قررت ثانٍ العامرية، في الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، حبس 8 أشخاص؛ لاتهامهم بالتنقيب عن الآثار، وإخفاء جثمان شريكهم التاسع، يعمل نقاش، يدعى "خليل.م.خ"، 45 عامًا، مقيم في منطقة وادي القمر، دائرة قسم شرطة الدخيلة، بعد أن لقي مصرعه أثناء تنقيبهم عن الآثار، خشية افتضاح أمرهم.

وكان مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، اللواء سامي عبد الرازق غنيم، تلقى إخطارين، من مأمور قسم شرطة ثانٍ العامرية؛ ومدير مباحث الإسكندرية، يفيدان العثور على جثة لشخص مجهول في منطقة الملاحات، أسفل كوبري الثروة السمكية.

وبانتقال مأمورية أمنية، إلى موقع البلاغ وفحصه، تبين أن الجثة لشخص أربعيني، يرتدى كامل ملابسه، وملفوف في "ملاءة" حمراء اللون، ولا يوجد به ثمة إصابات ظاهرية، وأنها في بداية التحلل.

وبإخطار النيابة، قررت، بإشراف المحامي العام لنيابة الدخيلة الكلية، عمل نشرة بأوصافه، وأخذ عينة منه لتحليلها ومعرفة هويته، وترتب على ذلك التوصُل، من خلال فريق بحث جنائي، إلى شخصية صاحب الجثة، والذي لم يُبلغ أحدًا عن غيابه؛ لانفصاله عن زوجته، ويعيش وحيدًا بصحبة مجموعة عمال في سكن بالإيجار.

وجاء بالتحريات، أن أخر مشاهدة للمتوفى، قبل اختفائه، كانت بصحبة صديقه له يدعى "حسن" وأن الأخير على علاقة بشخص يدعى "مصطفى"، ويمتلك منزلًا في شارع خير الله، التابع لمنطقة العجمي، دائرة قسم شرطة الدخيلة، وبعد استعانته ببعض الدجالين وممارسي أعمال السحر والشعوذة، أخبروه بوجود خبيئة أثرية أسفل المنزل، ويجب الحفر لاستخراجها.

وأضافت التحريات أن صاحب المنزل، طلب من المتهم "حسن" الاستعانة بباقي المتهمين وضمنهم المتوفى، وبالفعل تم الاستعانة بهم، وشرعوا في تنفيذ عملية الحفر لمدة أسبوع، وأثناء نزول المتوفى في حفرة بعمق 5 أمتار، انهال عليه التراب، وفارق الحياة، فقرروا التخلص من جثته بإلقائها في الملاحات.

وتم تحديد شخصيه المتهمين، وهم: 8 أشخاص "صاحب المنزل، وصديق المتوفى، و6 آخرين"، وبضبطهم، اعترف "مصطفى" صاحب المنزل، بطريقة التخلص من الجثة، حيث أفاد بأنه كان في زيارة إلى محافظة القاهرة، وأبلغه نجله تليفونيًا أن "خليل" توفى؛ بعدما انهارت عليه الحفرة.

وأضاف، أنه وبعودته، تمكنوا من الحفر ثانية واستخرجوا الجثة، ثم قاموا بتنظيفها من أثر التراب، واستبدال ملابسها، وفى اليوم التالي جاءوا بسيارة صغيرة "توناية" ووضعوا فيها الجثة، وألقوها في الملاحات، بغية تحللها، ثم تخلصوا من تحقيق شخصيته في خليج المكس، لكي لا يتعرف أحد على الجثة.

وباصطحاب المتهمين إلى موقع الحادث مثلوا كيفية وقوعه، والتخلص من الجثة، وارشدوا عن مكان إلقاء بطاقة تحقيق الشخصية، فتم تحرير محضر بواقعة ضبطهم وإرفاقه بمحضر العثور على الجثة، وتباشر النيابة العامة التحقيق.