لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يفرض حصاره الشامل على قطاع غزة، بما يتضمن إغلاق كافة المعابر وقطع الإمدادات الكهربائية والمياه والغذاء والطاقة عن القطاع، علاوة على تواصل عمليات القصف الجوي على مناطق متعددة من قطاع غزة ما خلّف ما يزيد 1200 شهيداُ، بحسب بيان لوزارة الصحة الفلسطينية.
وأكد سامح شكرى وزير الخارجية، أن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة خطير، مشددًا على ضرورة أن تتكاتف الجهود من أجل وقف الحرب الدائرة، وتوفير المساعدات الإنسانية والإغاثية للفلسطينيين فى القطاع.
وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، في تصريحات لـ«الشروق»، بأننا نعيش واقع صعب جدا وبالغ المأساوية والاحتلال يستهدف المبان والتجمعات سكنية بشكل كبير دون رحمة أو سابق إنذار، أو مسئولية تجاه النساء والأطفال المتواجدين في تلك المناطق، وتلك الاستهدفات تم بشكل مكثف؛ حيث في كثير من الأحيان يتم 10 استهدافات في ذات التوقيت على مستوى خمس محافظات من قطاع غزة.
وأضاف بصل لـ«الشروق»، ويشمل القصف أحيانا منطقة كاملة على امتداد يصل لمساحة كيلو متر، ففي المساء يتم إلقاء أطنان من المواد المتفجرة ونفيق في الصباح عليها مدمرة بالكامل، ما يمكن وصفه بعملية «إبادة حقيقية»، مشيرًا إلى أن مواطني الكثير من المناطق المستهدفة لا يستطيعون إخلائها قبل قصف الاحتلال، تخلف عمليات القصف عشرات الجثث من الشهداء تحت الأنقاض، لا تزال عمليات البحث عنهم جارية.
ولفت بصل إلى أن عمليات القصف لا تتم بشكل عشوائي في كل الأحيان، فهناك عمارات سكنية في قطاع غزة يتم استهدافها بشكل مباشر، فلدينا المناطق الشرقية من القطاع ينزح إليها الأهالي من مناطق أخرى حدودية تكون أكثر تهديداً، ومع وصولهم لذلك الجزء الشرقي لمنازل أقاربهم التي يتعتبرونها آمنة، تلاحقهم استهدفات الاحتلال الإسرائيلي،وتتسبب تلك العمليات العدوانية في زيادة أعداد الشهداء بشكل كبير، والاحتلال الإسرائيلي لايراعي أي اتفقايات دولية ولا يحترم أي أعراف إنسانية.
ويشير بصل لـ«الشروق» إلى دور« الدفاع المدني الفلسطيني» في ذلك الوضع الصعب، بأنه التدخل في عمليات الإنقاذ والعمل على إخراج الجرحى والشهداء من تحت الأنقاض،وهو الأمرالذي يتطلب معدات كبيرة وإمكانيات يجب أن تتوفر بأيدي الأطقم التي تعمل في الميدان، والتي هي في الواقع نفتقد للحد الأدنى منها، لذلك نعمل وفق خطط واستراتجيات الطوارئ القاسية بأن نعطي الأولوية لإنقاذ الأحياء قبل الأموات، وأكاد أجزم أن أعداد الشهداء تحت الأنقاض كبيرة جداً.
وأكد بصل لـ«الشروق» ، بأن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد قتل واستهداف الصحفيين بشكل مباشر خصوصا الذي يوثقون الجرائم الإسرائيلية، فضلا عن استهدافه للأطقم الطبية والدفاع المدني المتواجدة في الميدان، وقدمت المديرية العامة للدفاع المدني بغزة 6 من الشهداء الذين استهدفتهم قوات الاحتلال أثناء تأدية واجبهم، كما تعرضّ الاحتلال لسيارات الإسعاف التي تنقل المصابين بشكل مباشر، وتلك المشاهد قابلة للتطور؛ فالاحتلال تزيد وحشيته وقوة نيرانه يوماً بعد يوم، وما نعيشه الآن هو أشد ما تعرضنا له من عدوان بتاريخ قطاع غزة،وأفظع بكثير من العدوان الذي جرى في 2021 وما سبقه في سنوات 2012 و 2014 و2008.