♦«أنت تشرق أنت تضىء»
رشا عدلى
دار الشروق
2022
شعرت أنها تسمعه، تسمع ذلك الصدى الذى يأتى من الماضى السحيق عابرًا آلاف الأعوام. تسمعه وهو يرتل، وهو يبتهل، وهو يردد: «يُسبّح لكَ الذين فى الأعالى والذين فى الأعماق..
لعلك ترضى عنى حتى أرى جمالك.. أنت تشرق.. أنت تضىء..
أنت تشرق.. أنت تضىء».
كانت تقف على بعد خطوات قليلة منها فى السفينة الملكية. كانت مخلفة لها ظهرها، تراقب الأفق موجهة وجهها للشمس. اقتربت أكثر منها، أكثر، أصبحت على حافة جسدها. رائحة البخور، حفيف الثوب، مجاديف تحركها العبيد، أشرعة تخفق، تسير السفينة بسرعة فى اتجاه اللا مدى.
شعاع الشمس يخترق كيانهما، يدفئ ويضىء روحيْهما، ويمنحهما الحياة مجدَّدًا تسمعها ترتل: «أنت تشرق.. أنت تضىء»، وترتل معها.
اقتربت منها، اقتربت أكثر، لا شىء يفصلهما، تسمع أنفاسها، تشعر بكيانها، تستشعر وجودها. اقتربت أكثر، مدت يدها تكاد تلمسها.
♦«سيامى»
محمد عصمت
«ن» للنشر والتوزيع
2022
كان يعرف جيدًا أن فى القصة ضلعا ناقصا، هو وحده من يعرفه، ابتلع ريقه بصعوبة وهو يقول بصوت ملىء بالخزى والعار:
«عرفت بعد ذلك أننى أحمق! عرفت أنك لم تحبيه يومًا سوى لأنه نسخة منى، لم تقتربى منه إلا حين امتلئ قلبك باليأس من اقترابك منى، كان هو البديل.. أننى كنت دومًا النسخة الأصلية وكان هو دومًا النسخة المقلدة، ربما عاش معك أسعد أيام حياته، لكنك عشتى معى أسعد أيام حياتِك».
أطلس الخفاء
منصورة عز الدين
دار الشروق
2022
فى «أطلس الخفاء» نجد أنفسنا فى رحلة داخل عقل مراد؛ بطل الرواية المثير للحيرة والتساؤلات. نقترب من حياته وهواجسه، ونقرأ تدويناته متسائلين عن الحدود التى ينتهى عندها الواقع كما نألفه لتبدأ تخوم المخيلة، كما نتساءل عن تعقيدات العقل البشرى وقدرته على الإفلات والارتحال صوب المُفارِق وغير المألوف.
ففى المسافة المراوغة بين الواقع والخيال، نتابع تجليات مراد وإشراقاته فى فضاءات تحمل القارئ إلى حيوات متعددة ومشاعر إنسانية معقدة رغم بساطتها الظاهرية.
«أطلس الخفاء» رواية عن بطل وحيد، لكنّ ذاكرته مرآة تنعكس عليها شخصيات أخرى تَقَاطَع معها سواءً فى حياته أو استبصاراته. هى أيضًا عن مأزق أن نكون وحيدين ومسكونين بالأماكن والناس فى الوقت نفسه، ربما لهذا يمكن لكلٍ منا أن يرى لمحة من ذاته فى مراد.
♦ «إسطنبول الذكريات والمدينة»
أورهان باموق
دار الشروق
2018
فى هذا الكتاب الساحر يقدم لنا أورهان باموق التاريخ الثرى لهذہ المدينة، مستعينًا بذكرياته وبذكريات هؤلاء الذين سبقوہ؛ فكتبوا ورسموا وصوَّروا وأرَّخوا لمراحل حياة إسطنبول. البحث الذى أجراہ باموق ليكتب هذا الكتاب دقيق ومفصَّل، فيقدِّم لنا بانوراما شاملة تمتزج فيها الاقتباسات من المراجع مع سرد المؤلف السَّلِس. فى تصويرہ للمدينة يحكى باموق قصة حياته وتاريخ أسرته، بأسلوب غنى بالشجن. يضفر باموق تاريخه الشخصى مع انطباعاته عن المدينة وتراثها، ويُهدينا عملًا مفعمًا بحبه لإسطنبول، والذى أصبح من أهم أعمال باموق وأرقى ما كُتب عن هذہ المدينة.