هل يقبل السائحون على الأعمال التطوعية أثناء إجازتهم؟ - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:01 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل يقبل السائحون على الأعمال التطوعية أثناء إجازتهم؟

كولونيا - د ب ا:
نشر في: الإثنين 12 نوفمبر 2018 - 11:34 ص | آخر تحديث: الإثنين 12 نوفمبر 2018 - 11:34 ص

الشمس، الشاطئ والاسترخاء. هذه كانت مواصفات إجازة الأحلام. ومع ذلك فإنه لا مانع في هذه الأيام إذا كانت الإجازة مرهقة بعض الشيء.

ففي الوقت الحالي، هناك احتمالا أكبر في أن ينام الشباب على أريكة بدلا من النوم في غرفة فندقية، وأن يستقلوا حافلة عامة متداعية بدلا من سيارة أجرة، وأن يتناولوا الطعام في كشك طعام في الشارع بدلا من تناوله في مطعم بفندق، هم يريدون رؤية الحياة الحقيقية في الدولة الأجنبية وأن يتواصلوا مع المواطنين بصدق.

والعامل المشترك أيضا هو رغبتهم في فعل عمل خير، أي ليس فقط التمتع بجمال الدولة، ولكن أيضا المشاركة في جعل الدولة مكان أفضل: ربما رعاية الأفيال في تايلاند، أو العمل لحماية الغابات المطيرة في كوستاريكا أو تعليم اللغة الإنجليزية في إثيوبيا.

الطلب على مثل هذه الفرص التطوعية كبير، ولكن من يقضون الإجازات ليسوا مستعدين للتبرع بوقت كبير لهذه الفرص، الكثير منهم غير مستعدين للالتزام بالأعمال التطوعية لمدة 6 أشهر أو عام، خوفا من أن ذلك قد يبدو أمرا ليس مقبولا في نظر أصحاب العمل في المستقبل بالنسبة للقيام بالإجازات.

وعموما، فإن اكتساب خبرة اجتماعية في دولة أخرى يبدو أمرا محببا، وأدى لظهور توجه نحو قضاء فترات أقصر في الخارج تتراوح ما بين أسبوعين إلى 3 أشهر. وينطبق مصطلح «التطوعية» على الذين يقومون بنوع من العمل التطوعي أثناء قضائهم عطلتهم كسائحين. وهذا يعد الأن أحد الانماط الأقوى نموا في قطاع السياحة، وتقدر قيمته بمليارات الدولارات، بحسب ما قالته مجموعة العمل الخاصة بالسياحة والتنمية.

وتقدم بعض شركات السياحة الكبرى ما يطلق عليه «عطلات الكارما»، وهي رحلة تتضمن العمل والترفيه ومشاهدة المناظر الطبيعية والآثرية.

ولكن عندما يدفع المتطوع الآلاف من الدولارات للمشاركة في القيام بعمل خيري، فإنه يريد شيئا ما في المقابل. ومع ذلك يصبح في تلك المرحلة زبونا وليس شريك عمل.

ويقول بنيامين هاس، الباحث بجامعة كولونيا، الذي يقوم بأبحاث في مجال التطوع: «كلما قصرت فترة البقاء في الخارج، كلما جاءت السياحة في المقدمة».

المتطوعون عادة ما يعملون من الساعة 8 صباحا حتى 1 ظهرا، ثم بعد ذلك يكون أمامهم وقت حر فترة ما بعد الظهيرة. وهذا يكون وقت التوجه للشواطئ أو استكشاف المدن.

ومن بين الأعمال التطوعية الأكثر شهرة العمل مع الأطفال في دور الأيتام مثلا. ولكن دوروثيا سزارنيكي، نائبة مدير منظمة معنية بمواجهة الاستغلال الجنسي للأطفال تقول: «الأطفال في عدة دول مازال لديهم أقارب ويتم إغوائهم للابتعاد عن أسرهم من خلال وعود الحصول على تعليم أو حياة أفضل».

وأضافت: «بدون قصد، يمكن أن يزيد التطوع من الفساد وتهريب الأطفال». ويعتبر الطلب على العمل مع الأطفال أمرا عظيما للغاية، في الوقت الذي ظهرت فيه دور أيتام مزيفة في أماكن مثل غانا وكمبوديا».

وأشارت نينا ساديفا، التي تعمل لصالح مجموعة العمل بشأن السياحة والتنمية، إلى أن «قضية الأطفال حساسة. هنا في ألمانيا، ليس من السهل أن يتولى أي شخص مسؤولية فصل أو دار حضانة. ولكن في أماكن أخرى، من السهل فعل ذلك ولا توجد قيود، مما يجعل الأمر مريبا». وتطالب مجموعتها بإشراف حكومي، حيث لم يتم حتى الآن فحص المتطوعين أو من يساعدهم.

وأضافت: «مع استمرار تغيير المسؤولين المعنيين، يعاني الأطفال بصورة متكررة من فقدانهم لمن كانوا يقومون برعايتهم، كما يصبح سلوكهم غير صحي». وأوضحت أنه لذلك، لا يجب أن يتم جلب متطوعين مؤهلين للعمل في مشاريع مع أطفال لفترة أقل من 6 أشهر.

مع ذلك، ينصح أيضا بالبقاء لفترة أطول في مشاريع التطوع التي لا تشمل الأطفال، مثل حماية البيئة أو رعاية الحيوانات.

ويقول هانس: «بهذه الطريقة، يمكن للمتطوع تعلم اللغة ومعرفة الدولة وشعبها بصورة كاملة، وبالتالي يحقق مكسبا أكبر».

هذا يعود بالنفع على الجميع. وأضاف هانس: «أنها دولة مختلفة تماما ذات ثقافة مختلفة. الشباب في بداية الأمر يكونوا مشغولين بأنفسهم ولذلك في البداية لا يمكنهم تقديم الكثير».

والسؤال هو مدى دوام المساعدة التي يقدمها السائحون المتطوعون؟

لا يمكنك تحقيق الكثير خلال أسبوعين فقط، لذلك هناك بعض المشاريع تكون ملائمة لاستقبال مساعدة لفترة قصيرة، بحيث يمكن للمتطوعين الذين لا يملكون خبرة تحقيق نتيجة مباشرة.

ومثل هذه المشاريع، على سبيل المثال، يمكن أن تكون مراقبة الحيتان وإحصاء أعداد الطيور أو المساعدة في جمع الحصاد.

وإذا أردت حجز رحلة للمساعدة في مشروع تطوعي لحماية البيئة، ربما يكون من الأفضل البقاء في وطنك. وتقول ساديفا: «القيام برحلة جوية طويلة من أجل دعم مشروع بيئي في غابة مطيرة أمر غريب»، وهذا ما يوافق عليه هاس، الذي أضاف: «هذا يحدث عندما تكون التجربة الشخصية لشخص ما والتقاط صورة لانستجرام او سناب شات لهما الأفضلية على الاستمرارية أو المنطق».

هؤلاء المهتمون بإنقاذ البيئة ليسوا في حاجة للسفر لمسافات طويلة. البحث عن أي فرصة قريبة من المنزل، لتكن المساعدة في مزرعة أو العمل لحماية غابة. من المهم دراسة مدى أهمية المشروع بالنسبة للشخص نفسه وللآخرين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك