نبيل نعوم يكتب: كفى بلا بلا بلا - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 2:52 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نبيل نعوم يكتب: كفى بلا بلا بلا

نبيل نعوم
نبيل نعوم

نشر في: الجمعة 12 نوفمبر 2021 - 7:18 م | آخر تحديث: الجمعة 12 نوفمبر 2021 - 7:18 م
«كفاية كلام فى الهوا» بل وبكلمات أكثر جرأة من ذلك، هتفت جريتا ثونبرج الفتاة السويدية التى تسعى لإنقاذ الأرض من تغير المناخ، يوم الإثنين أول نوفمبر، فى مدينة جلاسكو وأمام مقر اجتماع زعماء العالم والمندوبين فى «قمة ــ العمل ــ المناخى Cop26». ومن خلفها جاء هتاف الشابات والشباب والمدافعين عن ضرورة حماية البيئة وخطورة الموقف بالنسبة للكرة الأرضية بسبب الاحتباس الحرارى ونتائجه المرعبة من الحرائق والجفاف والفيضانات وخلافه، وأيضا تعبيرا عن عدم تصديقهم للنتائج التى قد يتخذها قادة العالم الأول الثرى من قرارات لخدمة الموقف الخطير الآن. وبينما تداول معظم المندوبين حول ما إذا كانوا سيقودون سياراتهم أو يطيرون أو يلحقون بالقطار إلى قمة Cop26، أمضى عشرات المشاركين الأيام للوصول إلى هناك سيرا على الأقدام من لندن ومدن أخرى. وقد وصل بعض المشاركين من أماكن بعيدة مثل بولندا وألمانيا. فمثلا قطعت مجموعة واحدة أكثر من 1000 ميل من السويد.

وقد أظهر تحليل جديد أن انبعاثات الكربون العالمية تعود إلى المستوى القياسى الذى شوهد قبل جائحة كورونا. وقد اتضح أن مستوى انبعاثات الكربون انخفضت بنسبة إيجابية أثناء عام 2020 قمة انتشار الوباء والمحاولات العالمية للقضاء أو الإقلال من مضاره. هل تحاول قوى الطبيعة بالكرة الأرضية إنقاذ حياة الانسان الذى يكاد يخربها تماما، ببلائه بالأوبئة التى قد تحد من استعلائه، وإدراكه أنه مثل باقى سكان هذه الأرض ملزم بالحفاظ عليها؟ هل من درس للإنسان لإدراك أن ما حدث بسبب وباء الكوفيد، وانتشاره والتزام معظم البشر بمقتضيات الحظر من السفر واستعمال السيارات والطيارات والأنشطة غير اللازمة عامة، أدى إلى انخفاض نسبة الانحباس الحرارى، والذى عاد وصعد مرة أخرى بطريقة واضحة منذ التقليل من أخطار هذا الوباء.

ونتيجة للمخاطر التى صارت واضحة لكل سكان الكرة الأرضية، بل والتهديدات التى قد تضاعف حتى من فرصة استمرار الإنسان نفسه، وافقت أكثر من 40 دولة على التخلص التدريجى من استخدام الطاقة التى تعمل بالفحم. لكن بعض أكبر الاقتصادات المعتمدة على الفحم فى العالم بما فى ذلك أستراليا والصين والهند والولايات المتحدة، لم تشارك فى هذا الاتفاق. وسنرى فى المستقبل القريب مدى نجاح التعهدات المتعلقة بالحد من الانبعاثات المسببة لارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى ما دون درجتين مئويتين، بما فى ذلك المحاولات فى الاتفاق على تعهدات فيما يتعلق بالحد من استخدام النفط والغاز. ولكن تلك المحاولات ستكون من الصعب الوصول إليها مع قوة ونفوذ شركات النفط كقوى ضغط على الحكومات. ووفقا للدراسات الأخيرة فقد تم التحقق من أن أكبر شركات النفط الأمريكية مثل أكسون وشفرون مثلا هى من أسوأ الشركات التى تتلاعب بالحكومات لاتخاذ «مسارات خطيرة بشكل لا يصدق» فى نهجها تجاه العمل المناخى. وبالنسبة للشركات العملاقة فقد اتضح أن شركة تويوتا اليابانية من ضمن أسوأ الشركات الملوثة فى العالم بسبب معارضتها للتخلى التدريجى عن المواعيد النهائية للوقود الأحفورى، والمركبات الهجينة. وقد أوضح إدوارد كولينز، مدير InfluenceMap، وهى مؤسسة فكرية مستقلة تمد المختصين بمعلومات وتحليلات عن كيفية تأثير التجارة والمال على مشكلة المناخ، وأن الانتقال إلى مستقبل الطاقة النظيفة سيظل صعبا للغاية حتى تتخذ الحكومات إجراءات هادفة لمعالجة الضغط المعوق والمناهض للعلم، بسبب المصالح المكتسبة من قيمة الوقود الأحفورى.
وإذا كان المال يضغط على الحكومات ويشترى الأندية الرياضية فأخيرا نراه يشترى أعرق الجامعات. فالسيدة نجوين ثى فونج ثاو، المعروفة شعبيا باسم «السيدة ثاو Madame Thao»، المليارديرة الأولى والوحيدة فى فيتنام بثروة تقدر بنحو 2.7 مليار دولار، وهى مؤسسة ومديرة شركة الطيران فييتجيت VietJet، التى أسستها وتديرها، جنبا إلى جنب إمبراطورية عقارات واسعة تمتد من ناطحات السحاب فى مدينة هوشى منه إلى المنتجعات الشاطئية من فئة الخمس نجوم فى جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى التنقيب عن النفط والغاز فى الخارج وتمويل الوقود الأحفورى. وقد تبرعت السيدة ثاو بمبلغ 155 مليون جنيه إسترلينى لجامعة أوكسفورد العريقة فى المملكة المتحدة بعد أن وافقت كلية ليناكرى Linacre بجامعة أكسفورد ــ والتى درس بها ابنها ــ على إعادة تسميتها بكلية ثاو. ومما يذكر أن شركة طيران فييتجيت قد اجتذبت سمعة خاصة لقيام مضيفات الطيران بارتداء البكينى. وكلية ليناكرى، «ثاو» فى المستقبل، هى كلية دراسات عليا لكلا الجنسين وجميع المواد الدراسية. وقد تم تسمية الكلية على اسم توماس ليناكر 1460 ــ 1524، مؤسس الكلية الملكية للأطباء بالإضافة إلى كونه من علماء عصر النهضة المعروفين باهتمامات متعددة التخصصات، كالتى تهدف إليها الكلية.

وكما هناك فكذلك هنا. ففى نهاية الصيف الماضى، وبعد سحب الدكتوراه الفخرية من أحد الفنانين الشبان والتى منحها له المركز الثقافى الألمانى بلبنان، قال: «بفلوسى أشترى جامعة». ونرى ونسمع فى كليب تامر شيكا أغنية تعبر أيضا عن مدى سلطة الفلوس: «راكبين عربية غلابا أنا بفلوسى أركب دبابة».


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك