يقترب موعد بداية الدراسة ومعه تزيد التحديات التي تواجه الآباء وأبناءهم، بسبب الظروف التي فرضها فيروس كورونا على العالم، ومنها اللجوء إلى الدراسة عن بعد، ولكي نساعد الطلاب في عامهم الدراسي الجديد من المهم أن ندعم بعض المهارات الإضافية لمواجهة التغيرات.

في كتاب صدر حديثا بعنوان "ما وراء المعرفة: مجموعة المهارات المهملة لتمكين الطلاب"، من تأليف المستشارين التربويين الدكتور روبن فوجارتي وبريان بيت، يوضحان بشكل مبسط من خلاله كيفية مساعدة الطلاب على اكتساب مهارة ما وراء المعرفة.

وما وراء المعرفة هي مهارة تفكير عالية المستوى، يشير لها بعض العلماء إلى أنها التفكير التأملي أي البحث وراء ما عرفته، حسب ما ذكره موقع "سيكولوجي توداي" المتخصص في الصحة النفسية.

تقول مارلين برايس، متخصصة نفسية في معهد الابتكار الاجتماعي بجامعة فيلدنج، إن فوغارتي وبيت حددان ثلاثة جوانب من مهارة ما وراء المعرفة والتي تعتبر حيوية للأطفال لتعلمها، وهم التخطيط والمراقبة والتقييم، ويطرحون بشكل مقنع بأن ما وراء المعرفة يكون أفضل عندما يتم غرسه في استراتيجيات التدريس بدلا من تدريسه مباشرة.

وأضافت أن فوغارتي وبيت، نجحا في إزالة الغموض عن ما وراء المعرفة وتوفير طرق بسيطة يمكن للمدرسين وأولياء الأمور من خلالها تعزيز قدرات الأطفال على استخدام مهارات التفكير العليا هذه، وهم:

1-استراتيجيات التخطيط

عندما يتعلم الطلاب التخطيط، يتعلمون توقع نقاط القوة والضعف في أفكارهم، ويساعد ذلك في تقوية التدقيق في الخطط في ووقت تغييرها بسهولة.

وواحدة من عشر استراتيجيات الوراء معرفية الموضحة في الكتاب تسمى "تحبير تفكيرك"، أي تسجيل عبر الكتابة ما يتوقعه الطالب من الدرس الذي سوف يتلقاه، وسجلات الكتابة مفيدة أيضًا في منتصف أو نهاية المهام الدراسية للتفكير في أي مشاكل تتعلق بالدرس، مثل مشكلة الواجب المدرسي أو مسألة معينة.

2- استراتيجيات المراقبة

تساعد استراتيجيات المراقبة المستخدمة لتقوية ما وراء معرفة الطلاب على التحقق من تقدمهم ومراجعة تفكيرهم في مراحل مختلفة، كما تسمح بإجراء تعديلات أثناء تشغيل الخطة أو النشاط أو المهمة.

تُستخدم إحدى الاستراتيجيات ما وراء المعرفية التي يتقاسمها فوغارتي وبيت، والتي تسمى "المنبه"، لاستعادة أو إعادة التفكير في فكرة بمجرد أن يدرك الطالب أن شيئًا ما غير صحيح، الفكرة هي تطوير إشارات داخلية تصدر صوت إنذار، تحث هذه الإشارة الطالب على استعادة فكرة أو إعادة صياغة مسألة رياضية أو التقاط فكرة في مخطط أو صورة.

حيث يتضمن التفكير وراء المعرفي التفكير فيما فعلته، ثم مراجعة إيجابيات وسلبيات أفعال الفرد والبدائل المتاحة.

يمكن للمدرسين بسهولة بناء استراتيجيات المراقبة في مهام الطلاب، ويمكن للوالدين تعزيز هذه الاستراتيجيات أيضًا، تذكر أن الفكرة ليست إخبار الأطفال بما فعلوه بشكل مباشر، بل مساعدتهم على مراقبة ما تعلموه والتفكير فيه، لأن هذه مهارات تكوينية تدوم مدى الحياة.

3- استراتيجيات التقييم

وفقًا لفوغارتي وبيت فإن استراتيجيات تقييم ما وراء المعرفة تعمل على تكبير الصورة والسماح بفحص دقيق وتوفير رؤية شخصية عن قرب.

عندما يفحص الطلاب أجزاء من عملهم، فإنهم يتعرفون على الفروق الدقيقة في عمليات التفكير الخاصة بهم، يتعلمون تحسين عملهم، ينمون في قدرتهم على تطبيق ما تعلموه في المواقف الجديدة.