تواصل «الشروق»، نشر حلقات سلسلة أصوات من نور، وفي هذه الحلقة نستعرض ملامح من حياة القارئ الشيخ عنتر مسلم.
ويقول عنه الكاتب الصحفي محمود السعدني، في كتابه "ألحان من السماء"، إن الشيخ عنتر صاحب صوت جميل للغاية، وله طريقة فذة في الأداء، واستطاع أن يفرض موهبته على إذاعات العالم الإسلامي والعالم العربي.
وحسب وصف السعدني، فإن الشيخ عنتر 1936ـ 2002 نبته غريبة من الموهوبين، واستطاع أن ينمو بموهبته دون دراسة او معرفة بعلم القراءات، ولم يتدرب على يد شيخ يلقنه أصول القراءة، إذ كان صوته هو سلاحه الوحيد في المعركة.
لكن مأساة الشيخ - حسب ما يقول السعدني - إنه تصور أن القراءة عملية اجتهادية لا تحتاج إلى ضوابط، ولم يدرك أن دراسة علم القراءات ضرورية للقارئ.
ولم يعرف الشيخ، أن علم القراءات لا يسمح للقارئ بالتصرف، ولكن في حدود مفروضة، ولا يمكن تجاوزها أو الخروج عنها، وهو ما كان يقع فيه الشيخ مسلم، إذ كان مثلا يقرأ بعض الكلمات بقراءة غير صحيحة، مثل "برهوم، براهيم"، وهي قراءات خاطئة.
لم يستمر الشيخ كثيرًا، فقد قرر الأزهر الشريف منعه من القراءة، وكان الأزهر على حق "على حد وصف السعدني".
ويقول السعدني، إن أشرطة الشيخ عنتر كانت تنافس أشرطة أحمد عدوية وحسن الأسمر في ريف مصر وفي أحيائها الشعبية.