سيدة إيطالية تهرب من كورونا إلى القطب الشمالي: اخترت العزلة في الظلام الحالك - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 7:15 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سيدة إيطالية تهرب من كورونا إلى القطب الشمالي: اخترت العزلة في الظلام الحالك

ياسمين سعد
نشر في: الأحد 13 يونيو 2021 - 3:28 م | آخر تحديث: الأحد 13 يونيو 2021 - 3:28 م

مع انتشار جائحة وباء كورونا، أجبر العالم بأسره على العزلة، محاولين بكل الطرق التأقلم معها، ولكن بالنسبة للإيطالية "فالنتينا ميوزو" كان العزل بمثابة فرصة للبحث عن عزلتها الخاصة، حيث اختارت أن تعيش بإرادتها الحرة وحدها في الدائرة القطبية الشمالية.


قررت "فالنتينا" السفر إلى أقصى شمال النرويج، داخل الدائرة القطبية الشمالية، في ذروة جائحة الكورونا، تحديدا خلال شهري يناير وديسمبر، وفي هذا الوقت يسود الظلام في هذه المنطقة على مدار الساعة، ولا تشرق الشمس ولو لساعة واحدة فقط خلال النهار.

كانت تعمل "فالنتينا" كمرشدة سياحية ببلدها التي تقع في منطقة إيمليا برومانيا شمال إيطاليا، فكانت تقضي حوالي 6 أشهر كل عام خارج المنزل، تجوب جميع أنحاء إيطاليا مع السياح، بالإضافة لسفرها أيضا خارج إيطاليا، ولكن سرعان ما انقلبت حياتها رأسا على عقب بعد فرض العزل القسري، وتوقفت جميع الرحلات السياحية في معظم أنحاء العالم.

اتجهت "فالنتينا" في هذا الوقت للعمل على مدونتها الخاصة بالسفر، وتنفيذ بعض الحملات الدعائية للمدونة، ولكن بعدما تلقت إيطاليا ضربة قوية من فيروس كورونا خلال صيف العام الماضي، شعرت "فالنتينا" بالشلل بعدما توقفت الحركة تماما.

بعد إعلانها المستمر عن مدونتها، تلقت "فالنتينا" دعوة من موقع إنستجرام لقضاء بعض الوقت في مكان فريد من نوعه، بأقصى شمال النرويج، ووافقت على الفور قائلة، "لم أخف من البقاء وحدي في هذا المكان المنعزل، الذي لم أكن لأفكر في السفر إليه خلال حياتنا الطبيعية، ولكن إذا فرضت علينا العزلة، فأفضل قضاؤها في اكتشاف مكان جديد، فعملي هو السفر، وبما أنني فقدت عملي، فهذه هي الفرصة الوحيدة التي أمامي للخروج من إيطاليا، واكتشاف جزء من العالم لم أكن أعلم بوجوده من قبل"، هذا بحسب ما ذكر في موقع سي إن إن.

وصلت "فالنتينا" إلى وجهتها بعد شهرا واحدا فقط، ووجدت أن هذه المنطقة عدد سكانها 28 نسمة، وأقرب محل تجاري يبعد عن المنطقة 25 ميلا، أما أقرب مستشفى فتبعد عن المنطقة 200 ميل تقريبا.

عندما وصلت "فالنتينا" إلى المنطقة كان الجليد يغطي كل شيء، وأخبرها السكان بأن الذهاب إلى متجر البقالة في هذا الوقت من العام يعتبر مغامرة كبيرة، ولذلك يحاولون شراء كل شيء والجلوس في المنزل لأسبوع أو أسبوعين قبل اضطرارهم للخروج وشراء البقالة مرة أخرى، فالطريق إلى المتجر ساحلي متعرج، والجليد فيه حاد كالسكين.

أكدت "فالنتينا" أن جميع من حولها حذرها من السفر إلى هذه المنطقة القطبية المنعزلة، ولكنها أصرت على السفر، ولم يكن لديها أي توقعات بأن الحياة هناك ستكون سهلة، وبالرغم من ذلك فوجئت بأن الشمس لا تشرق في الليالي القطبية، فعاشت شهرين متتالين في الظلام الحالك.

قالت "فالنتينا" عن هذه التجربة، "لقد كانت تجربة ممتعة، بالعكس كان أسهل كثيرا من الشهرين المتتالين التي لم تغرب فيهما الشمس، فنومي كان متقطعا وصعبا، الجسد لا يعتاد على النوم والراحة في ضوء الشمس، ولكن بخلاف الظلام الدائم ثم النور الدائم، أسلوب الحياة في هذه المنطقة رائع".

وأضافت، "تعلمت من الطقس القاسي أشياء كثيرة، فعندما يكون الطقس عاديا تأخذ الطاقة ممن حولك، تخرج من المنزل وتفعل أشياء جديدة، ولكن عندما تكون منعزلا تماما بهذا الشكل، تضطر للحصول على الطاقة من نفسك، على سبيل المثال توقظ نفسك بمجهود كبير في الظلام الحالك لكي تستمر الحياة، هذا يتطلب قوة تعتاد عليها مع الأيام، وسعيدة لأن هذه التجربة جعلتني أقوى".

واستطردت، "العزلة جعلت من المنطقة مكانا آمن، فلا يوجد لدينا حالة إصابة واحدة بفيروس كورونا، ولم أضطر إلى ارتداء الكمامة لمدة 7 أشهر، كما توجد حيوانات لم أرها في مكان آخر، فحيوانات الرنة أجدها من حولي في مكان، بالإضافة للثعالب الحمراء والبرية، والحيتان والدلافين التي اعتدت على رؤيتها يوميا".

تستعد "فالنتينا" حاليا للمغادرة ولكنها تقول، "سأعود إلى هنا حتما، فأشعر أن الانعزال التام في هذه المنطقة جعلنا عائلة واحدة، كما أن عملي الذي يرتبط بالسفر في بلدي إيطاليا، يجعل الخيارات مفتوحة أمامي دائما".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك