تعاقب عدة مدربين على الأهلي، وبقت مقولة لا تتغير "الفريق يبحث عن مهاجم سوبر"، سعيا لتحقيق الهدف الأكبر بالفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا الغائب عن خزائن النادي منذ ست سنوات.
صرفت إدارة الأهلي مبالغ ضخمة لضم عدة مهاجمين مثل جون أنطوي ومالك إيفونا ومروان محسن وصلاح محسن والإيفواري سليماني كوليبالي، إلا أن وليد أزارو يبقى حالة استثنائية بين هذه الأسماء.
انضم أزارو لصفوف الأهلي قادما من الدفاع الحسني الجديدي في صيف 2017 مقابل مليون و200 ألف دولار.
لم يختلف اثنان على تميز المهاجم المغربي بالقوة والسرعة والشراسة، لكن تبقى إضاعته للفرص السهلة محيرة للجميع، مما دفع جماهير الأهلي لمهاجمته بعد الخسارة أمام بيراميدز في دور الـ16 لكأس مصر.
تحول أزارو إلى لغز، فسره نجوم الكرة المصرية بإجابات عديدة خلال الاستوديوهات التحليلية، يستعرضها الشروق في هذا التقرير.
ميزة نادرة
قال عماد متعب "أزاو كان هدافا للدوري في أول موسم له مع الفريق، فهو محظوظ وغير محظوظ، محظوظ لأنه تتاح له عدة فرص سهلة، وغير محظوظ لأنه يهدرها، إنه يفعل كل شيء في الملعب، لكنه متهور ومتسرع وقراراته خاطئة في اللمسة الأخيرة".
وأضاف متعب "عندما يهدر المهاجم فرصا عديدة وتزداد الضغوط عليه، فإذا لم تكن شخصيته قوية سوف يتوتر، ويركز مع ما يقال عليه ويستعجل، وسيكون كل تفكيره إحراز الأهداف بأي شكل".
أما أحمد بلال، أشار "أزارو لاعب متحرك وسريع ومرهق لأي مدافع، ويتحرك بدون كرة بشكل جيد جدا، وينقصه اللمسة الأخيرة، إذا عمل على تطويرها، سيكون من أفضل مهاجمي إفريقيا".
وأشار بلال إلى "ميزة باتت نادرة"، يتمتع بها وليد أزارو، وهي قدرته على صناعة الفرصة لنفسه.
تذكروا زيدان وحسام غالي
وشدد أحمد حسن قائد منتخب مصر السابق وعميد لاعبي العالم على أهمية المهاجم المغربي بقوله "الأهلي كان بحاجة للاعب سريع وشرس مثل أزارو، فهو أسرع مهاجم لعب للفريق بعد خالد بيبو، ولكن ما يعيبه أنه يميل دائما للعب الكرة بلمسة مباشرة، مما يتسبب في إهداره للفرص".
بينما برر أحمد حسام ميدو مشكلة مهاجم الأهلي في "قلة الخبرة"، مشيرا إلى أن أزارو لاعب صغير السن وأمامه فرصة للتعلم.
ولفت "هناك تحامل شديد على أزارو، اللعب للأهلي والزمالك ليس مهمة سهلة، فالضغوط في الناديين كبيرة، كما أن أزارو أتى من بلد وثقافة ومختلفة وكان يلعب لناد صغير في المغرب".
وتابع ميدو "زين الدين زيدان عندما انضم إلى يوفنتوس لم يلعب بانتظام أول 6 أشهر، وكانت إدارة اليوفي على وشك الاستغناء عنه، وكذلك حسام غالي لم يشارك في بداية انتقاله إلى توتنهام، رغم أنه كان قادما من فينورد وليس الدوري المصري، لذا عامل الوقت مهم جدا في تأقلم اللاعب مع الأجواء الجديدة".
الأهلي سيندم
أما جمال عبد الحميد نجم الزمالك السابق وقائد منتخب مصر في مونديال 1990 سار في اتجاهين، بقوله "أزارو لاعب يتمناه أي مدرب في العالم، لأنه أكثر مهاجم يصل للمرمى، ومن الممكن أن يسجل هدفا بلمسة غير مقصودة (قلشة)".
واستدرك "لست مقتنعا به كلاعب، ولكنه يصل للمرمى بدون خوف، يهدر 10 فرصة ويواصل تهديد المرمى، هناك لاعبون مع ضياع أول فرصة ينتابهم الخوف والرعب، أزارو ليس لاعبا فذا ولكنه الأكثر جرأة في الوصول للمرمى، ولطالما تسبب في انتصارات الأهلي".
وحذر محمد كمونة لاعب الزمالك السابق الإدارة الحمراء بقوله "إذا فرط الأهلي في أزارو، سيندم، لأنه هداف، ويصل للمرمى كل دقيقة، وتسبب في انتصارات عديدة للأهلي، الاستغناء عنه مع ضم لاعب جديد سيستغرق وقتا للتأقلم والانسجام مع الفريق".
لعنة المال
أما الثنائي فاروق جعفر ووليد صلاح الدين، ذهبا إلى تفسير آخر لتراجع مستوى المهاجم المغربي، وهو "فقدان لاعب الأهلي للتركيز لانشغاله بالعروض المغرية التي تلقاها في الفترة الأخيرة من أحد الأندية الصينية مقابل 10 ملايين يورو".
وأكد وليد صلاح "كنت مؤيدا لفكرة بيع أزارو واستثمار مبلغه الضخم في ضم مهاجم جديد، مثلما فعلنا من قبل مع إيفونا، لأنه بعد تراجع مستوى أزارو، فإن سعره بالتالي سينخفض، ولكن عليه التركيز واستعادة مستواه مجددا".
من جانبه طرح أحمد عبد المنعم "كشري" علاجا لأزمة مهاجم الأهلي، موضحا "أزارو ليس موهوبا، ينقصه الإحساس بالمرمى، إنها موهبة فطرية".
وأشار "وليد يحتاج للعمل مع مدرب حراس المرمى في التدريبات، لابد أن يشعر بتمركز حارس مرمى المنافس، وقتها سيسجل أهدافا عديدة، وسيصبح من أفضل مهاجمي إفريقيا".