#قصة_أثر.. قناع توت عنخ آمون.. القطعة التي خلدت ذكراه - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 7:32 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

#قصة_أثر.. قناع توت عنخ آمون.. القطعة التي خلدت ذكراه

قناع توت عنخ آمون
قناع توت عنخ آمون
إعداد- منال الوراقي:
نشر في: الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 12:15 م | آخر تحديث: الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 5:37 م
يضم العالم في جوفه وظاهره كنوز أثرية مهيبة وتحف فنية عديدة بل ومعالم لم يقل رونقها رغم مرور الزمن، كل منها تحوي وتحمل قصتها وأسرارها الخاصة، فوراء كل اكتشاف ومعلم حكايات ترجع لعصور بعيدة وأمكنة مختلفة، على رأسها تلك القطع الفريدة والمعالم التاريخية المميزة في بلادنا، صاحبة الحضارة الأعرق في التاريخ، والتي ما زالت تحتضن أشهر القطع والمعالم الأثرية في العالم.

لذلك، تعرض لكم "الشروق"، في شهر رمضان الكريم وعلى مدار أيامه، حلقاتها اليومية من سلسة "قصة أثر"، لتأخذكم معها في رحلة إلى المكان والزمان والعصور المختلفة، وتسرد لكم القصص التاريخية الشيقة وراء القطع والمعالم الأثرية الأبرز في العالم بل والتاريخ.
...

قناع ذهبي مرصع بأحجار كريمة، صمم بعناية ودقة، ليكون تحفة فنية بارزة، وقطعة أثرية مميزة، أصبحت الأشهر في التاريخ، منذ اكتشافها قبل ما يقارب المائة العام، في وادي الملوك بمدينة الأقصر، داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون، لتخلد ذكراه ضمن خمسة آلاف قطعة أثرية أخرى، وتجعله الملك الفرعوني الأول الذي يشتهر بسبب اكتشاف مقبرته التاريخية، التي أبهرت العالم، لا لإنجازاته وانتصاراته كباقي ملوك مصر القديمة.

واليوم، وبعد مائة عام من اكتشافه، ما زال القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون يشغل بال العالم وتلفت أخباره أنظارهم، إذ بات يترقب المواطنين في معظم الدول الحدث الأضخم لنقل قناع الملك وموميائه وتوابيته الذهبية الخالصة إلى المتحف المصري الكبير، من خلال الموكب الملكي المهيب، الذي تعده وزارة السياحة والآثار المصرية، على غرار موكب المومياوات الملكية، الذي كان حديث العالم خلال الفترة الماضية.

تنقل بين قصتنا التفاعلية التالية لتتعرف على قصة وأسرار قناع الملك توت عنخ آمون الذهبي الفريد من نوعه والشهير في أنحاء العالم، ضمن الحلقة الأولى من سلسلة "الشروق" في شهر رمضان.

اكتشاف القناع.. حدثا مدويا للعالم
كان اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، الملقب بالفرعون الذهبي، في عام 1922، حدثا مدويا على مستوى العالم، حينما اكتشفها عالم الآثار البريطاني وخبير علوم المصريات، هوارد كارتر، وخرج للعالم بالقطعة الأثرية المبهرة لقناع الموت، الذي صمم خصيصا للفرعون توت عنخ آمون، المنتمي للأسرة الثامنة عشر في مصر القديمة، والذي حكم أرض النيل بين أعوام 1332-1323 قبل الميلاد.

والقناع، الذي اكتشف في المقبرة التاريخية العملاقة، التي ضمت خمسة آلاف قطعة أثرية، أبهرت العالم أجمع، قال عنه عالم المصريات الشهير، نيكولاس ريفز، إنه "لم يكن فقط القطعة المثالية والأفضل التي خرجت من مقبرة توت عنخ آمون الغنية بالتحف المبهرة، بل نظن أنه كان أكثر القطع الأثرية شهرة وروعة في مصر القديمة نفسها".

وحتى الآن، يعد القناع الذهبي أحد أهم الآثار المصرية، منذ العثور عليه في مقبرة الملك الفرعوني، التي حملت رقم إثنان وستين، والتي لم ينجح اللصوص في الوصول إليها في الأقصر، التي كانت عاصمة عصر الإمبراطورية المصرية، لتخرج قطعها الأثرية المبهرة في عشرينات القرن الماضي، وبعد ما يقارب أربعة آلاف سنة من رحيل الملك الشهير.


صُنع ليوصل روحه بموميائه
والقناع، الذي وجد يغطي رأس مومياء الملك الصغير، مصنوع من الذهب المطروق المصقول، ويزن حوالي أحد عشر كيلوجراما من الذهب الصافي، فهو عبارة عن غطاء رأس ملكي يحمل ملامح توت عنخ آمون، له لحية مستعارة وعقد من ثلاثة أفرع وقلادة على الصدر وتعلو جبهته أنثى العقاب وثعبان الكوبرا لحمايته، وثقبت أذناه لتثبيت الأقراط فيهما، ووضع كحل عيناه من اللازورد والعيون من الكوارتز.

ويعتقد علماء علم المصريات أن القناع صنع ليكون صورة طبق الأصل من الملك الفرعوني، ليُمكن روحه من التعرف على موميائه، لتكتمل عملية البعث في العالم الآخر وفقا لعقيدة المصريين القدماء.


جعله الملك الأكثر عشقا
على عكس معظم الملوك الفراعنة، لا تتعلق شهرة الملك الفرعوني الشاب توت عنخ آمون، الذي تولى الحكم في التاسعة من عمره ورحل قبل أن يتخطى التاسعة عشر، بإنجازات حققّها أو حروب انتصر فيها، كما هو الحال مع الكثير الملوك؛ وإنما اشتهر لأسباب أخرى أكثر أهمية من الناحية التاريخية، لعل أبرزها اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف، على رأسها قناعه وتابوته الذهبي.

فقد كانت فترة حكم الملك توت عنخ آمون، نجل الفرعون الشهير الملك إخناتون، قصيرة للغاية، لم تتجاوز العشرة أعوام، ولم تكن سوى فترة انتقالية تولاها الملك الصغير بعد رحيل والده إخناتون، الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد الأحد، ولكن رغم قصر فترة حكمه إلا أن القطع الأثرية التي وضعت معه في مقبرته بعد رحيله الغامض، كانت كافية لتجعله على رأس الملوك الأشهر في العالم.

بين أمريكا وأوروبا.. رحلة أبهرت العالم
رافق اكتشاف كنوز الفرعون الذهبي حالة من الهوس في العالم، الذي كان مبهورا بتاريخ وآثار الفراعنة، فبدأت مصر مرحلة لتنظيم المعارض بالدول الأوروبية لآثار الملك الفرعوني، الذي صار معشوقا لدى العالم أجمع، حيث كان يتم اختيار عدد من القطع لعرضها بالخارج، على ألا يكون من بينها القطع الضخمة ككرسي العرش أو القناع الذهبي.

ورغم أن تلك المعارض كانت تلاقي إقبالا منقطع النظير، كتلك الرحلة التي بدأت في عام 2002، تحت عنوان "توت عنخ آمون..العصر الذهبى للفراعنة"، لتكون أطول جولة لآثار الملك الفرعوني، بعدما استمرت 10 سنوات، وكانت تضم أكثر من مائة قطعة أثرية نادرة للملك، تمثل حقبة تاريخية مهمة بمصر القديمة، إلا أن قناع الملك الذهبي كان رغبة لكل دولة وقطعة فريدة زادتهم ولعا.

لذلك، وخلال العام الماضي، بدأت السلطات المصرية رحلة للقناع الذهبي، طاف خلالها الدول الأوربية والأمريكية، التي استقبلته بمواكب فرعونية مهيبة واحتفالات واسعة تصدرت الصحف العالمية، وخلال الزيارة التي استمرت لثلاثة أشهر، كان القناع الذهبي حديث العالم يبهر كل من يراه، ويحقق أرباحا قياسية للمتاحف العالمية التي زارها.


موكب مهيب يترقبه الجميع
وما زال العالم يترقب ويتابع أخبار القطع الأثرية للملك توت عنخ آمون، خاصة مع إعلان وزارة السياحة والآثار عن إعدادها للموكب الملكي المهيب لنقل القناع الذهبي إلى المتحف المصري الكبير، ليستقر بأكبر متحف في العالم خصّص لحضارة واحدة، وهي الحضارة المصرية القديمة.


واستقرار بالمتحف الأكبر
وفي المتحف المصري الكبير، سيعرض بجانب القناع الذهبي القطع الأثرية للملك توت عنخ آمون، لأوَّل مرة مجتمعة في مكان واحد، بما فيها التابوت الخارجي للملك، والذي ظل في مقبرته منذ اكتشافها.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك