70 سنة على النكبة : أول أغنية عربية بعد ميلاد إسرائيل.. «فجرد حُسامك من غمده» (فيديو) - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 10:48 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

70 سنة على النكبة : أول أغنية عربية بعد ميلاد إسرائيل.. «فجرد حُسامك من غمده» (فيديو)

بوابة الشروق
نشر في: الثلاثاء 15 مايو 2018 - 5:48 م | آخر تحديث: الثلاثاء 15 مايو 2018 - 5:48 م

ولدت في القرن العشرين مئات الأغاني والأناشيد وآلاف القصائد بألسنة عربية مختلفة، تثمّن مقام فلسطين في قلوب وعقول الأمة العربية، مرسخة المفردات التقليدية للقضية الفلسطينية في الضمير العربي، بل والإنساني، فخلدت الأناشيد منذ أربعينيات القرن الماضي القدس وحق العودة وكفاح الشعب الفلسطيني وحتمية النضال العربي لاستعادة الأراضي المحتلة.

لزهرة المدائن غنت فيروز من كلمات وألحان عاصي ومنصور رحباني "لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي" و"القدس العتيقة".. ولأمل العودة غنت "سنرجع يوماً".. وللشعب الفلسطيني غنى عبدالحليم حافظ من كلمات عبدالرحمن الأبنودي وألحان بليغ حمدي "ابنك يا قدس زي المسيح لازم يعود على أرضها".. ودقت أم كلثوم طبول الحرب مغنية من كلمات نزار قباني وألحان محمد عبدالوهاب "أصبح عندي الآن بندقية.. إلى فلسطين خذوني معكم".. انتهاءً بالأغاني الأحدث كأوبريت "الحلم العربي" لمجموعة النجوم.

لكن الريادة للموسيقى المتمحورة حول القضية الفلسطينية كانت لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب بأنشودته الشهيرة "فلسطين" التي نظمها الشاعر الرقيق العروبي علي محمود طه في مثل أيامنا هذه منذ 70 عاماً، وتحديداً بعد أسبوعين من إعلان إنشاء دولة إسرائيل واندلاع حرب فلسطين.


نشيد "فلسطين" ولد في ظروف سياسية قاسية وجديدة من نوعها على المصريين في ذلك الوقت.

إسرائيل أصبحت بمثابة الأمر الواقع واعترفت بها القوى الكبرى، والعرب وجدوا أنفسهم في مأزق بين الإمكانيات المحدودة عسكرياً والقيادات المختلفة سياسياً والأحلام الكبرى بإبادة إسرائيل بعد أيام فقط من إنشائها.

لم يكن بيد مهندس معماري، هاو لقرض الشعر، هو علي محمود طه (46 عاماً آنذاك) إلاّ أن يكتب محمساً الشباب للانخراط والتطوع للحرب في فلسطين:

أخي جاوز الظالمون المدى .. فحق الجهاد وحق الفدا
أنتركهم يغصبون العروبة .. مجد الأبوة والسؤددا
وليسوا بغير صليل السيوف .. يجيبون صوتاً لنا أو صدى
فجرد حسامك من غمده .. فليس له بعد أن يُغمدا

كان علي محمود طه قد سبق له التعامل مع عبدالوهاب قبل 9 سنوات في القصيدة العاطفية الرومانسية "الجندول".. مما سهّل إنتاج النشيد الحماسي الأول لحرب فلسطين، والذي تم توزيعه على جميع الإذاعات العربية آنذاك، ليحمس الشعوب والجيوش.

سجل عبدالوهاب النشيد لأول مرة في 11 يونيو 1948، وهو نفس تاريخ صدور قرار مجلس الأمن بتطبيق الهدنة الأولى بين الجيوش المتحاربة في فلسطين.

وبعد إذاعة النشيد تنوعت ردود الفعل.. بعض النقاد اعتبروا أن أداء عبدالوهاب ليس حماسياً ولا يناسب الكلمات أو اللحن.. واعتبر البعض الآخر أن أداءه كان مثالياً ومعبراً عن رسائل الشاعر.. خاصة بتفاعل صوته مع تلون اللحن بين الحث على القتال ثم الفخر بالتقدم العسكري في الأيام الأولى للحرب:

أخي أقبل الشرق في أمة .. ترد الضلال وتحيي الهدى
صبرنا على غدرهم قادرين .. وكنا لهم قدراً مرصداً
طلعنا عليهم طلوع المنون .. فطاروا هباءً وصاروا سدى

كما اعترض بعض رجال الدين الإسلامي على بيت تضمنه التسجيل الأول للنشيد هو:

يسوع الشهيد على أرضها .. يعانق في جيشه أحمدا

وذلك رغم ما في البيت من استعارة بليغة من العقيدة المسيحية تأكيداً على الوحدة الوطنية للجيوش العربية.

ورغم النجاح الساحق للنشيد، إلاّ أن الاعتراضات دفعت عبدالوهاب لتسجيله مرة ثانية بعد عدة أشهر بنبرة صوت أعلى وتوزيع مختلف قليلاً وبدون بيت "يسوع"، منتجاً نسخة مدتها 12 دقيقة، أقل دقيقتين تقريباً من مدة النسخة الأولى.

وتوفي الشاعر علي محمود طه، مؤلف القصيدة، في نوفمبر 1949 بعد شهور قليلة من هزيمة العرب في فلسطين وانسحابهم.

ومازال النشيد حياً بصور عدة، فالموسيقى الخاصة به مازالت النشيد المميز لفعاليات الجامعة العربية، ومازال يُدرس في مناهج اللغة العربية بمصر وبعض الدول للتعليم الأساسي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك