النكاف Epidemic Parotitis أو Mumps عدوى فيروسية سريعة الانتشار تنتقل بالرذاذ الناجم عن السعال أو العطس أو ملامسة أى المتعلقات الشخصية الملوثة بلعاب الإنسان المصاب. تماثل فى ذلك كل أنواع العدوى التى تنتقل من رذاذ إنسان مصاب بعدوى الجهاز التنفسى كالإنفلونزا وعدوى احتقان الزور والالتهاب الرئوى.
غالبا ما تسبب التهابا للغدد اللعابية خاصة التى تقع على الجانبين، وتمتد من منطقة أمام الأذن لتشمل الخدين. إصابة تلك الغدد اللعابية بالالتهاب وانتفاخها «على الجهتين أو جهة واحدة»، هى الصورة التى تعد علامة مميزة لتلك العدوى.
هناك عدد كبير من الغدد اللعابية التى تفرز اللعاب ليصل إلى الفم فى قنوات خاصة. منها تلك الأكبر حجما يليها زوج آخر يقع فى قاع الفم تحت اللسان وعظام الفك هناك أيضا عدد آخر صغير الحجم يقع فى الشفاه واللسان والخد.
لا يقف الالتهاب عند حدود الغدد اللعابية إنما قد يتعداه إلى البنكرياس وأنسجة الخصيتين لدى الذكور.
ما أعراض النكاف؟
تختلف كثيرا فى حدتها ويمكن أن تغيب تماما فى حالات كثيرة، لكن الحالات التى يمكن تشخيصها من أعراضها تبدأ بتورم والتهاب الغدد اللعابية على جانبى الوجه، الأمر الذى تبدو معه منتفخة مؤلمة بمجرد لمسها إلى جانب صعوبة البلع. قد تطال العدوى فى أغلب الحالات الناحيتين لكنها قد تقتصر على إحداهما فى بعض الأحيان.
● ارتفاع درجة الحرارة.
● صداع مؤلم.
● ألم فى حالة التهاب البنكرياس.
● آلام حادة فى الخصيتين إذا ما طالهما الالتهاب.
● آلام متفرقة فى الجسم وعزوف عن تناول الطعام.
● أعراض مختلفة كجفاف الحلق وألم بالأذن وبحه الصوت.
● عادة ما تنتقضى أعراض النكاف بعد معاناة محتملة لدى الأطفال لكنها أيضا وفى حالات قليلة قد تتسبب فى مضاعفات خطيرة قد تمتد العدوى الفيروسية لتطال أنسجة المخ محدثة التهابا.
● قد تمتد أيضا للخصيتين لدى الذكور محدثة التهابا قد يبقى فى 30 بالمائة من الحالات مخلفا العقم. قد يمتد أيضا للمبايض لدى الإناث.
● هناك أيضا التهاب البنكرياس أو الإصابة بالصمم.. أما إذا أصيبت سيدة حامل بعدوى النكاف خلال الشهور الثلاثة الأولى من حملها فإنها تكون عرضة للإجهاض.
من هم أكثر من غيرهم عرضة للإصابة؟
الأطفال فى سن المدرسة 6 ــ 12 سنة هم الأكثر عرضة للإصابة بالنكاف ممن لم يتلقوا اللقاح الواقى.. بالطبع لكن العدوى يمكنها أن تصيب الإنسان فى أى عمر بلا استثناء خاصة الـباب بين العشرين والثلاثين عاما.
متى يصبح الإنسان معديا؟
يصبح الإنسان مصدرا للعدوى من اليوم السابع بعد انتقال العدوى إليه ويظل معديا طوال الفترة التى يعانى فيها من التهاب الغدد اللعابية وإلى تسعة أيام بعد ظهور الالتهاب.
أما أعلى احتمال لنقله العدوى لمن حوله فيبدأ 1 ــ 2 يوما قبل ظهور تورم الغدة اللعابية وخمسة أيام أثناء اكتماله.
هل من علاج للنكاف؟
الواقع أنه ليس هناك علاج شاف لعدوى النكاف إنما يظل الأمر فى حدود الوقاية من العدوى وعلاج الأعراض:
● البقاء فى المنزل والراحة فى الفراش فى غرفة جيدة التهوية، ومراعاة قواعد النظافة العامة من تفادى احتمالات العدوى بالرذاذ أو مخالطة المريض وملامسة أشيائه الشخصية الخاصة من مناديل وفوط وأدوات كالتليفون والمفاتيح.
● الإكثار من شرب السوائل حتى الماء والعصائر.
● تفادى الطعام الذى يحفز إفراز اللعاب مثل الحمضيات من الفواكه وعصائرها «الليمون، البرتقال، اليوسفى، جريب فروت».
● تفادى أنواع الطعام التى تحتاج لمضغ والاكتفاء بسهل البلع منها.
● الابتعاد عن الأدوية المكافحة للألم كالإسبرين وتناول أدوية مثل التايلنيول.
● استخدام كمادات المياه الباردة قد يفيد أحيانا فى تلطيف حدة الألم.
كيف يمكن تشخيص عدوى النكاف؟
التهاب الغدد اللعابية علامة لا تخطئها العين عند تشخيص النكاف.
لكن عزل الفيروس من الدم ممكن فى بعض الحالات أو تحليل عينة من الغدد اللعابية، وإن كان الأمر لا يحتمل، فالمرض يشخص نفسه.
هل الإصابة بالنكاف متكررة؟
لا.. يصاب الإنسان لمرة واحدة فى حياته ليحصل على مناعة على امتداد العمر.
الوقاية من النكافة ممكنة؟
نعم.. التطعيم بلقاح يجمع بين مقاومة عدوى الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف أمر أصبح ملزما فى العالم بأسرة وهو الوسيلة الوحيدة لتفادى العدوى.
اللقاح الواقى من النكاف هل هو آمن؟
هو أيضا لقاح يقى من الحصبة والحصبة الألمانية لذا كان اختصار اسمه جامعا للحروف الثلاثة MMR ـ Measles Mumps Rubella تعطى الجرعة الأولى عند تمام السنة الأولى للطفل بينما تعطى له جرعة ثانية خلال الفترة بين 4 و6 سنوات.
هو لقاح آمن وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية وقد انحسرت الإصابة بالنكاف بعد البدء فى استعماله عام 1967. تقدر قوته على الحماية بما يقارب 95٪ بالطبع عند تناوله فى ظروف تسمح بالحفاظ على فاعليته.
عام 1998 نشرت دراسة تشير إلى علاقة بين اللقاح الثلاثى والإصابة بمرض التوحد فى انجلترا كان لها دوى فى العالم بأسرة. لكن بعد مرور سنتان تراجع عشرة من أصل ثلاثة عشر باحثا اشتركوا فيها عن رأيهم فكان أن أثرها، وأصدرت جهات عديدة تأييدها لفاعلية اللقاح وانتفاء العلاقة بين استخدامه للوقاية ومرض التوحد.
ماذا إذا أصاب النكاف الكبار
وهل يجدى اللقاح؟
تختلط أعراض النكاف لدى الكبار وأعراض أمراض أخرى عديدة منها الإنفلونزا وأمراض المناعة وأمراض الدم ومنها اللوكيميا واللمفوما والسل الرئوى، وغيرها لذا يجب التأكد من التشخيص.
قد يخلف النكاف مضاعفات خطيرة منها العقم نتيجة التهاب أنسجة الخصية لدى الرجال والمبايض لدى النساء منها الصمم أو التهاب أغشية المخ أو الالتهاب المزمن للبنكرياس.
اللقاح يجدى فى الوقاية من العدوى لكن لا فائدة له بعدها إذا أصيب الإنسان بالفعل. لذا يجب الإسراع بتناول اللقاح لمن لم يتناوله فى طفولته أو المسافر إلى منطقة موبؤة بالعدوى.
النكاف مرض تعرفه بلادنا يمكن بلا شك الوقاية منه بتطعيم الأطفال فى الأوقات المحددة لتناوله وتكفى إجراءات عزل من يصاب منهم والاهتمام بنظافته الشخصية ومداواة أعراضه. يجب أن يبقى الطفل المحتمل إصابته فى المنزل حتى لا يكون بؤرة بعدوى أقرانه. رغم اللقاح الواقى مازالت هناك احتمالات لتفشى المرض خاصة فى المناطق التى قد يغفل فيها الأهل تطعيم أطفالهم فى البلاد المتقدمة بصورة محدودة يمكن محاصرتها.