أكدت صحيفة الخليج الإماراتية، في عددها اليوم الجمعة، أن المغرب بلد عربي مستقر، وحقق نتائج اقتصادية باهرة في ميادين عدة بفضل الخيارات الاستراتيجية التي يضعها الملك محمد السادس، داخلياً وخارجياً، ولكن الأداء الحكومي، في السنوات الأخيرة، لم يواكب تلك التطلعات، ولم يقدم الحزب المهيمن جديداً لدخول المرحلة المقبلة التي تريدها الإرادة الملكية، مشيرة إلى هزيمة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية التي جرت " الأربعاء " في المغرب مندحرا من المركز الأول الذي احتفظ به طيلة عشر سنوات إلى أن وصل للمرتبة الثامنة بـ12 مقعدا فقط.

فكتبت تحت عنوان - صحوة مغربية ضد «الإخوان» تقهقر حزب «العدالة والتنمية»، ذو الخلفية «الإخوانية»- في الانتخابات التشريعية التي جرت في المغرب إلى المرتبة الثامنة بعدما تصدر المشهد السياسي عشر سنوات كاملة، كان حصادها «مخجلاً» بكل المقاييس، تماماً كما كانت عاقبة التجارب «الإخوانية» المدمرة في كل من تونس وليبيا ومصر، وهي تجارب طواها التاريخ وانتهت مكللة بفضائح الفساد ودعم الإرهاب وضرب الاستقلال الوطني.

وأضافت الصحيفة: خارج المغرب، ستكون هذه الهزيمة تعزيزاً لتصحيح المسار الإقليمي في المنطقة بعد كوارث «الربيع العربي» التي روجت للإسلام السياسي، ودفعت به إلى صدارة المشهد بخطط شيطانية، وضغوط جبارة، ومؤامرات معقدة سيأتي يوم كشف تفاصيلها قريباً.

ولفتت الصحيفة إلى أن الناخب المغربي فاجأ تقديرات المحللين وبعض وسائل الإعلام التي ظلت متخلفة عن الوعي الشعبي، وتدفق المغاربة بالملايين إلى صناديق الاقتراع، وبنسبة غير مسبوقة تجاوزت 50 %، حسمت النتائج سلفا ًليدشن مرحلة جديدة، ليس في المملكة فحسب، بل في المنطقة أيضاً التي ضاقت ذرعاً بالمشروع «الإخواني» عشر سنوات، لم تجن منه الشعوب غير السراب والوعود الجوفاء.

ونوهت إلى أن " العدالة والتنمية " في الحملة الانتخابية الأخيرة لم يقدم خيارات وبرامج واضحة، بل ظل يكرر شعاراته المألوفة نفسها، فكان الجزاء من جنس العمل، إذ حصد 12 مقعداً فقط، في مجلس النواب الجديد، بعدما كان يتصدر البرلمان المنتهية ولايته ب125 مقعداً.

واختتمت الخليج افتتاحيتها بالقول " الآن، ها هي الصحوة تصل إلى المغرب الأقصى لتضع نقطة نهاية لهذا المشروع المدمر، فالإرادة الشعبية هي التي اتخذت القرار ونفذته بمطلق الحرية والاستقلالية، وكذلك كان الحال في مصر قبل سبع سنوات، وفي تونس قبل سبعة أسابيع، وفي المغرب قبل ساعات ".