بعد أكثر من قرن.. لم يتمكن علماء الدماغ من العثور على اختلافات كبيرة بين الجنسين - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 5:26 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد أكثر من قرن.. لم يتمكن علماء الدماغ من العثور على اختلافات كبيرة بين الجنسين

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الأحد 9 أغسطس 2020 - 3:49 م | آخر تحديث: الأحد 9 أغسطس 2020 - 3:49 م

بدأ بحث العلماء عن الفروق بين الجنسين في أدمغة البشر منذ القرن التاسع عشر على الأقل، عندما قرر العالم صمويل جورج مورتون قياس حجم الجماجم البشرية، ثم وجدت جوستاف لوبون، أن أدمغة الرجال عادة ما تكون أكبر من النساء، الأمر الذي دفع ألكسندر باين وجورج رومانز القول إن هذا الحجم هو الفرق الذي يجعل الرجال أكثر ذكاء، لكن جون ستيوارت ميل، اعترض على ذلك، قائلا إنه وفقًا لهذا المعيار فالأفيال والحيتان يجب أن تكون أكثر ذكاءً من البشر!.

لذلك تحول التركيز فيما بعد من حجم الدماغ إلى الأحجام النسبية لمناطق الدماغ، واقترح علماء دراسة الدماغ، أن جزء المخ فوق العينين، والذي يسمى "الفص الجبهي"، هو الأكثر أهمية للذكاء وهو أكبر نسبيًا عند الرجال، بينما الفص الجداري، خلف الفص الجبهي مباشرة يكون أكبر نسبيًا عند النساء، ولاحقًا جادل علماء التشريح العصبي بأن الفص الجداري أكثر أهمية للذكاء، وهكذا تراوحت الأبحاث واختلفت الآراء.

وفي تقرير لآري بيركويتز أستاذ علم الأحياء ومدير برنامج الدراسات العليا لعلم الأحياء العصبية الخلوية والسلوكية في جامعة أوكلاهوما، رصد بعض الأبحاث التي تسير في هذا الاتجاه، مدللًا أنه حتى الآن وبعد كل هذه السنوات لم يتمكن علماء الدماغ من العثور على اختلافات كبيرة بين أدمغة النساء والرجال، في موقع "ذا كونفيرزيشن" الإخباري الأسترالي.

اختلافات الدماغ التشريحية

تم العثور على أكبر اختلاف بين الجنسين وأكثرها اتساقًا في منطقة ما تحت المهاد من الدماغ، وهي بنية صغيرة تنظم فسيولوجيا وسلوك الإنجاب، لكن الهدف بالنسبة للعديد من الباحثين كان تحديد الاختلافات المفترضة بين الجنسين في التفكير، وليس فقط علم وظائف الأعضاء التناسلية، وبالتالي تحول الانتباه إلى المخ البشري الكبير، المسؤول عن الذكاء وليس جزء منه.

وداخل الدماغ لم تحظ أي منطقة باهتمام أكبر في أبحاث الفروق بين الجنسين أكثر من الجسم الثفني، وهو شريط سميك من الألياف العصبية يحمل إشارات بين نصفي المخ.

وفي القرنين الـ20 والـ21، وجد بعض الباحثين أن الجسم الثفني بأكمله أكبر نسبيًا في النساء في المتوسط بينما وجد البعض الآخر أن أجزاء معينة فقط أكبر.

لكن الأدمغة الأصغر لها جسم ثفني أكبر نسبيًا بغض النظر عن جنس الشخص، وكانت الدراسات حول الاختلافات في حجم هذا الهيكل غير متسقة، وتتشابه القصة مع المقاييس الدماغية الأخرى، وهذا هو السبب في أن محاولة تفسير الفروق المعرفية المفترضة بين الجنسين من خلال تشريح الدماغ لم تكن مثمرة للغاية ولم تؤدي للنتائج المنتظرة منها.

كما أن الباحثين حاولوا فهم تأثير الهرومونات على الفروق بين الجنسين في الدماغ البشري، وأجريت العديد من الدراسات لكن كانت التأثيرات الهرمونية والبيئية متشابكة في هذه الدراسات، وكانت نتائج الفروق بين الجنسين في الدماغ غير متسقة، مما ترك العلماء دون استنتاجات واضحة.

التعلم يغير الدماغ

يفترض الكثير من الناس أن الاختلافات بين الجنسين في الدماغ هي فطرية، لكن هذا الافتراض مضلل.

يتعلم البشر بسرعة في مرحلة الطفولة ويواصلون التعلم ببطء أكثر كبالغين، مثل تذكر الحقائق أو المحادثات إلى تحسين المهارات الموسيقية أو الرياضية وغيرها، يغير التعلم بناء على الروابط بين الخلايا العصبية التي تسمى المشابك العصبية، هذه التغييرات عديدة ومتكررة، لذلك لا يمكن الافتراض أن جنس سوف يكون أكثر مهارة في التعلم أكثر من الآخر بناء على الفطرة.

ومن المرجح أن تكون أية اختلافات بين الجنسين في هياكل الدماغ ناتجة عن مجموعة معقدة ومتفاعلة من الجينات والهرمونات والتعلم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك