الإيكونومست: كيف يمكننا معرفة الأوبئة والتغلب عليها قبل ظهورها؟ - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 12:40 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإيكونومست: كيف يمكننا معرفة الأوبئة والتغلب عليها قبل ظهورها؟

إسماعيل إبراهيم
نشر في: الأربعاء 8 يوليه 2020 - 2:06 م | آخر تحديث: الأربعاء 8 يوليه 2020 - 2:06 م

سلطت مجلة الإيكونومست البريطانية في تقرير لها، الضوء على كيفية التنبؤ بالأوبئة قبل ظهورها والتغلب عليها قبل تفشيها بعدما أربك فيروس كورونا حسابات الجميع ولا يزال يدفع العالم الثمن على جميع النواحي.

وذكرت المجلة إلى أن دراسة العلاقة بين الحيوانات والبشر، والعثور على الملايين من فيروسات الحيوانات التي لم يتم اكتشافها في البرية وتسلسلها وراثيًا، يمكن أن توقف تفشي الأمراض في المستقبل لتصبح كوارث صحية عالمية.

وأظهرت بيانات مجمعة لحالات فيروس كورونا، حتى صباح اليوم، أن عدد الإصابات به حول العالم تجاوز 11.8 مليون حالة، ووفاة 544 ألفا.

أمراض جديدة لا مفر منها
في فبراير 2018 ، جمع مجموعة من الخبراء بدعوة من منظمة الصحة العالمية، قائمة بالأمراض التي تشكل مخاطر كبيرة على الصحة العامة ولكن كانت هناك إجراءات تجاه ذلك.

جاء ذلك بعدما تعرضت البشرية للعديد من التهديدات، بما في ذلك حمى الإيبولا والسارس وحمى زيكا وحمى الوادي المتصدع (مرض يصيب الحيوانات في المقام الأول).

وتنبأت اللجنة بظهور مرض سيخرج من الحيوانات في مكان ما في جزء من العالم حيث اعتدى الناس على موائل الحياة البرية، وسيكون هذا المرض أكثر فتكًا من الإنفلونزا الموسمية ولكنه سينتشر بنفس السهولة بين الناس.

وبعد أقل من عامين من نشر التقرير ظهر كورونا في ووهان الصينية، والذي تفشى بشكل سريع حتى أصاب الآن ما يقرب من 10 ملايين شخص وقتل أكثر من نصف مليون منهم.

علاوة على ذلك، ركز بعض العلماء آنذاك، مثل بيتر دازاك، عالم البيئة الذي يرأس منظمة بحثية مستقلة تدعى تحالف الصحة البيئية، على وجه التحديد المخاطر التي تشكلها الفيروسات التاجية المنقولة من الخفافيش مثل سارس وكوفيد 19.

وأكد أن نقطة إصدار تلك التحذيرات هي الاستعداد التام ووجود الأنظمة الصحيحة في مكانها، قد يتم القضاء على الجائحة المحتملة، التي تم رصدها مبكرًا، في مهدها.

وبدلاً من ذلك، كانت استجابة العالم للمرض الجديد شبيهة باستجابته للسارس في عام 2002، وبعد ذلك إلى أنفلونزا الطيور في عام 2005. وذلك للانتقال إلى نمط الذعر الذي يهدف إلى إبطاء انتشار المرض بينما يتسابق العلماء لتطوير لقاح وهذا ما قاله دازاك.

ويرى دازاك أنه يمكن التعامل مع الأمراض الحيوانية التي لا مفر منها في المستقبل ولكن مع اتخاذ الاحتياطات الصحيحة.

وعن الاحتياطات التي يجب اتباعها قبل ظهور المرض، رأى الدكتور دزاك وزملاؤه أن تلك الاحتياطات تكمن في ثلاث عناصر، في مقدمتها العثور على جهد عالمي وتتبع مئات الآلاف من مسببات الأمراض غير المرئية التي قد تهدد صحة الإنسان.

والعنصر الثاني هو مراقبة عينات الدم وغيرها من المؤشرات من الأشخاص الذين يعيشون في أماكن من المرجح أن تظهر فيها أمراض جديدة، والثالث هو برنامج منسق يستخدم جميع البيانات التي تم جمعها على هذا النحو من أجل البدء في تطوير الأدوية واللقاحات التي يمكن استخدامها لمواجهة مرض ناشئ.

الحيوانات سبب العديد من الفيروسات

وأشارت الإيكونوميست، إلى أن من بين نحو 1400 من مسببات الأمراض تصيب البشر "الخمس فقط من الفيروسات"، لكن هذه الفيروسات تسبب أكثر من ثلثي الأمراض البشرية الجديدة، وهذا هو السبب في تركيز المناقشة والجهد عليها.

وكون الفيروسات كائنات بسيطة يمكنها التكاثر بسرعة، تخضع لتطور أسرع بكثير من الأنواع الأخرى من مسببات الأمراض.

على سبيل المثال، انتقل فيروس نقص المناعة من القرود إلى الشمبانزي إلى الغوريلا قبل احتكاك أحد سلالات الشمبانزي مع البشر مما تسبب في جائحة الإيدز، تم العثور على فيروسات الإنفلونزا التي تتفشى بين البشر وهذا من خلال الخنازير أو الدجاج أولا، بالإضافة إلى سارس والذي تفشى من الخفافيِش عام 2002.

ومن المرجح أن يكون البشر الطرف المتلقي لهذه العملية، وهذا بسبب الحيوانات البرية تقضي وقتًا طويلًا في التعاون مع الأفراد مثل حيوانات القطيع ورعاة الماشية.

استمرت الأمراض الحيوانية بالظهور من بين أكثر من 330 مرضًا ظهرت بين عامي 1940 و2004، كان حوالي 60% من تلك الأمراض حيوانية المنشأ.

التنبؤ والبقاء على قيد الحياة
في عام 2009، أجرى دينيس كارول، خبير الأمراض المعدية في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الذي قاد استجابة الوكالة لتفشي انفلونزا الطيور، مشروع لدراسة وتصنيف التهديدات المحتملة للأمراض للأشخاص الذين يعيشون بالقرب من الحياة البرية.

وجمع العلماء الذين يعملون في 30 دولة حوالي 170،000 عينة من الناس والحيوانات البرية مثل الخفافيش والقوارض، وتوصلوا إلى أن 1200 فيروس جديد ينتمي إلى عائلات معروفة بإمكانية إصابتها بالعدوى والتسبب في انتشار الأوبئة وكان من بين هؤلاء أكثر من 160 فيروساً تاجياً حيوياً محتملاً.

وأجرى الدكتور كارول وزملاؤه تقديرًا إحصائيًا، بحسب ما قيل حينها، فإن الثدييات والطيور في العالم تستضيف ما بين 700،000 و 2.6 مليون نوع من الأنواع غير المعروفة من عائلات الفيروسات التي أظهرت القدرة على التسبب في أمراض حيوانية عند البشر، وزعموا أن ما بين 350 ألفًا و 1.3 مليونًا من هذه الفيروسات غير المعروفة يمكن أن يكون لها إمكانات حيوانية.

وفي عام 2018، قدم كارول ودازاك مازيت، عالم الأوبئة في جامعة كاليفورنيا، اقتراحًا يهدف إلى تحويل هذه التقديرات الإحصائية إلى تسلسلات وراثية لكي يساعد ذلك على وجود سجل لمثل هذه المخاطر قد يجعل من الممكن تحديد النقاط الساخنة حيث يتعايش عدد غير صحي من حالات الأمراض الحيوانية المنشأ.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك