يختلف مصنع البتروكيماويات التابع لمجموعة "سينوبك"، الواقع في بلدية تيانجين شمال الصين، مع الشكل التقليدي المعتاد لمصانع البتروكيماويات الأخرى، حيث يشبه الحدائق البعيدة عن الآلات ومواقع إنتاج المياه العادمة وماكينات تكرير النفط، كما يعد واحدًا من أكبر شركات التكرير والمنتجات النفطية بالصين.
تحول المصنع بشكل تدريجي من شكله الأول البسيط إلى منتزه تحيطه مساحات واسعة من الرقع الخضراء من مختلف الجهات، وقد تم تأسيسه بناء على أحدث التقنيات، إضافة إلى ضمه قطيع من الغزلان عام 2000 ليصبح مزارًا سياحيًا اجتذب ما يجاوز الـ5000 زائر في العامين الماضيين، وفقًا لما نشر في موقع "تشيناي ديلي" الصيني.
تخوفت إدارة المصنع كثيرًا من وجود تلك الغزلان بهذه البيئة، وقال "تونغ وي"، رئيس قسم الإنتاج بالمصنع: "لقد كنا قلقين في البداية من عدم تكيف الغزلان، وحساسيتهم للعيش في بيئة تنبعث منها الغازات"، ولكنهم وظفوا عمالًا لتسجيل البيانات يوميًا عن صحة الغزلان وعن كمية الأنبعاث العادمة والغازات، بالإضافة إلى مقدار التحكم بها.
ومع الاهتمام الملحوظ، نمت الغزلان بشكل صحي يومًا بعد يوم تحت رعاية الموظفين المختصين للمراقبة، حيث وصف العديد من العمال شعورهم وكأنه "العمل في حديقة وليست مصنعًا للبتروكيماويات"، إضافة إلى اعتيادهم العمل إلى جانب الحيوانات، ويؤكد "دونغ فنغ"، مدير قسم التكرير، أن "عمليات المراقبة في الماضي كانت معقدة، ولكن المراقبة الآن تتم بواسطة الهاتف الذكي؛ مما يقلل بشكل كبير من السلبيات دون أن تُلاحظ، ومن ثم تحسين الإدارة".
جدير بالذكر أن ما يحدث في تيانجين يعكس التحول البيئي لشركات البتروكيماويات الأخرى في جميع أنحاء الصين، حيث أنتهجت شركة بكين يانشان للبتروكيماويات المحدودة بمنطقة فانغشان نفس نهج نظيرتها، لتنشأ حديقة للأراضي الرطبة داخل مصنعها مصدرها من مياه الصرف الصناعي المستصلحة بالمحطة، بجانب إعادة تدوير مياه الصرف الصحي المنزلية من المساكن المحيطة بها.
كما قامت شركة جيوجيانغ للبتروكيماويات في مقاطعة جيانغشي بشرق الصين، ببناء بركة اصطناعية كوسيلة لمراقبة جودة مياه الصرف الصناعي المُعالجة، تحوى بداخلها العديد من الزهور والأسماك، التى يتم رعايتها من قبل مختصين.