فاز حزب المحافظين البريطاني الذي يقوده بوريس جونسون بأغلبية مطلقة في الانتخابات التشريعية، التي أجريت أمس الخميس، فمع إعلان نتائج -لـ 642 من أصل 650 مقعدًا- الانتخابات العامة المبكرة، التي نشرت صباح اليوم الجمعة، حصل حزب المحافظين على 358 مقعدا، بينما حصل حزب العمال على 203 مقعدا.

وبعد ما آلت إليه الانتخابات التي أجريت أمس، وعودة بوريس جونسون بغالبية ساحقة بعد الانتخابات المبكرة، نطرح أمامكم السيناريوهات التي من المحتمل أن يسلكها جونسون لحل أزمة "بريكست".

بعد الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات المبكرة، فخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من المتوقع أن يتم لا محاله، خاصة بعدما أكد بوريس جونسون، اليوم الجمعة، إن بلاده ستغادر الاتحاد الأوروبي في 31 يناير المقبل، إذ قال رئيس الوزراء لأنصاره المحتفلين: "سننجز البريكست في الوقت المحدد بحلول 31 يناير بدون أعذار أو تحفظات أو احتمالات"، وفقا لفضائية «سي إن بي سي» الأمريكية.

-الخروج باتفاق
إذا تمكن بوريس جونسون من التوصل لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، يتضمن حقوق المواطنون الأوروبيون المقيمون فى بريطانيا، والبريطانيين المقيمين فى دول الاتحاد الأوروبى، بالإضافة للمبلغ الذى ينبغى على بريطانيا دفعه للاتحاد الأوروبى، والذى يقدر بحوالى 39 مليار جنيه استرلينى، فضلا عن الضمانات الخاصة بالحدود بين الجمهورية الأيرلندية ومقاطعة أيرلندا الشمالية البريطانية، فسيكون بإمكانه الخروج بـ «اتفاق».

ويعد هذا الخيار قريب للتطبيق، في ظل الاستعدادات التي أبداها الاتحاد الأوروبي للتفاوض بشأن العلاقة المستقبلية مع بريطانيا، إذ أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الذي يمثّل الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد، اليوم الجمعة، أن "الاتحاد الأوروبي مستعدّ للمرحلة القادمة، وسيتفاوض بشأن اتفاق تجاري يتيح التوصل إلى قواعد منصفة"، وفقا لوكالة الأنباء «فرانس برس» الفرنسية.

-الخروج دون اتفاق
ولكن بالرغم من إعلان الاتحاد الأوروبي استعداده للتفاوض، إلا أنه هناك العديد من القضايا والأزمات التي من شأنها أن تعوق التوصل لاتفاق بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي، على رأسها الاتفاق حول الحدود بين الجمهورية الأيرلندية ومقاطعة أيرلندا الشمالية، الذي كان سببا رئيسيا في رفض اتفاق رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي -الذي وافقت عليه أوروبا- ثلاث مرات، وتسبب في النهاية باستقالتها.
فلآيرلندا حدود برية مع آيرلندا الشمالية، يريد الطرفان إبقاءها مفتوحة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لأسبابهم الاقتصادية وللحفاظ على عملية السلام، التي وضعت حداً لعقود من أعمال العنف بين القوميين الآيرلنديين الكاثوليك والموالين لبريطانيا من البروتستانت، وفقا لـ«فرانس 24».
لذلك، في حال عدم توصل جونسون لـ «اتفاق» بشأن خروج المملكة المتحدة، مع الاتحاد الأوروبي، في ظل وجود العديد من المعضلات والمعوقات، فمن المتوقع أن ينفذ جونسون تهديداته المتكررة بالخروج من الاتحاد وتنفيذ بريكست «دون اتفاق».

-الخروج ليس سهلا
وبالرغم من اقتراب جونسون من تنفيذ «بريكست»، فقد أكدت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، أن رئيس الوزراء البريطاني سيُدرك بعد انتهاء الاحتفالات أنه يواجه مشاكل كبيرة، وأن حلمه هو إخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي ليس سهلاً، بل بعيد كل البعد عن التنفيذ في الفترة المُحددة، فاتفاق جونسون ليس سوى المرحلة الأولى من قضية قد تمتد لسنوات، لاسيما وأنه لم يضع اطارًا لعلاقة بلاده المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي، أو الآثار طويلة الأجل المترتبة على الانفصال عن الكتلة الأوروبية.