رحلة إبداع.. جمال سلامة تلميذ الموسيقي العالمي خاتشاتوريان الذي ترك بصمات لا تنسى - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 5:57 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رحلة إبداع.. جمال سلامة تلميذ الموسيقي العالمي خاتشاتوريان الذي ترك بصمات لا تنسى

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: السبت 8 مايو 2021 - 4:02 م | آخر تحديث: السبت 8 مايو 2021 - 4:02 م

رحل عن عالمنا الموسيقار جمال سلامة، في 7 مايو الجاري، بعد إصابته بفيروس كورونا، تاركا سجل من الأعمال الفنية التي كان هو أحد أبطالها وليس عنصرا مكملا فقط لها، سواء كانت أعمالا تلفزيونية أو سينمائية أو مسرحية ومقطوعات موسيقية مستقلة.

بعد وفاته، بحثت "الشروق" عن أفضل من ينقل سيرة ذاتية صادقة عن الراحل جمال سلامة، وكان المؤرخ الموسيقي زين نصار، أحد أبرز المهتمين بتسجيل حياة الموسيقيين المصريين، لذلك لجأنا إلى كتابه "القومية وأعلام الموسيقى في أوروبا ومصر"، الصادر عام 1998، بالتعاون مع الدكتورة بثينة فريد أستاذ التربية الموسيقية بجامعة حلوان.

• الوتر الأول في حياة جمال سلامة

ولد جمال سلامة في مدينة الإسكندرية، في 25 أكتوبر عام 1945، لأسرة موسيقية، والده هو عازف الترومبيت والمؤلف الموسيقي حافظ سلامة، لذلك لقيت مواهب جمال الموسيقية الرعاية المبكرة، ففي عام 1957 التحق بفصول رعاية الموهوبين في حلوان، والتي افتتحتها وزارة التربية والتعليم في ذلك العام، وبعد 4 سنوات انضم إلى كونسرفتوار القاهرة.

عمل جمال سلامة من عام 1962 إلى 1972 عازفاً محترفاً لآلة البيانو في أوركيسترا السيرك القومي، ثم انضم إلى فرقة رضا للفنون الشعبية، وخلال هذه الفترة أيضاً سافر وعمل في فرقة موسيقى إيطالية، بعد عودته مصطبحاً معه آلة الأورج، عمل كعازف لهذه الآلة، وشارك في عزف العديد من الأغاني التي قدمها آنذاك كبار المطربين، كما شارك في موسيقى قصيدة "أقبل الليل" التي غنتها أم كلثوم.

• من العزف إلى تأليف الموسيقى التصويرية

لم يكن جمال شاباً ساكناً، لا يستقر في فرقة واحدة أو يعزف آلة واحدة، كان يحب الدراسة والتنقل، لذلك انضم لأكثر من فرقة، كما ذكرنا في السطور السابقة، إلى جوار دراسته في المعهد، وأثناء دراسته في السنة الثالثة انتقل من قسم البيانو إلى النظريات، وعند تخرجه قدم سيمفونية "مصر الحديثة" كمشروع تخرج، وأرسلها بعد ذلك إلى مسابقة موسيقية في إيطاليا وفاز عنها بجائزة، وفي نفس العام اعتزل عزف آلة الأورج واتجه إلى كتابة الموسيقى للأفلام السينمائية.

دون جمال موسيقى عدد كبير من الأفلام السينمائية المشهورة، وكان جزءًا منها؛ لقدرة موسيقاه على التعاطي والتفاعل مع العمل الدرامي المقدم، ومن هذه الأعمال "أريد حلاً" "الكرنك" "حدوتة مصرية" "الشطار" "عصر القوة" "الإرهاب" "الإنسان يعيش مرة واحدة" "حبيبي دائماً" "يارب ولد"، وأغاني فيلم "عودة الابن الضال".

كما كتب الموسيقى التصويرية لعدد من المسلسلات التلفزيونية، أهمها كان مسلسل "لا إله إلا الله" بأجزاءه، و"ذئاب الجبل" و"الفرسان" و"جمهورية زفتى" و"أحلام الفتى الطائر"، كما لم تغب موسيقاه عن المسرح، فشارك في "شارع محمد علي" لشيريهان وفريد شوقي، و"بهلول في إسطنبول" لسمير غانم وإلهام شاهين، و"الجنزير" لعبدالمنعم مدبولي.

• روسيا وأمور أخرى.. حياة زاخرة بالتفاصيل

في عام 1973، سافر جمال سلامة في بعثة دراسية إلى الاتحاد السوفييتي السابق لاستكمال دراسته الموسيقية بتزكية من أستاذه في الأليف الموسيقي جيوفاني ميخائيلوف، الذي كان تلميذاً للمؤلف الأرمني الشهير آرام خاتشاتوريان، وبعد وصوله إلى موسكو قابل خاتشاتوريان وأسمعه تسجلاً وعزف أمامه بعدها قبله بين طلبته.

في عام 1974، كان زملاؤه من العازفين المصريين الذي يدرسون معه في موسكو سوف يشاركون في مسابقة تشايكوفسكي، وكتب لهم سلامة مؤلفات مصرية الطابع ليشاركوا بها في المسابقة ضمن برنامج الامتحان، وقد نصحه خاتشاتوريان بألا يكتب مؤلفات كبيرة حينها.

ولما عاد إلى مصر تأكد من صواب نظرة أستاذه، لذا قد عام 1976 أوبرا باليه "عيون بهية"، على نص للدكتور رشاد رشدي، والتي عرضت على مسرح البالون لمدة 6 أشهر متواصلة، وشارك في أدائها أوركسترا القاهرة السينفوني، وفرقة أم كلثوم للموسيقى العربية، وقام بالبطولة الغنائية لها ياسمين الخيام ومحمد رؤوف، وصمم رقصات الباليه دكتور عبدالمنعم كامل وعصمت يحيى، وأخرج العرض الفنان جلال الشرقاوي.

https://www.youtube.com/watch?v=VOe87gSCQs8

حصل سلامة على جائزة الإبداع الفني من أكاديمية الفنون في القاهرة، وتسلمها من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وعام 1982 حصل على جائزة الدولة التشجيعية في التأليف الموسيقي عن مؤلفه "ذكريات" للأوركسترا، ومن أشهر ألحانه في الأعياد الوطنية، موسيقى أغنية "مصر اليوم في عيد" للراحلة شادية.

• الانفتاح على الأجيال المختلفة

لم يكن جمال سلامة فناناً جامداً متقولباً على مرحلة زمنية معينة، فكما لحن لشادية وصباح وعزف في فرقة "أم كلثوم" ووضع مؤلفات سيمفونية مستقلة، لحن للمطربة ماجدة الرومي في أول عمل فني سينمائي لها في مصر، عودة الابن الضال، واحدة من أشهر أغانيها "مفترق طرق" من كلمات صلاح جاهين، ثم لحن لها فيما بعد "بيروت ست الدنيا" و"عيناك" وغيرها من الأعمال.

كما دعم المطربة سميرة سعيد في بداية مسيرتها الفنية، من خلال ألحان مميزة قدمها لها، لازالت من أشهر ما قدمت الديفا حتى الآن، وهي "قال جاني بعد يومين" و"مش هتنازل عنك أبداً"، و"احكي يا شهرزاد".

كما أنه لم يهاجم أبداً الأجيال الجديدة، نذكر له حديثه في مجلة "المصور" عام 2004، الذي قال فيه: "الذين يرفضون روبي وأغنياتها لا يفهمون لغة الواقع، ويحملون هذه الفتاة فوق طاقتها الفنية، خاصة أنها لم تَدع الطرب لنفسها، والحقيقة أن صوتها ليس سيئا فليس فيه نشاز وتغني بشكل طبيعي"، بينما أشاد بصوت آمال ماهر في نفس الحوار وقال إنها أفضل حنجرة نسائية اليوم، وتمتلك مساحة صوت عريضة، إلى جانب قدرة عالية على الأداء والتطريب وصلت إليها لطول ارتباطها بأغنيات أم كلثوم.

نظراً لهذه السيرة الطيبة التي امتلكها جمال سلامة، اندلعت التغريدات الناعية له من أغلب مطربي الوطن العربي، مثل ماجدة الرومي وسميرة سعيد وعاصي الحلاني وهاني شاكر وغيرهم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك