دراسة جديدة: الأشخاص وقت الاحتضار ربما لا يزالون قادرين على السمع - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 11:57 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دراسة جديدة: الأشخاص وقت الاحتضار ربما لا يزالون قادرين على السمع

محمد نصر
نشر في: السبت 11 يوليه 2020 - 2:58 م | آخر تحديث: السبت 11 يوليه 2020 - 2:58 م

هناك اعتقاد شائع لدى الكثيرين، بأن السمع هو آخر الحواس التي يفقدها الإنسان عند الموت، وقد يدعم هذا الاعتقاد أدلة من السنة النبوية المشرفة، منها ما رواه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ.. إلى آخر الحديث»، وحديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في قتلى بدر من المشركين: «مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ غَيْرَ أَنَّهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرُدُّوا عَلَيّ شَيْئًا».

وفي الساعات الأخيرة قبل الوفاة الطبيعية المتوقعة، يدخل العديد من الأشخاص في فترة من عدم الاستجابة، لا يعودون خلالها يستجيبون لبيئتهم الخارجية.

في دراسة هي الأولى من نوعها، نُشرت مؤخرًا في مجلة "ساينتفيك ريبورتس" "Scientific Reports"، التابعة لمجلة "نيتشر" "Nature" العلمية، تأكد لدى الباحثين في جامعة كولومبيا البريطانية بكندا، أن بعض الأشخاص في وقت الاحتضار قبل انتهاء حياتهم يكونون قادرين على سماع من حولهم.

قد توفر هذه النتائج فكرة عما يمكن للأصدقاء والعائلة أو حتى العاملين بالمستشفيات فعله كي يجلبوا الراحة لأحبائهم من الأشخاص الذين هم على وشك الموت.

باستخدام تخطيط كهربية الدماغ (EEG)، الذي يقيس النشاط الكهربائي في الدماغ، قام الباحثون بتحليل بيانات مجموعة من المشاركين في المراقبة الصحية، من المرضى كبار السن بمستشفى سانت جون هوسبيس بمدينة فانكوفر الكندية، عندما كانوا مدركين ولديهم استجابة، وكذلك عندما أصبحوا لا يستجيبون خلال وقت الاحتضار.

تم تسجيل نشاط دماغ المشاركين في الدراسة خلال استماعهم لمجموعة متنوعة من الأصوات متغيرة التردد، وطُلب من المشاركين إعطاء إشارة متفق عليها مسبقًا عندما يسمعون نمط نغمة محددة ونادرة.

عندما تمت مقارنة نشاط الدماغ في الحالتين، وجد الباحثون أن النشاط متطابق، وانطبق هذا أيضًا حتى عندما كان المرضى غير المستجيبين قريبون من الموت.

توضح المؤلفة الرئيسية في الدراسة إليزابيث بلوندون، في بيان صحفي: "في الساعات الأخيرة قبل الوفاة الطبيعية المتوقعة، يدخل العديد من الأشخاص في فترة من عدم الاستجابة، وتظهر بياناتنا أن الدماغ المحتضر يمكن أن يستجيب للصوت، حتى في حالة اللاوعي، حتى الساعات الأخيرة من الحياة."

أُجريت الدراسة بالتعاون مع الدكتورة رومين جلاغر، وهي طبيبة رعاية تلطيفية متقاعدة في سانت جون هوسبيس. وطوال 30 عامًا من علاج المرضى، شهدت جلاغر آثارًا إيجابية عندما تحدث أحباء المرضى المحتضرين إليهم قبل الوفاة. وقد تساءلت مندهشة هل السمع هو آخر الحواس التي يفقدها الإنسان عند الموت؟ لذا تواصلت مع الباحثين في جامعة كولومبيا لاختبار نظريتها.

وتشير جلاغر إلى أن هذا البحث: "يعطي مصداقية لحقيقة أن الممرضات والأطباء في المستشفيات لاحظوا أن أصوات أحباء المرضى قد ساهمت في إراحة المرضى خلال الاحتضار". وأضافت: "بالنسبة لي، فإنه يضيف معنى كبيرًا إلى الأيام والساعات الأخيرة من الحياة، ويظهر أيضًا أن التواجد شخصيًا أو حتى عبر الهاتف، هو أمر ذو معنى. فمن المريح أن نقول وداعًا ونعبر عن الحب".

وفي حين تشير هذه النتائج إلى أن المرضى الذين يحتضرون لا يزالون يسمعون، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كانوا مدركين لهذه الأصوات.

وتوضح بلوندون: "لقد استجابت أدمغتهم للمنبهات السمعية، لكن لا يمكننا أن نعرف ما إذا كانوا يتذكرون أو يحددون الأصوات أو يفهمون اللغة، كل هذه الأسئلة الأخرى لم تتم الإجابة عليها بعد، ولكن هذه اللمحة الأولى تدعم فكرة أننا يجب أن نستمر في التحدث إلى أحبائنا والناس عندما يموتون لأن شيئًا ما يحدث في دماغهم".

تطلب البحث الحصول على موافقة مسبقة من المرضى، حيث شاركت 13 عائلة وتم الحصول على تسجيلات دماغية من 5 مرضى عندما كانوا غير مستجيبين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك