تستعد قطر الأسبوع المقبل، لاستقبال مباريات كأس العالم للأندية، في ملاعب شهدت سقوط العديد من العمال صرعى، جراء ظروف العمل القاسية لتشييد تلك الاستادات.

وتقول الجارديان إنه مع قدوم جماهير ليفربول لمشاهدة مباراة فريقهم قبل النهائية، فربما لم يخبرهم أحد أن العمال الذين بنوا هذه الملعب تعرضوا للاستغلال والعمالة الإجبارية إذ لم يتلقوا الأجور التى وعدوا بها، بينما أخذت جوازات سفرهم ولم يسمح لهم بتغيير مجال عملهم ولا العودة لبلادهم فى نوع من العبودية الحديثة وفقا لما جاء بأحد تقارير منظمة العفو الدولية.

وتضيف الجارديان أنه مع ازدحام الملعب بالمشجعين البريطانيين، فلن يذكر أحد أن عامل البناء البريطانى زاك كوكس، سقط ميتا بذلك المكان منذ عامين جراء انهيار إحدى المنصات من تحت قدميه.

وتذكر الجارديان بحالات الظلم التى تسببت بموت عمال الملاعب، والتى استمرت مع تهديد أهاليهم ورفض إعطائهم التعويضات الكافية، مثل العامل روبشاندرا رومبا الذي توفى في ظروف غامضة يونيو الماضى فى أحد مقرات الإقامة المكتظة، بينما لم تنل زوجته نيرميلا باكرين أى تعويض مالى منذ 6 أشهر.

وتقول باكرين إنها تتعرض للتهديد من مدير زوجها بالعمل، كى تقبل بتعويض مادى قدره 7000 ريال قطرى فقط، موضحة أنها تشعر بالخوف جراء التهديدات.

وأما شقيق باكرين وعديل المتوفى، فيقول للجارديان إنه مصِر وأسرته الاستمرار بمقاضاة الحكومة القطرية كى لا يتعرض أحد آخر لنفس الظلم.

وتضيف نيرميلا أن ابنها الصغير نيراج لا يزال غير مصدق وفاة والده، إذ يسأل يومًا: "متى يأتى أبى؟ لن يتصل مجددا؟".

ويقول نيك مكجيهن مدير فير سكوير بروجكتس المسؤولة عن متابعة قضايا العمال بالخليج إنه يتلقى العديد من الحالات لأهالى عمال توفوا فى ملاعب قطر ولم يتقاضوا أي تعويضات أو حصلوا على مبالغ زهيدة، مطالبا اللجنة العليا لكأس العالم للأندية بالوقوف على قدر المسؤولية والسعى لإعطاء بناة الملاعب حقوقهم.

وفى رسالة له أيد بيتر مور مدير ليفربول مكجيهن، مؤكدا دعمه للتحقيق بقضايا العمال وأهمية المطالبة بإعطاء أهاليهم التعويضات.

يذكر أنه فى آخر إحصائية عام 2018 توفى 11 عاملا بالملاعب القطرية 10 منهم فى ظروف غامضة صنفت مشاكل بالقلب والتنفس بينما لم تصدر إحصائية خاصة في عام 2019 بعد.

وأوضحت الجارديان أنها بلقائها 5 عائلات لعمال متوفين بالملاعب، تبين أن 3 عائلات نالوا مبالغ زهيدة كتعويض، بينما لم تنل عائلتين أى شيء مع العلم أن العائلات الحاصلة على تعويضات نالت ذلك بعد نشر الجارديان لقصصهم وفقا للصحيفة.

ويقول جهير الإسلام عديل العامل البنجالى المتوفى بأحد الملاعب منذ أكثر من عام واسمه منجور الإسلام "أظن أنه ليس من حق الفقراء مثلنا نيل تعويضا على فقداهم فالحكومة القطرية لا ترانا بشرا بالأساس".

وفى حديثها للجارديان طالبت مينكى وووردان مديرة بمنظمة هيومان رايتس واتش، نادى ولاعبين ليفربول، بمعرفة أن الملاعب التى يلعبون عليها قامت على رفاة العمال المهاجرين ولذلك عليهم أن لا يفوتوا أى فرصة للتذكير بحقوق هؤلاء ونشر قضاياهم.

ويضيف جهير الإسلام عن عديله المتوفى أنه اضطر لبيع أرضه من أجل توفير مبلغ 4600 جنيه استرلينى لأحد المتعهدين الذى وعده بمرتب عالى فى قطر والذى اتضح في ما بعد أنه مجرد 600 ريال شهريا.

ويضيف جهير أن الشركة التى يعمل بها عديله لم تعطى أسرته أى تعويضا ولا حتى آخر مرتب للمتوفى.

وبحسب ما جاء بتقرير الجارديان فالحكومة القطرية، تسعى دائما لتشخيص حالات الوفاة لمشاكل بالتنفس والقلب كى لا تسعى الفيفا لضمان نيلهم تعويضات لأن الفيفا لا تسعى لذلك إلا لمن توفى خلال فترة العمل لا لمن توفى بسبب مرضي رغم أن عدة تقارير أثبتت أن العمل بظروف الحر الشديد فى قطر هو ما يسبب تلك الأعراض التى تؤدى للوفاة.