كيف أضحت! (2).. ممفيس أقدم عواصم التاريخ التي طالتها يد الإهمال - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 11:51 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف أضحت! (2).. ممفيس أقدم عواصم التاريخ التي طالتها يد الإهمال

منال الوراقي:
نشر في: الأربعاء 14 أبريل 2021 - 4:08 م | آخر تحديث: الأربعاء 14 أبريل 2021 - 4:08 م

بين الكتب والروايات إلى الأفلام، ترددت مدن وأماكن تاريخية عديدة على مسامعنا وأعيننا، حتى علقت بأذهاننا ونُسجت بخيالنا، بعدما جسدها الكتاب والمؤلفون في أعمالهم، لكننا أصبحنا لا نعلم عنها شيئا، في الوقت الحالي، حتى كثرت التساؤلات عن أحوال هذه المدن التاريخية الشهيرة، كيف أضحت وأين باتت تقع؟

بعض هذه المدن تبدلت أحوالها وأضحت أخرى مختلفة، بزمانها ومكانها وساكنيها، فمنها التي تحولت لمدينة جديدة بمواصفات وملامح غير التي رُسمت في أذهاننا، لتجعل البعض منا يتفاجئ بهيئتها وشكلها الحالي، ومنها التي أصبح لا أثر ولا وجود لها على الخريطة، ما قد يدفع البعض للاعتقاد بأنها كانت مجرد أماكن أسطورية أو نسج خيال.

لكن، ما اتفقت عليه تلك المدن البارزة أن لكل منها قصة وراءها، ترصدها لكم "الشروق"، في شهر رمضان الكريم وعلى مدار أيامه، من خلال الحلقات اليومية لسلسة "كيف أضحت!"، لتأخذكم معها في رحلة إلى المكان والزمان والعصور المختلفة، وتسرد لكم القصص التاريخية الشيقة وراء المدن والأماكن الشهيرة التي علقت بأذهاننا وتخبركم كيف أضحت تلك المدن حاليا.

إذا قرأت بعض الكتب التاريخية ودرست مادة التاريخ بالمدارس، بالتأكيد قد علمت عن عاصمة مصر الأولى ممفيس، المعروف أيضا باسم "منف"، التي كانت العاصمة القديمة لأول مملكة في مصر السفلى، وعاصمة مصر في عصر المملكة القديمة، منذ تأسيسها وإلى سنة 2200 قبل الميلاد.

عاصمة مصر الأولى ونبتة التوحيد

كانت ممفيس تعتبر أول وأعظم عواصم مصر القديمة، سطرت كتب التاريخ عنها العديد من القصص والمعلومات، إذ ارتبطت نشأتها بتوحيد القطين وإقامة الدولة الفرعونية القديمة، عن طريق توحيد دلتا النيل بالصعيد.

ويعود تاريخ إنشاء مدينة منف، التي ‬يرجع أصل اسمها بالهيروغليفية إلى "من نفر" أي النصب الجميل أو ‬المدينة ذات الجدار الأبيض، وحرفه الإغريق فصار "‬ممفيس"، إلى ما قبل الميلاد بحوالي خمسة آلاف عام، عندما كانت مصر عبارة عن مملكتين مملكة الشمال وعاصمتها هليوبوليس وهي عين شمس حاليا ومملكة الجنوب وعاصمتها مدينة طيبة وهي الأقصر حاليا، قبل أن يقوم الملك مينا أو نارمر بتوحيد القطرين الشمالي والجنوبي، ويعلن إقامة المملكة المصرية ويتخذ من مدينة منف أول عاصمة لمصر ويقيم بها أول حكومة مركزية عرفت في تاريخ البشرية.

ومنذ توحيد القطرين، ظلت "منف" العاصمة في عصر الدولة القديمة وبل واستمرت العاصمة الإدارية والعسكرية في وقت الدولة الفرعونية الحديثة، فكانت تضم أروع المباني وأجمل أشكال العمارة والفنون المصرية بدون منازع لها في مصر القديمة.

العاصمة الأقدم في التاريخ بالبدرشين

والعاصمة، التي كانت تتخذ من الإله بتاح معبودا لها، كانت تمتد ويتوسع سكانها على شط النيل الغربي حتى مشارف الجيزة، وعلى الشط الشرقي حتى قرب منطقة حي مصر القديمة حاليا، حينما استمرت عاصمة لمصر منذ عصر الأسرة الأولى وحتى الثامنة.

واليوم، وعلى بعد حوالي عشرين كيلومترا جنوب العاصمة وتحديدا في محافظة الجيزة أصبحت مدينة منف، عاصمة مصر القديمة، والتي تعتبر من أعظم عواصمها، حاليا قرية "ميت رهينة" الريفية بمنطقة البدرشين بالجيزة.

ومع مرور الزمن طالت العاصمة المصرية أو القرية الواقعة بالجيزة أشكالا عديدة للإهمال، فتعرضت للتعديات البشرية والبيئية، التي أدت إلى تدمير بعض آثارها أو إخفائها، وتأثرت بعوامل كثيرة أدّت إلى فقدانها رونقها، باعتبارها جزءا من التاريخ المصري القديم، حتى اتجهت مصر لإنقاذها في فترة الثمانينات، فانطلق مشروع المسح الأثري لمدينة منف، والخطة الكاملة لدراسة وتسجيل ورسم وتوثيق ما بها من آثار.

محاولات تطوير وإعادة للخريطة

ورغم مساعي الدولة إلى إعادة إحياء مدينة منف مرة أخرى، إلا أن مشروع تطوير المدينة الأثرية، التي تضم آثارا عديدة ومتنوعة، والمُدرجة بقائمة التراث العالمي لليونسكو، لم يبدأ فعليا سوى قبل ست سنوات، وتحديدا في عام 2015، لتعلن وزارة الآثار انتهائه مؤخرا.

واليوم، ما زالت الدولة مستمرة في محاولات إحياء المنطقة، إذ تسعى الحكومة المصرية لاستعادة رونق المدينة التاريخية، ووضعها على خريطة السياحة، عبر مشروع تطوير يتضمن تحديد مسارات الزيارة لمنطقة المعابد، وإقامة سوق سياحية لبيع الهدايا التذكارية، ومركز للزوار يحكي تاريخ العاصمة القديمة لمصر، بحسب ما نشره الموقع الرسمي للرئاسة المصرية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك