من هو المعارض الروسي الذي قُتل خنقًا في لندن؟ - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 1:22 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من هو المعارض الروسي الذي قُتل خنقًا في لندن؟

المعارض الروسي نيكولاي غلوشكوف
المعارض الروسي نيكولاي غلوشكوف
بي بي سي
نشر في: الأحد 11 أبريل 2021 - 4:44 ص | آخر تحديث: الأحد 11 أبريل 2021 - 4:44 ص

قالت مصلحة الطب الشرعي في لندن، إن المعارض الروسي، نيكولاي غلوشكوف، قٌتل خنقا في منزله في العاصمة البريطانية قبل ثلاثة أعوام، حسبما أظهر تشريح جثة الضحية.
وقالت الشرطة إنها اتصلت بنحو 1800 شخص قد يملكون معلومات تفيد التحقيق، وأخذت إفادات أكثر من 420 منهم.
كما شاهد المحققون 2200 ساعة من تسجيلات كاميرات المراقبة في شوارع لندن.
الفرار من روسيا
فرّ غلوشكوف من روسيا إلى بريطانيا وحصل على اللجوء السياسي فيها عام 2010، في أعقاب اتهامه من طرف سلطات بلاده بالاحتيال حينما كان يتولى منصب نائب مدير شركة الطيران الروسية "ايروفلوت"، وهو ما كان ينفيه الرجل على الدوام.

وأدانت السلطات الروسية غلوشكوف غيابيا عام 2017 بسرقة 87 مليون دولار من أموال شركة ايروفلوت.
وكان غلوشكوف، المولود في عام 1949، مدرسا للغة الإنجليزية والفيزياء. ومع انهيار الاتحاد السوفيتي في تسعينيات القرن الماضي، انتقل إلى عالم التجارة والأعمال ليصبح مديرًا لإحدى شركات صناعة السيارات الروسية التي كان يملكها صديقه بيروزوفسكي.
وفي عام 1992، وصفته صحيفة "نيويورك تايمز" بأنه أحد كبار رجال الأعمال الصاعدين في روسيا.

"لا تلمسوا شيئا"
وكان من المقرر أن يحضر غلوشكوف جلسة محكمة تجارية في لندن، عندما عثرت ابنته على جثته في بيته في حي نيو مالدن بالعاصمة البريطانية يوم 12 مارس 2018.
ووقعت الجريمة بعد مرور أسبوع فقط على تسميم العميل الروسي السابق، سيرغي سكريبال، وابنته يوليا بغاز الأعصاب القاتل "نوفيتشوك"، في مدينة سلزبري، من قبل عملاء روس، حسبما قالت الشرطة.
وعندما وصل المسعفون إلى البيت، طلب شريك الضحية منهم عدم لمس أو تغيير مسرح الجريمة وقال لهم "لا تلمسوا أي شيء حتى تصل الشرطة. لقد قام شخص ما بقتله".
وجاء في تقرير الطب الشرعي أن الآثار التي ظهرت على الجثة تشير إلى أن الجاني وقف خلف ضحيته وأمسك برقبته وضغط عليها إلى أن فارق الحياة، دون أن يتمكن المجني عليه من المقاومة أو العراك مع الجاني، مما يؤكد أن عملية القتل لم تستغرق وقتا طويلا.
ونشرت الشرطة تسجيلا مصورا ظهرت فيه شاحنة مغلقة صغيرة وهي تمرّ في أحد الشوارع القريبة من منزل الضحية مساء الليلة التي سبقت وقوع الجريمة، كما طلبت من المواطنين الاتصال بالشرطة إن كانت لديهم معلومات عن هذه الشاحنة أو سائقها.
وكان غلوشكوف أحد المقربين من المعارض الروسي ورجل الأعمال البارز، بوريس بيروزوفسكي، أحد ألدّ خصوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقد عُثر على جثة بيروزوفسكي مشنوقا في منزله في مقاطعة بيركشاير البريطانية في مارس 2013. وقال غلوشكوف للمحققين البريطانيين حينها إن صديقه بيروزوفسكي لم ينتحر.

"أقوى رجل"
في أواسط تسعينيات القرن الماضي، استلم غلوشكوف منصب نائب مدير الخطوط الجوية الروسية الحكومية "ايروفلوت"، لكن ما لبثت أن بدأت الإشاعات تدور حوله بسبب علاقته القوية ببيروزوفسكي، الذي كان يتمتع بنفوذ كبير أثار قلق بعض أوساط الحكم في روسيا.
ووصفت مجلة فوربس الأمريكية بيروزوفسكي عام 1996، بأنه أقوى رجل في روسيا، وأثارت المجلة تساؤلات عن الطريقة التي تدار بها "ايروفلوت" وشركة صناعة السيارات "أوتوفاز".
واقتحم رجال الأمن مكاتب "ايروفلوت" عام 1999، في إطار ما وصفته صحيفة "أنباء موسكو" بأنه "استمرار للحملة ضد النفوذ السياسي لبيروزوفسكي" .
وشملت التهم الموجهة للرجلين تبييض مئات ملايين الدولارات من أموال شركة الطيران والاحتيال.
وفي عام 2004 صدر حكم على غلوشكوف وخرج من السجن لأنه كان قد أمضى الفترة المطلوبة عند صدور الحكم. وبقي صديقه بيروزوفسكي حرا طليقا، لكنه ما لبث أن فرّ إلى بريطانيا وطلب اللجوء فيها.
وجاء فرار بيروزوفسكي من روسيا بعد توتر علاقته بالزعيم الروسي الصاعد حينها، فلاديمير بوتين، بسبب محاولة الأول تمويل حزب "روسيا الليبرالية" المعارض، الذي تعرض اثنان من كبار مسؤوليه للاغتيال.
وأمسى بيروزوفسكي وغلوشكوف من أشد معارضي بوتين خلال السنوات التالية.

وصدر حكم آخر ضد غلوشكوف بالسجن مع وقف التنفيذ بتهمة الاحتيال أيضا، عام 2006، فلم يجد الرجل بُدا من اللحاق بصديقه وشريكه بيروزوفسكي.
وبعد خمس سنوات احتل بيروزوفسكي عناوين الأخبار في وسائل الإعلام البريطانية، عندما أقام دعوى ضد مواطنه رومان أبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي، مطالبا إياه بمبلغ 3.2 مليار جنيه استرليني، لكنه خسر الدعوى فيما بعد.
وشوهد حبل حول رقبة بيروزوفسكي عندما عُثر على جثته، وقالت الشرطة حينها إن الرجل مات منتحرا وإنه لم يعثر على ما يثير الشبهات بخلاف ذلك.
لكن تقرير الطبيب الشرعي الآن يقدّم رواية أخرى لما حدث، وجاء فيه أنْ لا أدلة قطعية على الانتحار، ولا أدلة على قتله، تاركًا الباب مفتوحا لمزيد من التحقيقات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك