«ليس مجرد رسمة».. طرق لتفسير ما يتركه الأطفال في أوراقهم - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 2:53 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«ليس مجرد رسمة».. طرق لتفسير ما يتركه الأطفال في أوراقهم

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الأحد 9 أغسطس 2020 - 11:09 ص | آخر تحديث: الأحد 9 أغسطس 2020 - 11:09 ص

أبناء المخيمات ومناطق الحرب يميلون أكثر للون الأسود والأحمر ورسم الدبابات والبيوت المهجورة

الأطفال عالم كبير يحاول من حولهم فهم وفك شفراته، للتعامل معهم بالشكل الأمثل، وفي الأغلب كل ما ينبع من الطفل، يمكن تفسيره والاستدلال به في كيفية إدارة سلوكه وفهم حالته النفسية.

ومن الأشياء الهامة التي تتعلق بالأطفال الرسم والتعبير الكتابي، والتي من خلالهما يمكن تفسير وفهم الكثير من الأمور عن الحالة النفسية والمشاعر الداخلية واللاوعي لدى الطفل، وذلك وفق ما ذكرته جورية طلعت فواز، الحائزة على الدكتوراة في علم اجتماع التربية من إحدى جامعات بيروت، في كتابها "صدمة الحرب وآثارها النفسية في الأطفال".

وتقول في البداية، إن الرسم دون شك من أهم الوسائل التي تساعد الطفل على التعبير عن نفسه وشخصيته وانفعالاته، وهذا يعني أن الرسم يستطيع أن يشير إلى الخلل الحاصل في النمو الانفعالي، لذلك يجب أن نتابع رسوم الطفل لفترة زمنية معينة حتى نتحقق ما إذا كان تخطى صدمة ما أو مشكلة أم مازال يعاني، بالإضافة إلى أن الرسم ليس وسيلة للتعبير عن الذات فقط، بل وسيلة للدلالة على مستوى النمو الذهني.

والرسم من الأنشطة التي تساهم في توسيع آفاق الطفل وتنمية خياله وقدرته على الملاحظة والاكتشاف والإبداع، ويذهب علماء النفس إلى أن للرسم قدرة تعبيرية عفوية تعكس الظروف النفسية والاجتماعية التي يعيشها الطفل، ودراسة ما يقدمه الطفل من رسومات تقود إلى قلب المشكلات التي يعاني منها، وتقدم دلالات ومؤشرات تعبر عن رؤيته للأشياء والعالم.

وتوضح "جورية" في كتابها، بعض النقاط الهامة التي من خلالها يمكن تفسير وفهم ما يقدمه الطفل من رسومات، ومنها:

ما هي أهم المواضيع المرسومة عفوياً عند الأطفل؟
في بعض الأحيان لا يتوصل الراشد وبالأخص عند الأطفال الصغار إلى فهم موضوع الرسم، لذا يجدر بنا أن نسأل الطفل عما رسم حتى نجدد العناصر والمواضيع التي يعلن عنها، فإذا كان الرسم عبارة عن خطوط ينقصها التنظيم وتغير فيها البنية، فهذا يعني أن هناك اضطراباً نفسياً بنسبة كبيرة، على حد قول جورية.

وأكثر المواضيع بروزاً هي الحيوانات والكائنات البشرية (الرجل والمرأة) والمناظر الطبيعية والشمس والسماء والنجوم، ويختار الطفل مواضيعه من البيئة التي يعيشها وتجاربه المعلوماتية والمدرسية، وعلى سبيل المثال عندما يكون هناك يد واحدة ظاهرة في رسمة، فهذا يعني أن الطفل يريد أن يظهر الشيء الذي يحمله الشخص، أما اليد الثانية لا تحمل شيئاً فتكون غير مهمة ولا يقوم برسمها.

وذكر الكتاب مراحل الرسم عند الطفل وتدرجها، ففي البداية يكون الرسم شيئاً خطياً وكأنه تمريناً حركياً، وهي مرحلة غير متعمدة، بل الرسم فيها أمراً عرضياً وبالصدفة، وفي سن (3- 4) سنوات يبدأ الطفل في مرحلة التوفيق بين الخطوط والذي يراه، أما من سن (5- 8) سنوات يرسم الطفل ما يعرفه عن الأشياء وليس ما يراه، ويصل لمرحلة النضج في سن 12 عامًا، حيث يريد أن يرسم كل ما يعرفه عن الشيء.

هل لمكونات الرسمة دلالات؟

يوجد نماذج كثيرة تطرق لها الكتاب في سطوره، ونذكر منها:

الغيوم وتظهر في رسومات الطفل بشكل متلبد وبكثرة، وتشير إلى التهديدات الكبيرة، أما المطر وهو عنصر مائي مؤنث يشير إلى جو عائلي حزين أو ممل، وعنصر الثلج يرمز إل البرد والوحدة وغياب الدفيء العاطفي ويمكن أن يمثل أيضاً حب الشتاء، أم العاصفة فهي ترمز إلى المشاجرات العائلية، حيث يكون الطفل شاهداً على الشجار بين الأبوين، والشمس ترتبط أساساً بوجود الأب، ونراها غائبة في رسوم الأطفال المتحدرين من عائلات دون أب، وموجودة بكثرة في رسوم الفتيات الصغيرات والصبيان الأكبر سناً.

وكما للعناصر أو الموضوعات دلالات مختلفة، فإن للحركة داخل الرسمة دلالات أخرى، فتقول جورية إن الأطفال الذين يظهرون في رسوماتهم القليل من الحركة هم الأصغر سناً، والمعاقين عقلياً والمصابين باضطرابات نفسية أو جسدية.

والأطفال الذين يظهرون في رسوماتهم كثيراً من الحركة هم المكبوتون الذين يكتمون نزواتهم مثل الأطفال والمراهقين الذين يعانون من بعض الصعوبات ومنهم المصدومين، كما تظهر الحركة الكثيفة عن الأطفال المحبين للرياضة والمبدعين أيضاً.

وذكرت جورية بعض الدراسات التي أجريت على الأطفال الذين مروا بحروب أو صدمات عنيفة، وتأثير ذلك على رسمهم، ومنها دراسة أجريت عام 1982، على أطفال من لبنان، تراوحت أعمارهم بين 4 إلى 8 سنوات، وكان الأطفال من منطقتين مختلفتين، وهما عين الرمانة وبرمانا.

وعند تصنيف الرسوم اتضح أن مجموعة الأطفال المهجرين استعمل الأطفال فقط اللون الأسود والأحمر وتظهر في الرسوم مظاهر العنف التي عاشوها مثل جنود وحرائق وقذائف، ومجموعة أطفال بيروت والضواحي، استعملوا في أغلب الأحيان اللون البني والأخضر، وأطفال كسروان رسموا حدائق وزهور وطيور.

وفي دراسة أخرى أجريت عام 1968 على أطفال المخيمات من مخيم البقعة في الأردن، ترواح أعمارهم من 5 إلى 14 عامًا، كان معظم رسومات الأطفال عن الدبابات والطائرات والمخيمات والفدائيين والبيوت المهجورة والطائرات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك