تواصل "الشروق" على مدار شهر مارس، إبراز مجموعة من الأخبار والموضوعات والطرائف واللطائف التي نشرتها الصحف المصرية في شهور فبراير ومارس وأبريل 1919، تزامنا مع اندلاع ثورة 1919، في محاولة استرجاع صورة للمجتمع المصري أيام الثورة، بعيدا عن السياسة، بالتركيز على الأنشطة والأحداث الاجتماعية والثقافية والفنية.
•••
يبدو أن أزمتي توظيف حاملي المؤهلات العليا، وتطوير التعليم، تضربان بجذورهما في تاريخ المجتمع المصري، إذ شهد العام 1919 توثيقا لشكاوى حاملي الشهادة العالية من الأزهر الشريف، برفعهم عرائض شكاوى للسلطان، وأولي الأمر، فضلًا عن نشرهم مقالات تشكو سوء أحوالهم، وتطالب بتوفير وظائف مناسبة لهم، خاصة أبناء القرى منهم؛ لدورهم بالغ الأهمية في انتشال قراهم ونجوعهم من الجهل.
طالب حاملو شهادة الأزهر العليا أيضًا بتطوير التعليم عبر تقليل كثافة الفصول لتسهيل مهمة المعلمين، وتوفيرهم الجودة اللازمة للطلاب، حسب ما نشرته جريدة «الأخبار» آنذاك.
كما أوردت «الأخبار» في العدد 1174 الصادر في يوم الأربعاء الموافق 6 مارس، شكوى عدم حصول حاملي شهادة الأزهر العليا على وظائف، في مقال حمل عنوان «مطالب العلماء»، أوردت حزمة من الحلول أيضًا كان أبرزها التالي:
- الحد من كثافة الفصول لرفع الكفاءة التعليمية :
"توسيع نطاق التعليم وتسهيله على المعلمين والمتعلمين، بأن يكون بكل فصل ثلاثين بدلًا عن ستين كما هو الآن، وجعل حصص المدرس لـ10 بدلًا من 14؛ لتسهيل ملاحظة الطلبة"
-أن يراعى تعيين خريجي الأزهر «العلماء» في مهنة التدريس، وتوجيه مدارس المديريات بذلك وأن يعينوا وفق الأقدمية في التخرج.
-أن تلتزم الحكومة بتعيين «علماء القرى»؛ ليساعدوا على «استتباب الأمن العام»، و«إنقاذ الأمة من جهلها»
وغدا حلقة جديدة...