبة نيوتن» بالمذهل.. متى تقررين الإعلان عن إعجابك بأداء ممثلة بطلة لمسلسل منافس؟
ــ الفنان صانع الجمال، فكيف عندما يرى الجمال ينكره، ولذلك تعودت أن أقول للحلو يا حلو فى عيونه، ومنى زكى أتقنت دورها وكانت رائعة وعظيمة، فالطبيعى أن نصفق لها ونعلن إعجابنا بها، والحقيقة أنا فرحانة لها، فهى واعية جدا وتطور دائما من نفسها، وفرحانة بشكل عام أن لدينا فنانين حلوين بهذا الشكل، وقد قلت لها هذا الكلام وأكثر تليفونيا قبل أن أكتبه على مواقع التواصل.
وبالمناسبة أنا معجبة بالمسلسل بشكل خاص، وبشغل تامر محسن بشكل عام من أول «بدون ذكر أسماء»، فأنا متيمة بعالم تامر محسن وتفاصيله، فهو مختلف وحقيقى وعنده رؤية ثاقبة وواضحة لنفسه، يعرف ماذا يريد ويعرف كيف يحققه.
وسعيدة أننى عملت معه فى «هذا المساء»، الذى أعتبره واحدا من أجمل المسلسلات التى شاركت فيها.

* أنتِ واحدة من أكثر الممثلات التى تحصلين على إشادات بعد كل دور تقدميه.. ما الذى ينقصك لتخرجى من المنطقة الآمنة إلى منطقة النجومية والبطولات المطلقة؟
ــ أشعر بـ«طبطبة» مع كل كلمة ثناء أسمعها أو تكتب عنى، فكلمات المدح والاشادة أعتبرها عطايا من الجمهور أقبلها قبول حسن وتحاوطنى وتكون على رأسى من فوق.
وطول الوقت أنا مطالبة بالاجتهاد والتطوير من نفسى، وتلافى أخطائى، والنضج، والمحاولة دائما لأن أكون أفضل، وأحرص على احترام الناس واحترام نفسى فى كل خطوة، واستمتع بكل ما أقدمه، لكن فكرة أن تتصدر وينتج لك فهذا ليس فى يدك، فمن يملك رأس المال فى النهاية هو من يملك سلطة اتخاذ القرار.

* أخيرا.. هل حنان مطاوع تجيد التسويق لموهبتها عبر السوشيال ميديا؟
ــ الحقيقة أنا مهتمة بالفن والتمثيل فقط، ولم أكن أهتم بعالم السوشيال ميديا على الاطلاق، لكن مؤخرا أصبح هناك من يساعدنى على التواجد، لقناعتى أن هذا العالم مهم ومكمل للمجهود الذى أبذله فى عملى، فرغم أن الأساس هو حبى واهتمامى بالفن، لكنى حاليا بدأت اكتسب خبرة السوشيال ميديا لكى تكتمل المنظومة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك