أعطت أزمة نقص الطاقة الطاحنة في لبنان قبلة الحياة لخط الغاز العربي، أكبر مشروع إقليمي من نوعه يربط بين 4 دول عربية، تجسد على أرض الواقع منذ عام 2003، انطلاقا من مصر مرورا بالمملكة الأردنية ثم سوريا وانتهاء في لبنان.

حيث أعلن وزراء الطاقة، في كل من الأردن ومصر ولبنان وسوريا، أمس الأربعاء، خلال الاجتماع الوزاري لدول خط الغاز العربي الأربعة، في العاصمة الاردنية عَمَّان، الاتفاق على خارطة طريق من أجل تزويد لبنان بالغاز المصري، في مسعى لتخفيف أزمة الطاقة الخانقة، التي تجلت في تكدس سيارات المواطنين أمام محطات البنزين وغرق العاصمة بيروت في ظلام دامس.



• تاريخ خط الغاز العربي

يمتد تاريخ خط الغاز العربي لأكثر من 20 عاما، منذ إعلان مذكرة التفاهم بين الدول الأربعة لتأسيسه عام 2000، في عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، حتى تجسد على أرض الواقع، في عام 2003.

بحسب تليفزيون سوريا، قدرت ميزانية إنشاء الخط بما يزيد على مليار دولار، بطول 1200 كيلو متر مربع، بقدرة نقل 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا.

أنشيء الخط على عدة مراحل، الأولى كانت لتصدير الغاز المصري إلى المملكة الأردنية، من مدينة العريش المصرية إلى مدينة العقبة الأردنية، بطول 265 كيلومترا وقطر 36 بوصة، وافتتحها الرئيس الأسبق حسني مبارك وملك الأردن عبدالله الثاني، بتكلفة 220 مليون دولار.

وتم مد المرحلة الثانية من مدينة العقبة الأردنية إلى مدينة الرحاب الأردنية، بطول 393 كيلومترا، ثم من الرحاب حتى الحدود الأردنية السورية بطول 30 كم وقطر 36 بوصة في عام 2008، بتكلفة 300 مليون دولار.

أما المرحلة الثالثة، فتم مدها من الرحاب الأردنية إلى مدينة دير علي في العاصمة السورية دمشق، حتى مدينة الريان بالقرب من محافظة حمص، بطول 320 كم وقطر 36 بوصة، في عام 2008.

بعد ذلك، تم مد وصلة من من الريان في سوريا إلى مدينة طرابلس اللبنانية، في فبراير عام 2008، ليتم تصدير الغاز للبنان بعدها بعام.

تم البدء في تصدير الغاز لأول مرة إلى لبنان في عام 2009، لكنه توقف بعد عامين من انطلاقه، وذلك على إثر اشتعال ثورات الربيع العربي في مصر وسوريا، عام 2011، حيث بات الخط هدفا للتفجيرات في البلدين، بسبب فترات التوتر داخلهما، ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن جميع أنحاء سوريا والأردن وإسرائيل، وتوقف ضخ الغاز من سوريا إلى لبنان منذ ما يقارب 10 سنوات.

• خطوات تنتظر التطبيق

أشارت المهندسة هالة زواتي، وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، إلى اجتماعات فنية عقدت على هامش الاجتماع الوزاري، تم خلالها دراسة جاهزية البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز الطبيعي في كل دولة من الدول الأربعة والمتطلبات الفنية اللازمة، والاتفاق على تقديم خطة عمل واضحة وجدول زمني لإيصال الغاز الطبيعي المصري إلى الجمهورية اللبنانية على أن يتم اعتماد النتائج بتوافق الأطراف والعمل بها في أسرع وقت.

يأتي ذلك في ظل شبكة كهرباء شبه مُدَمَرة في سوريا نتيجة الحرب التي استمرت لسنوات، وهو ما يستدعي وقتا لإصلاحها، بحسب "سكاي نيوز عربية".

• توجيهات من السيسي

أكد المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، أن هناك تكليفات واضحة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بسرعة دعم الأشقاء في لبنان من خلال إمدادهم بما يحتاجونه من الغاز الطبيعي لتخطي الأزمة الحالية.

كما أضاف وزير الثروة المعدنية السوري بسام طعمة، بذل كل جهد ممكن من أجل إنجاح نقل الغاز المصري أو الكهرباء الأردنية إلى لبنان، معبرا: "أبلغنا الجانب اللبناني موافقتنا على مرور الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان خلال زيارة الوفد اللبناني".