#حكايات_مصرية (27).. حفلات «الباللو» التي استحدثها أفندينا عباس حلمي الثاني - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 1:30 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

#حكايات_مصرية (27).. حفلات «الباللو» التي استحدثها أفندينا عباس حلمي الثاني

إعداد- عبدالله قدري
نشر في: الأحد 9 مايو 2021 - 10:38 ص | آخر تحديث: الأحد 9 مايو 2021 - 10:38 ص

كان الخديو عباس حلمي الثاني، يهوى حفلات الرقص الأوروبي، وكانت تعرف أيامها بحفلات (الباللو)، وهي كلمة إيطالية بمعنى "حفلة راقصة".

يقول ذلك الكاتب الصحفي صلاح عيسى في كتابه "هوامش المقريزي"، الذي تنشر "الشروق" حلقات يومية من الحكايات التي تضمنها الكتاب عن تاريخ مصر المحروسة.

كان أفندينا أخصائيًا عظيمًا في مسألة "الباللو" هذه، بمعنى أنه كان نصابا يبيع الرتب والنياشين، ويسرق إيراد الأوقاف.

وكان شرها للمال بشكل مرعب، ولقد أحرج شرهه هذا كل القوى الوطنية التي تحالفت معه في تلك المرحلة بسبب موقفه المعادي من الاستعمار، والذين كانوا يخجلون عندما كان اللورد كرومر -ممثل الاحتلال الإنجليزي- يشهر بالخديو لأنه يسرق استحقاق مصريين فقراء في وقف خيري يتنظر عليه، ويسرح مجموعة من السماسرة يعلنون في كل مكان عن أسعار البكوية والباشوية حتى فقدت الألقاب الرفيعة قيمتها أيامها من فرط ما عرضت للبيع في الأسواق.

وكانت حفلات الباللو، هي الفرصة التي ينتهزها الخديو وسماسرته للتعاقد على كل ما كان يمارسه من باللو.

وحدث مرة في عام 1896، أن كادت إحدى حفلات الباللو، التي أقامها أفندينا، أن تفشل بسبب حادث خارج عن إرادته، ففی 12 فبراير من ذلك العام، دعا الخديو إلى حفلة كبرى من هذا النوع، وامتلأ قصر عابدين بالمدعويين والمدعوات من زهرات الجاليات الأوروبية، وكان من بين المدعويين عثمان بك مرتضى، سكرتير نظارة الحقانية.

ويبدو أن عثمان بك، قد أفرط في الشراب، فقد فوجئ به المدعوون يتقيأ على مشهد من كل أزهار وزهرات الباللو، وعندما أحاط به البعض مشفقا عليه ليساعده على أمره، فوجئوا به يقوم فيتبول علناً في قاعة الرقص الفخمة، ويحولها إلى مرحاض عمومي.

وغضب الخديو غضباً شديدًا وطلب من وزيره أن يأمره بالاستقالة من وظيفته، وبالفعل استقال وقبلت الاستقالة، ولكثرة خصومه، فقد أخذوا يغرون الخديو بالانتقام منه، لا ينفيه ولكن ببقائه في القاهرة، وفي وزارة الحقانية، مع تخفيض درجته إلى وكيل أقلام بعد أن كان ناظراً للأقلام.

وعندما شاعت الحكاية في الشارع ضرب المصريون كفا بكف، ودهشوا من غضب الخديو على رجل قال رأيه الحقيقي في هذا الباللو الذي يحدث في قصر أفندينا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك