المرأة في مصر القديمة.. خبراء لـ«الشروق»: المصري القديم احترمها ورفعها إلى مكانة سامية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:50 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المرأة في مصر القديمة.. خبراء لـ«الشروق»: المصري القديم احترمها ورفعها إلى مكانة سامية

دينا شعبان
نشر في: الأحد 13 يونيو 2021 - 12:01 م | آخر تحديث: الأحد 13 يونيو 2021 - 12:01 م

قال الدكتور حسين عبد البصير مدير آثار مكتبة الاسكندرية، إن المرأة فى مصر القديمة تمتعت بمكانة عالية وحظيت بحقوق كثيرة لم تحظ بها مثيلاتها في العالم القديم، بل في العصر الحديث إلا منذ فترة قريبة.

وذكر أن المرأة كانت مساوية للرجل ومشاركة له في الحياة، وملازمة له في العالم الآخر، مضيفا أنه لولا المرأة ما كانت مصر القديمة؛ لأنها كانت رمانة الميزان ومركز الدفع والتحفيز على العمل والإبداع وشحذ الهمم والطاقات لدى الرجال.

وأضاف عبد البصير لـ«الشـروق»، أن المرأة المصرية القديمة حكمت البلاد بانفراد؛ ما يدل على مدى تحرر مصر وانفتاحها والسماح للملكات بأن يعتلين العرش مثل الرجال، وكان إسهامها فى ذلك لا يقل عن إسهام الرجل.

وأكد أنها تميزت بالسبق والإبداع والتميز في مجالات عدة، وحملت العديد من الألقاب سواء في البيت أو القصر أو المعبد أو المجتمع، وشجع المجتمع على الزواج، ونصح الحكماء بالإقدام عليه مبكرا، لتكون المرأة سيدة في بيتها.

من جانبها قالت الدكتورة هند الشربيني مدير عام البحث العلمي بمنطقة آثار أبو رواش بوزارة الآثار، إن المرأة المصرية القديمة لم يقتصر دورها على المنزل فقط والعمل داخله بل وصلت إلى الحكم، مضيفة أن المرأة كان لها عدة أدوار سياسية، دبلوماسية، دينية، اقتصادية، واجتماعية، علاوة على تربعها على عرش الجمال فى مصر القديمة.

وأوضح أن الدور السياسي للمرأة خاصة في الوجه القبلي كان بارزًا، حيث شاركت في تسيير شئون البلاد السياسية والدبلوماسية، وعلى سبيل المثال والدة الملك رمسيس الثانى "تويا" وزوجته الأثيرة "نفرتارى" شاركتا في معاهدة السلام التى أبرمها الملك مع الحيثيين فى العام الرابع والثلاثين من عهده والتى تعتبر أقدم معاهدة صلح فى التاريخ.

وأضافت الشربيني لـ«الشـروق»، أنه قد تنوعت أدوار المرأة فى مجتمعها منذ بداية الحضارة المصرية، وحملت من الألقاب مثل لقب «نبت بر» أي «سيدة البيت»، ما يدل على عظم المكانة التي حظيت بها في بيت زوجها، فكانت تقوم بأعمال بيتها وتساعد زوجها في عمله بالحقل وأعمال الزراعة وعمل السلال والحصر وتربية الماشية والطيور وطحن الحبوب وتجهيز العجين وخبز الخبز والفطائر في الفرن وصناعة الجعة وورش النسيج. وكانت تعمل كمربية للأبناء والبنات فى بيوت كبار رجال الدولة، وكانت تعمل فى المعابد، وكان البعض منهن يجيد القراءة والكتابة والحساب.

وأوضحت" أنه كان منهم وصيات على عرش مصر مثل "أحمس نفرتارى" التى كانت وصية على ابنها إمنحتب الأول و"حتشبسوت" التى كانت وصية على ابن زوجها تحتمس الثالث كذلك هناك ملكتان اعتلتا عرش مصر كحكام هما "حتشبسوت" في الأسرة الثامنة عشرة و"تاوسرت" فى الأسرة التاسعة عشرة.

وفى سياق متصل، قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، إن المرأة في مصر القديمة تمتعت بمكانة سامية وحقوق فاقت ما تمتعت به النساء في الحضارات القديمة من حضارات العراق القديم وشبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وبلاد اليونان والرومان.

وأضاف ريحان لـ «الشـروق»، أن ملكات الدولة الحديثة حملن ألقابًا عديدة ذات طابع سياسى مثل "سيدة الأرضين" وهو اللقب المناظر للقب الملك "سيد الأرضين" فى إشارة إلى نفوذ الملك الممتد على مصر العليا والسفلى كما صورن أيضًا بهيئة أبو الهول الأنثوى الساحق لعدوات مصر وهى أيضًا الصورة الأنثوية لتصوير ملك مصر كأبو الهول الساحق لأعداء مصر.

وعن الدور الدينى للمرأة فى مصر القديمة، أكد أنه قد تم تقديس بعض الملكات مثل "أحمس نفرتارى" التي وضعت في صفوف المعبودات وظل تقديسها حتى العصر المتأخر كما وجدت بعض مظاهر تقديس لملكات منهن "أحمس مريت آمون"، "أحمس"، "مريت رع حتشبسوت"، "تى عا"، ""تى"، "نفرتيتى"، "نفرتارى" وهناك بعض أسماء لملكات الدولة الحديثة يحملن دلالات دينية تشير إلى ارتباط الملكة بمعبود معين مثل "موت نجمت"، "إيزيس"، "مريت آمون"، "مريت آتون" وغيرها كما نجد أسماء تشير إلى صفات مثل "نفرتارى وتعنى أجمل النساء"، "نبت تاوى وتعنى "سيدة الأرضين"، "نفرتيتى وتعنى الجميلة قادمة"، "تا- خعت تعنى "المشرقة".

وتابع أن المرأة فى مصر القديمة كانت لها ذمتها المالية المستقلة وتستطيع التصرف كيفما تشاء فى أملاكها ووجدت ممتلكات خاصة للملكات تنوعت بين قصور وضياع ومخازن للحبوب والغلال ومزارع تحوى قطعان ماشية، مضيفا أن المصرى القديم قدّس الحياة الزوجية وكانت المرأة تتلقى المهر من زوجها عند الزواج وكانت لها ذمتها المالية وممتلكاتها الخاصة كما كان من حقها الطلاق إذا ما فشلت الحياة الزوجية، وعندئذ فإنها تسترد مهرها كما تستحق تعويضًا من مطلقها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك