في ذكرى رحيله.. كيف أعاد زكريا أحمد صياغة رواية زقاق المدق؟.. اعرفها عن قرب من نجيب محفوظ - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 11:55 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى رحيله.. كيف أعاد زكريا أحمد صياغة رواية زقاق المدق؟.. اعرفها عن قرب من نجيب محفوظ

محمد حسين
نشر في: الخميس 13 فبراير 2020 - 1:37 م | آخر تحديث: الخميس 13 فبراير 2020 - 2:14 م

تمر اليوم - 14 فبراير، ذكرى رحيل الملحن الكبير الشيخ زكريا أحمد، والذي رحل في فبراير1961 عن عمر ناهز 65 عاماً، بعد أن قدم مسيرة فنية طويلة جعلته واحداً من عمالقة الموسيقي العربية.

وقدم زكريا أحمد ألحاناً لفرقتي الكسار والريحاني، بالإضافة إلى دوره الكبير في صعود أم كلثوم مع بداية الثلاثينات، وتعاون معها لفترة كبيرة قدم لها فيها ألحانا للأفلام السينمائية التي ظهرت بها كوكب الشرق، وكان لحن "هو صحيح الهوي غلاب؟" آخر ألحان زكريا أحمد للست.

علاقات ممتدة ربطت بين الأديب الكبير نجيب محفوظ ورجال الفن، كان من بينهم الشيخ زكريا أحمد، والذي يكن له محفوظ مكانة خاصة من التقدير والود، حكى عنها محفوظ في أحاديثه للكاتب رجاء النقاش، والتي نشرت في كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" الصادرة عن "دار الشروق" في 2011.

ومع ذكرى رحيل الشيخ زكريا نستعرض مواقف من تلك العلاقة في التقرير التالي:

- خفة ظل غير مسبوقة!

يتحدث نجيب محفوظ عن الشيخ زكريا أحمد، حيث يصفه بأنه من أظرف الشخصيات التي قابلها في حياته، وأن صفة مشتركة جمعته بالكاتب توفيق الحكيم، والذي كان صديقاً مشتركاً بينهما، وتلك هي الصفة أن كلاهما إذا تحدث فإنه يمسك بالحديث حتى نهايته، والفارق أن الحكيم كان يتحدث عن نفسه فقط، أما زكريا فكان يؤدي دور الراوي فيسرد أحاديث متصلة لا تنقطع حتى أني أظن أنه مؤلف "حكايات ألف ليلية وليلة".

ويضيف محفوظ أن زكريا كان من الممكن أن يبدأ في حكايته في التاسعة مساءا، ولا ينهيها قبل الثالثة صباحاً، ورغم ذلك كانت لديه قدرة كبيرة على الربط بينهم بشكل مذهل وجذاب.

ويستكمل محفوظ أن طرافة الحكايات لم تكن السبب الوحيد الذي يدفع الملل عن الجلسات، ولكن كانت طريقة الأداء التي يقوم بها زكريا أحمد، فكان من الممكن أن يحكي حكاية تبدو سطحية ولكن طريقته كانت تضيف لها سحر وجاذبية، فكان يصف مشهد لجارته وهي تقول "صباح الخير يا زكريا يا ابني" ولكنه بتقليده لصوت السيدة بطريقة كاريكاتيرية، لا يستطيع بعدها أي من جالسين أن يتمالك نفسه من الضحك!

- أعاد صياغة رواية زقاق المدق وألحانه تأتيه وهو جالس مع أصدقائه!

كثرة سهره وانشغاله بالموسيقي أوحي لنجيب محفوظ، بأن الشيخ زكريا لا يمكن أن يكن لديه من الوقت لأن يقرأ أي من أعماله، برغم الحب والصداقة التي تجمع بينهما، ولكن فوجئ محفوظ بأحمد وهو يتحدث عن رواية "زقاق المدق" لمحفوظ.

وكان حديث أحمد عن الرواية مختلفاً كعادة أحاديثه، فأخذ في إعادة صياغة بعض الأحداث ورسم جديد للشخصيات، وكأنه هو مؤلفها، مما أثار ضحكنا وضحكه أيضا!

وعن العادات الغريبة التي ارتبطت بزكريا أحمد، يقول محفوظ، إنه كان مغرماً بالموسيقى، ويشعر بالتفوق وأن ألحانه تتميز عن ملحني عصره، لذلك كنا نتفاجئ أحيانا أثناء جلساتنا بأنه يقطع حديثه ويمسك بالعود ليؤلف لحناً جديدا!



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك