ياسمين الرشيدي تكتب للنيويورك تايمز قائمة «ترشيحات قراءة» في حب مصر - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 12:40 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ياسمين الرشيدي تكتب للنيويورك تايمز قائمة «ترشيحات قراءة» في حب مصر

منى غنيم
نشر في: الجمعة 12 أغسطس 2022 - 7:53 م | آخر تحديث: الجمعة 12 أغسطس 2022 - 7:53 م



ـ القاهرة الحقيقية نجدها فقط فى الأزقة والبيوت التاريخية وورش الحرفيين والمكتبات القديمة
ـ الرشيدى: «وجه المدينة يتغير سريعًا حيث تحل الطرق السريعة محل المقابر الأثرية وتتراجع الأحياء القديمة لإفساح المجال للمبانى التجارية والسكنية العملاقة الجديدة»
ــ تحدثت عن أعمال أهداف سويف وألبير قصيرى ووجيه غالى وصنع الله إبراهيم

أطلقت صحيفة «النيويورك تايمز» الأمريكية مبادرة أدبية جديدة تهدف إلى أن يقوم بعض كُتّابها بترشيح مجموعة من الكتب للقراء حول العالم من شأنها أن تساعدهم فى التعرُّف على مدنهم وأبرز المعالم الأدبية بها، وقد وقع اختيار الصحيفة على الروائية والصحفية المصرية ياسمين الرشيدى ــ التى تعيش ما بين القاهرة ونيويورك ــ ونُشرت لها العديد من المقالات بالصحيفة، كما صدر لها كتاب «المعركة من أجل مصر» ورواية «حدث ذات صيف فى القاهرة» الصادرة عن دار «الشروق».
وكتبت «الرشيدى» للصحيفة مقالة قالت من خلالها إن مدينتها ــ القاهرة ــ تواجه تغييرات جذرية فى الفترة الحالية؛ فوجه المدينة يتغير سريعًا حيث تحل الطرق السريعة محل المقابر الأثرية التى يعود تاريخها إلى مئات القرون، ويتم تجريف الأحياء القديمة لإفساح المجال أمام المبانى التجارية والسكنية العملاقة الجديدة، وحتى نهر النيل، شريان المدينة الرئيسى، لم يسلم من العبث به بعد أن تم اقتلاع الحدائق والأشجار العتيقة التى لطالما زينت النهر على ضفتيه من أجل تشييد الممرات الخرسانية وافتتاح المقاهى الحديثة البراقة.
وأضافت أنه نظرًا لأن القاهرة التى نشأت بها تم محوها باسم التنمية، فإنها تسعى الآن للبحث عن التفاصيل الصغيرة والشقوق المستترة التى لم يمسسها بعد معول الحداثة ولم تزل تحوى بداخلها روح المدينة الآثيرة؛ على غرار الأزقة، والبيوت التاريخية ــ التى تحول معظمها الآن إلى مراكز ثقافية ــ وورش الحرفيين التقليديين مثل النجارين والخياطين، ومكتبات بيع مجلدات الكتب ــ التى تقع فى الأفنية والممرات القديمة، تلك الأماكن التى لازالت تتشبث بالحياة فى مواجهة الغرق.
وقالت إن تلك القاهرة التى تصفها، بطبقاتها التاريخية وشخصيتها، هى التى شكلت الأدب المصرى، وألهمت العديد من الكُتّاب مثل الأديب الراحل الحائز على جائزة نوبل فى الأدب نجيب محفوظ، وألهمتها هى أيضًا منذ طفولتها، وأردفت: «لطالما كانت المدينة قوة محتلة لا يمكنك الهروب منها، حتى لوغادرتها جسديًا؛ لقد ظلت المُبتغى والمُنتهى والشخصية الرئيسية للكثيرين منا فى كتاباتنا».
ومن بين علامات القاهرة العتيقة التى تمت إزالتها فى الآونة الأخيرة، تحدثت «الرشيدى» عن عملية سحب المراكب الخشبية الساحرة التى كانت سمة من سمات الأدب المصرى والأفلام الكلاسيكية بعيدًا عن أماكن استراحتها على الضفة الغربية لنهر النيل فى وسط القاهرة، وبيّنت أن هذه المراكب ــ بأسطحها الملونة المبهرة ــ موجودة منذ حوالى 100 عام، وكانت جزءًا أساسيًا من المنظر الذى كانت تراه دائمًا من شرفة منزلها المُطل على النهر.
وقد أدت إزالتها، على عجل ودون سابق إنذار، إلى نزوح أصحابها إلى خارج المدينة، بمن فيهم الروائية أهداف سويف ــ التى تحيا بين القاهرة ولندن ــ وابنها الكاتب عمر روبير هاملتون، والكاتبة المستقلة ياسمين الرفاعى، وقالت إنه برغم إزالة المراكب من النيل إلا أن مكانتها باقية فى وجدان الأدب؛ فمثل العديد من جوانب المدينة القديمة وطرق الحياة التى احتوتها، فإن وجودها على قيد الحياة فى النيل سيستمر ــ على الأقل على الورق.
وأوضحت أن إحدى أفضل الطرق للقراءة عن تلك المراكب هى أعمال أهداف سويف؛ التى مهدت الطريق للكُتّاب المصريين الذين يكتبون باللغة الإنجليزية، كما توقعت أن تكمل كتابها التالى فى منزلها العائم ــ المركب رقم 53، وأشارت إلى أن روايتيها «فى عين الشمس» و«خارطة الحب» تعد قصصا ملحمية رائعة ونقاط بداية لاستكشاف تعقيدات ماضى المدينة الطويل المتعدد الطبقات والشخوص والجنسيات، القاهرة الحقيقية بسحرها وعنفوانها وتناقضاتها، والتى يمكن أن تجعل المرء يفر منها وإليها فى نفس ذات الوقت.
ورشحت للقراءة رواية «الانزلاق» المترجمة للإنجليزية حديثًا للكاتب محمد خير للأجانب العاقدين العزم على زيارة مصر؛ حيث إنها تعطى مشهدًا جيدًا للبلد، وتقدم تصورًا حقيقيًا ــ وإن كان لا يخلو من الخيال جزئيًا ــ للقاهرة والإسكندرية بعد الثورة من خلال قصة صحفى مكافح وعلاقة حب صعبة، وقالت إنه على الرغم من شطوح الخيال فى تلك الرواية إلا أنه لا يختلف كثيرًا عن التغييرات الكبيرة التى شهدتها المدينة مؤخرا والتى لم يتوقعها أو يتخيلها أحد.
كما أوصت أيضًا بقراءة كتاب «القاهرة: مدينة الرمال» للكاتبة الأمريكية ماريا جوليا التى عاشت فى وسط البلد بالقاهرة لمدة عقدين من الزمان، خاصة وأن الكتاب ينقل بتفاصيل مذهلة الأصوات والروائح وديناميكيات الشوارع وعادات المدينة، وأردفت أنه على الرغم من أن الكثير مما كتبت عنه قد تغير منذ نشر الكتاب عام 2004 ــ بما فى ذلك زعيم البلاد نفسه بعد الإطاحة بالرئيس الراحل حسنى مبارك عام 2011 خلال ثورة يناير ــ إلا أن كتابها ما زال يقدم تجربة غامرة وحقيقية من شأنها أن تحضر المرء لزحام وضجيج القاهرة.
وعلى نفس المنوال، فإن رواية «ألوان العار» للكاتب المصرى من أصول سورية ألبير قصيرى تشد الانتباه وتقدم للقارئ الأجنبى نمطًا من أنماط «كتيب الإرشادات» الذى يطلعه على ديناميكيات الأسواق القديمة فى المدينة وطرق التعامل فى الشارع مثل: طرق البيع والشراء والمساومة على شراء بضاعة ما (فيما يُعرف بالفِصال) والتحذير من الوقوع ضحية للاحتيال أو النصب وذلك بمجرد أن تطأ قدم السائح الأجنبى سوق خان الخليلى، أو حتى هضبة الأهرامات فى الجيزة، حيث تتهافت عليه العروض لركوب الجمال وركوب الخيل والإرشاد السياحى.
وأشارت إلى أن القاهرة تتميز إلى حد كبير بطبقاتها المعمارية ــ الفاطمية والمملوكية والخديوية، ولديها أيضًا تاريخ غنى للهندسة المعمارية الحديثة، من إحياء مطلع القرن إلى التعبيرية الملموسة والتصميم العصرى، وهذا يشمل منازل الشخصيات الثقافية البارزة، مثل منزل المطربة الراحلة أم كلثوم الذى شيده المهندس على لبيب جبر وتم هدمه الآن.
ولهذا رشحت لزائرى مصر كتاب محمد الشاهد «القاهرة منذ عام 1900: دليل معمارى» الذى يقدم دليلًا رائعًا للمعمار فى العصر الحديث ويصنع رفيقًا مثاليًا للسائح خلال زيارته مصر أثناء قيامه بجولات فى الشوارع سيرًا على الأقدام، وهو كتاب لا يتحدث فقط عن المبانى وأهميتها التاريخية ولكن أيضًا عن تلك الحقبة من تاريخ مصر.
أما بالنسبة للروايات، قامت بترشيح «بيرة فى نادى البلياردو» للكاتب المصرى وجيه غالى ــ وهى الرواية الوحيدة للكاتب الذى كتبها أثناء إقامته فى أوائل الستينيات من القرن الماضى بين برلين ولندن ــ وهى بمثابة عمل كلاسيكى مكتوب فى الأصل باللغة الإنجليزية تصور القاهرة ما بعد الاستعمار من خلال عيون شخص أرستقراطى قومى يتصارع مع تغيير النظام والمجتمع الجديد والسياسات السارية فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وقالت أنه على الرغم من أن الرواية كُتِبت عام 1964، إلا أنها تروى قصة مصر الآن، فما أشبه اليوم بالبارحة.
وفى نفس السياق التاريخى والسياسى، رشحت أيضًا رواية الروائى المصرى اليسارى «صنع الله إبراهيم» بعنوان «تلك الرائحة» والتى نُشرت عام 1968 وتحكى قصة سجين أطلق سراحه للتو، وشعوره بالضيق وهو يكافح ويفشل فى إعادة التكيف مع الحياة اليومية فى الخارج.
وأردفت أنها تدرك أنه من المستحيل على القادم لزيارة مصر أن يغطى جميع الأماكن والمدن بها خلال الزيارة، لذا رشحت للقراءة مجموعة مقالات الكاتب الأمريكى الإيطالى أندريه أكيمان «أوراق خاطئة» التى تتحدث عن الحياة فى مدينة الإسكندرية ــ وهى المدينة التى وُلد بها «أكيمان» وترعرع بها ــ حيث يعود إليها بعد عقود من مغادرته ويحاول استعادة المدينة كما كانت موجودة فى ذاكرته، وذكرت أن بحثه يلتقط الكثير من التفاصيل الحية عن المدينة كما هى موجودة فى ذاكرته، وينتقل الكتاب المتأمل عبر الزمان وعبر الجغرافيا بالقارئ بين مصر وأوروبا، وأيضًا كتاب «قصائد مجمعة» للصحفى اليونانى الراحل قسطنطين بى كافاى المولود أيضًا بمدينة الإسكندرية والذى يقدم كتابه وصفًا دقيقًا لروح المدينة الساحلية القديمة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك