أكد إعلاميون أفارقة عالقون في مصر بسبب جائحة كورونا، أنهم وجدوا من الجهات المسئولة اهتماماً بالغاً وكرماً أشعرهم بالخجل طوال فترة إقامتهم.
وكانت الحكومة المصرية قد قررت تعليق حركة الطيران المدني بمصر سواء القادم أو المغادر من المطارات المصرية في 19 مارس الماضي في ضوء جهود الدولة لمواجهة فيروس كورونا المستجد ومنع تسلل الفيروس عبر المسافرين، وفي هذه الأثناء، كانت بعض الدول قد أعلنت عن وقف حركة الطيران وإغلاق المطارات لديها مما تسبب في وجود بعض العالقين الأجانب في مصر.
وكان من بين العالقين الأجانب في مصر ثلاثة إعلاميين أفارقة تواجدوا في مصر لحضور دورة تدريبية بمركز التدريب والدراسات الإعلامية التابع لوزارة الدولة للإعلام.
ومن بين الإعلاميين الأفارقة العالقين في مصر، معدة البرامج بالفضائية السودانية نازك محمد يوسف، والتي تحكي تجربتها وتقول "وصلنا إلى مصر في السابع من شهر مارس الماضي لحضور الدورة التدريبية المتقدمة التاسعة للإذاعيين الأفارقة الناطقين باللغة العربية التي كان من المقرر لها الاستمرار لمدة ثلاثة أسابيع تنتهي في السادس والعشرين من الشهر نفسه، ولكن توقفت الدورة في يوم السادس عشر من مارس مع بداية انتشار وباء كورونا الذي اجتاح العالم وارتباط انتقال عدوى المرض من خلال التجمعات البشرية، لذلك عمل المشرفين على الدورة على ترتيبات عودة المتدربين إلى بلدانهم في أسرع وقت حتى يتلافوا معضلة إغلاق المطارات".
وأضافت يوسف "الجهات المسئولة في مصر بذلت جهوداً جبارة كنا شهوداً عليها حتى نجحت في إعادة متدربي ثمان دول أفريقية إلى بلدانهم سالمين، بينما وقف تعليق الطيران عائقاً في عودة متدربي السودان والنيجر".
وتابعت "منذ ذلك الوقت تتحمل الحكومة المصرية متمثلة في وزارة الدولة للإعلام ووزارة الخارجية كافة نفقات الإقامة الخاصة بنا، ووجدنا كل الرعاية والاهتمام من القائمين على الدورة لدرجة أشعرتني بالخجل، هم في السودان يقولون مصر الشقيقة، وهذا ما لمسته فعلا منذ أن وطأت أقدامي أرض مصر من معاملة خاصة للسودانيين فهي فعلا مصر الشقيقة، وباهتمام الحكومة المصرية بنا نشعر أننا في بلدنا".
من جانبه، قال المخرج بالإذاعة القومية السودانية عبد العظيم محمد الطيب "هذه أول زيارة لي لمصر لحضور الدورة التدريبية التي تعدها وزارة الإعلام، وقد كان واضحاً دقة الترتيب والاستعداد لهذه الدورة منذ استقبالنا في مطار القاهرة بواسطة طاقم العلاقات العامة بمركز التدريب والدراسات الإعلامية حيث تم اصطحابنا إلى مقر إقامة الدارسين نحن وآخرون توافدوا من تسع دول أفريقية هي نيجيريا والنيجر وجزر القمر وسيراليون وغينيا كوناكري ومالي وتشاد وموريتانيا والجزائر، حيث بدأت الدورة بداية جيدة في مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري بمحاضرات قيمة شارك بها خبراء في المجال الإعلامي العربي، تخللها زيارات إلى الأكاديمية الوطنية للتدريب والمتحف المصري للآثار ومتحف التاريخ الإسلامي، كما أقيم حفل على شرف الدارسين على باخرة في النيل".
وأضاف المخرج بالإذاعة القومية السودانية "توقفت الدورة لظروف انتشار فيروس كورونا، واستطاع عدد من المشاركين بالدورة بمساعدة المشرفين على الدورة العودة إلى بلدانهم سالمين، ومنهم من تم احتجازه بالحجر الصحي بعد وصوله لدولته مباشرة كإجراء احترازي ومنهم من ظل عالقاً في مطارات دول أخرى حتى استطاع الوصول إلى دولته سالماً وكلهم على تواصل معنا بالقاهرة، بينما لم نتمكن نحن دارسي دولة السودان من العودة نظراً لغلق المطارات.
وقال الطيب "نحمد الله كثيراً أن فشلت سفريتنا حيث كان من المقرر أن نسافر إلى الخرطوم عبر إحدى الدول، ولكن لطف الله بنا فتم إلغاء السفرية وتقرر البقاء في مصر، هنا حتى عند شرب الماء تشعر بأنه يهديك السلام من السودان تشم فيه رائحة الأرض والأهل، الناس طيبون واللغة سهلة ومحبوبة وليست غريبة علينا فكثيراً ما نتحدث اللهجة المصرية في منازلنا".
وتابع "كنت أتمنى زيارة أماكن عديدة في مصر، قاتل الله الكورونا حرمتني من كل هذه المتعة والمعرفة، ولكن الحمد لله الذي أبقانا في مصر، ما يحدث للمصريين يحدث لنا ولم نشعر بأننا عالقين".
واختتم "نشكر ونقدر للشعب المصري المهذب وللقائمين على هذه الدورة والتي نتمنى أن تكتمل بعد تجاوز هذه الأزمة، كما ننقل لهم شكر أسرنا التي تتواصل معنا وننقل لهم مايفعلونه معنا من تقدير واحترام في مصر".
فيما قال الإعلامي بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون بالنيجر محمد عبد الوهاب محمد "استفدنا كثيراً من المحاضرات التي تلقيناها في مركز التدريب نظرياً وتطبيقياً واكتسبنا منها كثيراً من الخبرات خصوصاً فيما يخص تأثيرات الإعلام الجديد بسلبياته وإيجابياته على المجتمع ودور الإعلامي في المجتمع بصفة عامة".
وأضاف "عندما توقفت الدورة سافروا الزملاء إلا أنا والأخوة من السودان وبدأت مرحلة جديدة صعبة في بدايتها، متي سيكون السفر؟ وكيف؟ ولكن مع دعم الزملاء من مركز التدريب والدراسات الإعلامية الذين وقفوا معنا يومياً لمراقبة كل ما نحتاجه سواء من الناحية المادية أو وضعنا في الفندق مقر الإقامة، وكان التواصل يتم عن طريق الاتصال أو الزيارات لتفقد أحوالنا ولولا حظر التجول لكانوا معنا كل يوم".
وتابع عبد الوهاب "منذ بداية هذه الفترة بكل صراحة أنا شخصيا استفدت كثيرا كإعلامي كنت أهتم بمتابعة قرارات الحكومة المصرية لمكافحة أزمة كورونا وحشد جهود مختلف مؤسسات الدولة من الجيش والأطباء والإعلاميين وكل الشعب المصري ضد فيروس كورونا، كما تابعت مبادرات الرئيس عبد الفتاح السيسي لمواجهة هذه الجائحة".
وتابع "لا أجد كلمات تعبر عن مدى شكرنا للأخوة في مركز التدريب الذين واصلوا متابعة أحوالنا باهتمام، الشيء الذي أشعرنا بأننا لم نفارق بلداننا، الشعب المصري ودود للغاية حفظه الله وحفظ أفريقيا من هذا الوباء".