يبذل الكثيرون مجهودًا ويستغرقون وقتًا طويلًا في اختيار الملابس اليومية سواء للعمل أو للتنزه دون أن يعلموا أن لكل نوع من الملابس تأثير على السلوك، حيث إنه يؤثر في المواقف الشخصية والمزاج والثقة بالنفس وطريقة التفاعل مع الآخرين، وهو ما يسمى في علم النفس بـ"الإدارك المغلق".
وحسبما ذكر موقع "بران فودر" الخاص بالسلوك البشري، فإن هناك عدة دراسات أثبتت أن الناس يمليون إلى أن يكونوا أقل انفتاحًا ويجدون صعوبة أكبر في الاسترخاء عندما يرتدون ملابس رسمية.
وحينما يرتدي الإنسان ملابس رسمية في العمل، فإن هذا يفرز هرمونات بالجسم تظهر الهيمنة سواء في السلوك أو طريقة التحدث وهذا يساعد في النجاح بالعمل وزيادة الثقة بالنفس، أما الملابس غير الرسمية بموقع العمل فتجعل العاملين أكثر إبداعًا ويأخذون وقتًا للتواصل الاجتماعي فيما بينهم.
وكلما كانت الملابس مرتبطة بدور معين تنشط المعرفة اتجاه هذا الدور، وعلى سبيل المثال ارتداء الموظف لمعطف المختبر أثناء العمل يشجعه هذا على أن يكون أكثر مهنية وواعيًا وأقل في ارتكاب الأخطاء لأن العقل يرى أنه لا مجال للخطأ في هذه اللحظات ويجب التركيز لأقصى درجة، والأمر ينطبق على الأطباء خلال تواجدهم بغرف العمليات.
كما تستطيع الملابس التأثير على طريقة تأقلم الإنسان مع الأيام التي يشعر فيها بالقلق والتوتر والاكتئاب، حيث أكدت بعض الأبحاث أن الحل الأسرع للتخلص من يوم سيء هو ارتداء ملابس زاهية لأن الألوان الفاتحة تشجع المخ على السعادة، في حين أن الألوان العميقة والباهتة ترتبط بالطاقة المنخفضة والتعب والمزاج الأكثر كآبة، لذلك ينصح الأطباء النفسيون المرضى دائمًا بارتداء ملابس تحمل ألوانا مبهجة لمساعدتهم على التخلص من الحزن وغيره من المشاعر السيئة.
ويمكن أن يكون للملابس الخفية مثل الداخلية أو الجوارب تأثير أكبر على الإدارك الذاتي ومستويات الثقة بالنفس؛ لأنه عند ارتداء الشخص لملابس محببة لديه أو يعتبرها مميزة من وجهة نظره، فإن هذا يزيد من شعوره بالثقة والقوة.