الانطوائيون في النعيم...شخصيات تزدهر في العزلة - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 2:29 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الانطوائيون في النعيم...شخصيات تزدهر في العزلة

هاجر أبوبكر
نشر في: الجمعة 10 أبريل 2020 - 4:38 م | آخر تحديث: الجمعة 10 أبريل 2020 - 4:38 م

تسببت جائحة فيروس كورونا في وفاة عشرات الآلاف من الناس حول العالم، ودفع الاقتصادات الكبرى إلى حالة من الانهيار، ولكن بعيدًا عن هذه الآثار السلبية، يواجه جميع الناس المعزولون في بيوتهم تحديات نفسية، في محاولة للحفاظ على التباعد الاجتماعي دون الدخول في العزلة النفسية والوحدة.

ولكن في الواقع، لن يواجه الجميع نفس المصير، فالتعميمات حول كيفية تأثير حجر فيروس كورونا، ستؤثر علينا في التغاضي عن حقيقة أن كل شخص لديه شخصية مختلفة، وفقاً لموقع (ذا كونفرزيشن).

المنفتحون والانطوائيون

يشارك لوك سميلي و نيك هسلم الأستاذان من جامعة ملبورن الأسترالية، في التعريف عن مشكلة الشخصية الانطوائية والشخصية المنفتحة في فترة العزل المنزلي بمثال عن قصة لشخص يدعى بوب وشقيقته جان.

بعد يومين من العمل من المنزل، لم يستطع بوب الانتظار لتجربة حوار اجتماعي عبر تطبيق زووم،

لكن التحدث أمام الجهاز المحمول لم يكن جيداً، فيبدأ بتساؤل نفسه كيف سيتعامل في الأسابيع والأشهر القادمة في وحدته الاجتماعية بعيدًا عن أصدقائه.

ويسارع في مكالمة هاتفية مع أخته جان قائلاً "قد لا أصاب بفيروس كورونا ولكني سأصاب بحمى المقصورة"- حمى المقصورة هي الملل من الأماكن المعزولة والخوف من الأماكن المغلقة-.

وبعد إنهاء المكالمة لا تفهم جان لماذا بوب متضايق وما سبب قلقه الشديد بشأن البقاء في المنزل، ذلك لأن جان تستمتع بالفعل بـ"نهاية العالم"، فتقضي أمسيات هادئة مع نفسها، بعيدة عن الحشد المجنون.

يقول الأستاذان لوك ونيك "إن جان وبوب هما نموذجان للأشخاص الذين نعرفهم جيدًا، فبوب يمثل الانفتاح الكلاسيكي، إنه ثرثار، واجتماعي للغاية، أما جان فهي انطوائية، تستمتع بالعزلة".

أشخاص مختلفون..ردود مختلفة

تظهر الاختلافات بين الانطواء والانفتاح في الحياة المبكرة، وهي مستقرة نسبيًا على مدى الحياة، وهي تؤثر على البيئات التي نسعى إليها واستجباتنا لها.

وفي دراسة حديثة، طُلب من المنفتحين والانطوائيين قضاء أسبوع في الانخراط في مستويات أعلى من السلوك النموذجي غير التقليدي (أي الكلام والاجتماعيات وغيرها).

حصد المنفتحون العديد من الفوائد بما في ذلك تحسين المزاج ومشاعر الإيجابية، على العكس الانطوائيين، لم يجدوا أي فوائد، وأعلنوا عن شعورهم بالتعب والانفعال.

وفي عصر فيروس كورونا بينما يحاول الناس الالتزام بقواعد المباعدة الاجتماعية، أصبح المنفتحون يتصرفون عكس شخصيتهم، ويختبرون على الأرجح انخفاض في مستوى الرفاهية في الأسابيع والأشهر المقبلة، ومن ناحية أخرى، كان الانطوائيون يتوقون لهذه اللحظة طوال حياتهم.

لماذا قد يحب الانطوائيون العزلة ؟

الإجابة الأكثر وضوحا هي أنها تميل إلى أن تدفعك بشكل أقل للبحث عن المشاركة الاجتماعية، وكذلك الانطوائيون لا يميلون إلى الشعور بالحاجة لتجربة المتعة والإثارة، وهذا يجعلهم أقل عرضة للملل الذي سيصيب الكثير منا مع استمرار التباعد الاجتماعي.

الشخصيات الخمس الكبرى

هناك شخصيات اخرى قد تختلف أيضًا طريقة تعاملها أثناء العزلة، مثل نماذج الشخصيات الخمسة الكبرى:

1-الأشخاص الذين يتمتعون بضمير حي، وهم أكثر تنظيماً وأقل تشتيتًا وأكثر قابلية للتكيف، سيجدون أنه من الأسهل إعداد جدول يومي منظم والالتزام به، كما يوصي العديد من الخبراء.

2-الأشخاص الذين يتمتعون بقبول مقبول، والذين يميلون إلى أن يكونوا مهذبين، ورحيمين، ومتعاونين، سيكونون مجهزين بشكل أفضل للتفاوض على الحياة في جيوب أفراد الأسرة أو الزملاء.

3-من المرجح أن ينغمس الأشخاص الذين لديهم انفتاح على التجربة، والذين يميلون إلى أن يكونوا فضوليين وخياليين، في الكتب والموسيقى والحلول الإبداعية.

4-أما الأشخاص الذين يعانون من العصبية، والذين هم أكثر عرضة للتوتر والعواطف السلبية من أقرانهم الأكثر استقرارًا، سيكونون الأكثر عرضة لخطر القلق والاكتئاب خلال هذه الأوقات الصعبة.

5-وأخيراَ الانطوائيون،هم ليسوا محصنين ضد الشعور بالوحدة، ولكن يمكن لأولئك ذوي الشخصيات الأكثر ضعفًا أن يزدهروا بالموارد الصحيحة والدعم الاجتماعي.

الحياة في كبسولة

بالنسبة للبعض، قد يبدو العيش تحت العزل كالعمل في محطة فضائية أو منشأة أبحاث في القطب الجنوبي، ويظهر هذا البحث أن الأشخاص المستقرين عاطفيًا والمعتمدين على أنفسهم والمستقلين، الذين يعرفون أهدافهم ويتصفون بالود والصبر يميلون إلى التعامل بشكل أفضل في ظروف العزلة الشديدة.

وعلى وجه الخصوص، لوحظ أن "الانطوائيين الاجتماعيين- الذين يستمتعون بالتفاعل الاجتماعي، ولكن لا يحتاجون إليه- يبدون مناسبين بشكل مثالي لحياة الكبسولة".

وكما كتب أنتوني ستور في كتابه (العزلة: عودة إلى الذات) "يمكن أن تكون العزلة، علاجية مثل الدعم العاطفي"، والقدرة على أن تكون بمفردك هي شكل من أشكال النضج العاطفي مثل القدرة على تكوين ارتباطات وثيقة.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك