بالصور.. كيف تابعت الصحف المصرية يوميات انتهاء الحرب العالمية الأولى؟ - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:03 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بالصور.. كيف تابعت الصحف المصرية يوميات انتهاء الحرب العالمية الأولى؟

حسام شورى 
نشر في: الأربعاء 14 نوفمبر 2018 - 4:55 م | آخر تحديث: الإثنين 19 نوفمبر 2018 - 1:02 م
تمر هذه الأيام الذكرى الـ100 على نهاية الحرب العالمية الأولى، والتي شهدت معارك طاحنة خلفت ضحايا قدروا بملايين البشر، خلال المعارك التي دارت رحاها بين عامي 1914 و1918، بين معسكرين ضما أغلب دول العالم.
ضم المعسكر الأول كلا من انجلترا وفرنسا وروسيا فيما ما يعرف بدول الحلفاء، ثم انضمت إليه فيما بعد كل من بلجيكا وإيطاليا، وضم المعسكر الثاني كلا من ألمانيا والنمسا فيما يعرف بدول المحور، وسارعت ألمانيا بضم الدولة العثمانية إذ وجدت فيها خير حليف للوقوف أمام باقي الدول الأوروبية. 

في صباح يوم 11 نوفمبر 1918 تم توقيع الهدنة التي أنهت الحرب، وبناء على بنود الهدنة دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في تمام الساعة الحادية عشرة صباحا من نفس ذلك اليوم.
وفي إطار إحياء ذكرى "الحرب العظمى"؛ توجهت "الشروق" إلى دار الكتب والوثائق القومية للوقوف على كيفية معالجة الصحف المصرية لأحداث تلك الفترة الخطيرة في تاريخ العالم أجمع، وكيف ألقت بظلالها على منطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال مطالعة ثلاث صحف كان لهم الانتشار الواسع في تلك الفترة هم: "الأهرام، الأخبار، والمقطم"؛ حيث تابعوا عقد الهدنة وهزيمة دول المركز لصالح دول الوفاق. 

وقف إطلاق النار

تحت عنوان "انتهاء الحرب في العالم" خرجت الصفحة الرئيسية لجريدة الأهرام في 12 نوفمبر 1918 لإعلان خبر انتهاء الحرب، و"امضاء الهدنة بين الحلفاء وألمانيا"، وفي نفس الصفحة كانت العناوين: "ألمانيا وشروط الهدنة، تركيا وشروط الهدنة، مندوب بريطانيا العظمي في الأستانة، إيطاليا والهدنة مع النمسا".
وفي اليوم ذاته جعلت جريدة الأخبار من خبر تنازل الإمبراطور فيلهلم الثاني عن عرش ألمانيا، "مانشيت" لصفحتها الأولى وناقشت انتهاء الحرب بعد 4 سنوات من "الهلاك" بهزيمة دول المحور وسقوط الإمبراطورية الألمانية، الروسية، النمساوية والمجرية، وقالت في متن الخبر: "ولكن الناظر في ما تأتينا به النشرات العمومية والخصوصية في هذه الأيام يتخيل أنه سينماتوغراف، إلا تكاد عينه تلمح حادثة حتى تباغتها الحادثة الأخرى، فإن الحوادث التي نراها اليوم هي نتيجة أربع سنوات...ليس مما يستهان به أن تنقسم الامبراطوريات القديمة إلى جمهوريات متعددة، وتتساقط التيجان من على رؤوس الملوك الواحد تلو الآخر". 

فتغطية جريدة المقطم، والتي كان يصنفها الرأي العام المصري آنذاك بأنها صحيفة موالية للإنجليز، في عدد 13 نوفمبر 1918 ركزت على الساعات الآخيرة قبل عقد الهدنة، وتحت عنوان "كيف وقف القتال" شرحت الجريدة أنه "نفخت أبواق توقف إطلاق النار في جميع ساحات الحرب في الساعة الحادية عشرة صباح يوم الحادي عشر من شهر نوفمبر". 

ألمانيا بعد الهزيمة 
وفي عدد 14 نوفمبر 1918 عرضت "المقطم" اعتراض وزير الخارجية الألماني على بعض شروط الهدنة؛ حيث أرسل تلغرافا لاسلكيا إلى وزير خارجية الأمريكي روبرت لانسينج قال فيه "إن شروط الهدنة الخاصة بتسليم النقل وتموين الجيش، مع بقاء الحصر البحري قد تجعل من مسألة تموين ألمانيا معقدة جدا وتقضي بتجويع الملايين من الرجال والنساء" وأضاف "الأمة الألمانية كاملة تنظر إلى الدكتور ولسن (قاصدا رئيس أمريكا وودرو ويلسون) وتطلب منه تخفيف هذه الشروط القاسية". 
وفي الصفحة الأولى لـ"المقطم" يوم 20 نوفمبر 1918، عكست الجريدة ما وصلت إليه ألمانيا بعد هزيمتها في خبر بعنوان "الألمان والطعام" والذي جاء فيه أنه "لا يزال القاضون على الحكم في ألمانيا يطلبون من أميركا أن تتولى تموين بلادهم، ولكن حكومة الولايات المتحدة أجابتهم قائلة إنها لا تفعل شيئا من غير موافقة الحلفاء ومعاونتهم"، وعرضت في خبر آخر تأكيد المستر هوفر، مدير التموين في أمريكا بأنه "لاخوف من المجاعة في ألمانيا". 
ورصدت الجريدة سوء أوضاع الجنود الألمان بعد الهزيمة وأنهم أصبحوا يبيعون مقتنياتهم بالمزاد العلني! 
وفي 21 نوفمبر 1918 نقل مراسل جريدة الأهرام من لندن خبر "عودة الأسرى البريطانين" من المعسكرات الألمانية، "والتي كانوا يعاملون فيها أقسى معاملة" و"يستحيل وصف حالة البؤس والشقاء التي عليها الأسرى الذين لا ذنب لهم إلا أنهم بريطانيون، فقد كانت كلمات السباب، والرفس والضرب بمؤخرات البنادق تصيبهم كل يوم" وأضافت "الأهرام" أن الأسرى كانوا يتساقطون من الجوع، ومُنعوا من دخول المستشفيات، وأن الجنود الألمان كانوا يتندرون ويضحكون عليهم.

احتفالات المنتصرين
في 13 نوفمبر 1918 قالت "المقطم" إن "الملك وملكة بريطانيا ركبا مركبة وطافا في شوارع لندن وليس معهما من الحرس سوى اثنين من رجال البوليس، وخطب الملك في جمهور اجتمع أمام القصر الملكي، ولفتت الجريدة إلى أنه "ألغيت الأوامر الخاصة بالإنارة وأطلقت الأنوار في الجو، وأن المطاعم والتياترات ستفتح إلى آخر الليل، وقد كفت الحكومة عن طلب المجندين"

وتحت عنوان "حفلات النصر" رصدت جريدة "المقطم" في عدد 20 نوفمبر 1918، مظاهر احتفال الحلفاء بانتصارهم من خلال "الرايات البريطانية التي خفقت على جرس الكنيسة الكبرى، وأوضحت الجريدة أنه "اُخذت هذه الرايات من البواخر التي اغرقتها الغواصات الألمانية وعثرعليها بين منهوبات جمعها الألمان، ثم اضطروا إلى تركها وراءهم عند خروجهم".
كما ركزت الجريدة على خبر"مكافأة أبطال الحرب" بعدما منحت الحكومة البريطانية وسام فيكتوريا، أرفع الأوسمة الملكية في بريطانيا، إلى 15 "بطلا"، وجاءت في خلفية الخبر بأن المملكة المتحدة منحت 522 وساما منه منذ إندلاع الحرب في 1914، وكان لافتا للنظر إشارة الجريدة إلى أنه "بلغ نصيب المشاة من هذه النياشين 288" وأن "لا يدخل في هذا الحساب المشاة من جنود المستعمرات البريطانية"!


المنطقة العربية 
في عدد 13 نوفمبر 1918 أفردت جريدة الأخبار خبرًا عن مأساة أهالي لبنان الذين عانوا من ويلات الحرب الجوع والشقاء بعنوان "الحالة في بيروت ولبنان" تناول التقرير خطابا من صاحب مكتبة لأحد العائلات الكبرى في لبنان يقول فيه لصديق له: "لقد تم نهب جميع أرزاقنا ونحن في حالة يرثى لها تستدعي عطفكم علينا..الأموات كثيرون والأحياء قليلون، ولا أقدر أن أعدد لك أسماء من ماتوا..تكرموا إعلامي هل عندكم ملابس جاهزة، وهل هي رخيصة، فإننا أصبحنا عراة أشبه بأبونا آدم عندما طرد من الفردوس". 

وتحت عنوان "إنكلترا والشعوب العثمانية" عرضت جريدة الأهرام في 21 نوفمبر 1918مطالبة اللورد روبرت سل في مجلس العموم البريطاني، الدولة العثمانية أن تمنح "الحرية التامة" للشعوب التي تحكمها.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك