لوى فاشون رئيس المجلس العالمى للمياه لـ«الشروق»:مستعدون للوساطة بين مصر ودول حوض النيل - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 6:19 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لوى فاشون رئيس المجلس العالمى للمياه لـ«الشروق»:مستعدون للوساطة بين مصر ودول حوض النيل

حوار ــ آية أمان:
نشر في: الإثنين 15 أكتوبر 2018 - 11:38 م | آخر تحديث: الإثنين 15 أكتوبر 2018 - 11:38 م

مسئوليتنا تأمين وجود المياه ثم تأمين الاستخدامات.. ونحتاج إلى مصادر جديدة وتقليل الاستهلاك
منطقة البحر المتوسط ستشهد مزيدا من الأمطار وقليلا من الندرة المائية.. ونتمنى استدامة أسبوع القاهرة

 

استبعد رئيس المجلس العالمى للمياه، لوى فاشون توقعات مراكز أبحاث دولية باندلاع حرب مقبلة على المياه، مع أزمة ندرتها، مؤكدا أن الأمر لا يتعدى نزاعات وتوترات بين الدول تنتهى جميعها بالحوار، موضحا أن المجلس تدخل لتسهيل الحوار بين مصر ودول حوض النيل بشأن أزمة المياه، مع استعداده للوساطة فى الأمر حال رغبة الأطراف المشتركة.


وأكد فاشون، فى حواره مع «الشروق»، أن المسئولية الأكبر الآن تتمثل فى تأمين وجود المياه، ومن ثم تأمين الاستخدامات، مع الحاجة لتوفير مصادر جديدة، وفى الوقت نفسه تقليل معدلات الاستهلاك، متهما قادة دول العالم بكثرة الحديث عن أزمات المناخ والقضايا المرتبطة بالمياه دون أى تحرك يذكر.


ورحب رئيس المجلس بإقامة أول أسبوع عالمى للمياه فى القاهرة، موضحا أنه كان من أبرز الداعمين للفعالية، خاصة مع خبرات مصر الكبيرة فى ملف إدارة المياه.


وإلى نص الحوار:


> كيف ترى دعوة المجلس العالمى للمياه لوضع ملف الأمن المائى على رأس الأجندة السياسية الدولية؟
ــ نحن نتحرك خطوة بخطوة، وأحيانا أعتقد أننا نتحرك ببطء شديد، المجلس يحاول العمل والربط بين المجتمعات والمنظمات العاملة فى مجال المياه كما لو كانت عائلة واحدة، وأرى أن التحرك الآن يجب أن يركز على الأمن المائى، فلا يمكن التشارك فى المياه إذا لم تكن متاحة.
السياسة الآن تركز على تأمين وجود المياه، ومن ثم تأمين الاستخدامات، هناك حاجة لتوفير مصادر جديدة وفى الوقت نفسه تقليل معدلات الاستهلاك، وبشكل عام أرى أن هذه الجهود ليست كافية حتى الآن لترويجها كسياسات تقوم بها الدول.

> ذلك يعنى أن الأمن المائى القضية الأكثر ضغطا وحساسية فى التعاون مع الدول؟
ــ نعم مع أغلبها، ونحن لدينا برامج للأمن المائى حتى مع الدول الأكثر تقدما مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا.

> كيف يمكن أن يساعد المجلس الأعلى للمياه مصر فى مواجهة مشاكل الأمن المائى؟
ــ هناك برامج داخلية، وهناك برامج أخرى للتمويل، لكن المجلس ليس جهة للحكم على ما تقوم به كل دولة وتقييم سياساتها، لكنه متاح دائما لتقديم خبراته، بالإضافة إلى تلقى والاستفادة من تجارب الدول الأخرى، فمثلا مصر لديها تجارب مهمة فى الرى المطور والعديد من الدول الإفريقية لديها التطلع للاستفادة من تجربتها.


> هل لديكم أى تصورات بشأن الأزمة الحالية بين مصر ودول حوض النيل؟
ــ تحدثنا مع وزير المياه ورئيس الوزراء فى مصر لإمكانية الربط والتواصل بين دول حوض النيل، حيث كنت فى إثيوبيا، وأنا سعيد بتقدم الحوار حتى إن كانت هناك بعض الخلافات، إلا أن القضية الأهم هى استمرار الحوار من أجل حل القضايا الجدلية.
وخلال حديثى مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولى أطلعنى على حلول ومبادرات للرئيس عبدالفتاح السيسى، من أجل حل الخلافات مع دول حوض النيل، وهذه خطوات إيجابية للغاية.
كانت لنا تجارب من قبل فى تدعيم الحوار بين سوريا والعراق وتركيا منذ 10 سنوات، ونحن لدينا الخبرات لتسهيل الحوار الدبلوماسى الفعال فى حل النزاع حول قضايا الأنهار الدولية المشتركة.

> هل عرضتم العمل كوسيط بين مصر ودول حوض النيل؟
ــ إذا دعتنا الأطراف المشتركة يمكن أن نكون وسطاء، لكن فى هذه اللحظة نحن مجرد مسهل لعملية الحوار.

> كيف تقرأ توقعات بعض الباحثين فى مراكز الأبحاث الدولية بأن العالم قد يكون مقبلا على حرب المياه؟
ــ لا أعتقد ذلك، قد يكون هناك نزاع وتوتر بين بعض الدول، لكن الحوار دائما الطريقة الأمثل لإيجاد حلول، فمصر قامت باجراءات على الصعيد الداخلى لترشيد استخدامات المياه، حيث كانت الزراعة تستهلك كميات كبيرة، وأرحب بحديث وزير الرى المصرى محمد عبدالعاطى، بشأن إجراءات الحكومة لتغيير الاستخدامات من أجل الترشيد، ليس فقط فى الزراعة، لكن فى القطاعات الباقية، الجميع يمكنه أن يساهم بجزء فى ترشيد استهلاكه للمياه والطاقة أيضا.

> كيف تقييم دبلوماسية المياه فى حوض النيل؟
ــ لا يمكننى أن أقول المزيد حول هذا الأمر، نحن نتحاور مع دول حوض النيل ليس فقط دول النيل الشرقى، وعرضنا ما يمكن أن نقدمه من مساعدات وتسهيلات، ولا يمكن الإفصاح عن المزيد، لأن هذه القضايا ما تزال تحت النقاش.

> ملف التغيرات المناخية كان حاضرا فى آخر قمة للأمم المتحدة.. كيف ترى الاهتمام والالتزام الدولى بقضايا المناخ خاصة المرتبطة بالمياه؟
ــ لا أعتقد أن الاهتمام الآن بالقدر الكافى، منذ آخر 20 عاما كان هناك برنامج واضح لمواجهة التغيرات المناخية فى العالم، هناك العديد من الإعلانات والنوايا، لكن هناك العديد من الأخطاء رغم الجهود، فإذا نظرنا فى الصندوق فى بعض الأحيان نجده فارغا، نحن بحاجة إلى مزيد من التحرك وقليل من الخطب.
هناك العديد من التقييمات المختلفة بشأن التغيرات المناخية ونحن لا نعلم بالتحديد ما الذى سيحدث، لا يمكن على سبيل المثال التنبؤ بوضع المناخ فى مصر خلال عشر سنوات، إلا أن هناك معادلات رياضية تتوقع أن سوء الأوضاع فيما يتعلق بدرجات الحرارة لكن ليس فى جميع أنحاء العالم، فمن المتوقع أن تشهد منطقة البحر المتوسط مزيدا من الأمطار وقليلا من الندرة المائية.
لكننى أرى أن الملف الأهم والحيوى اليوم هو الوضع السكانى والديموجرافى، وليس التغيرات المناخية، يجب أن تركز دولة مثل مصر على كيفية التعامل مع هذا الوضع، خاصة فى المدن ذات الكثافة العالية، بالتركيز على آلية التوزيع الجيد، ومحاولة وقف الزحف على المدن، الذى يخلق ضغطا على موارد المياه والطاقة.
أحاول أن أقنع زملائى أنه لا ينبغى التفكير فقط فى محور المياه والطاقة والغذاء، لكن أيضا يجب تضمين الصحة والتعليم.

> ماذا عن عضوية مصر فى مجلس المياه العالمى؟
ــ بالتأكيد مصر عضو هام فى المجلس منذ بداية إنشائه، بل أنها كانت من الدول المؤسسة للمجلس تحت قيادة محمود أبو زيد، وهناك 17 منظمة مصرية تحت عضوية المجلس، وخلال الانتخابات المقبلة يمكن تمثيل إحدى هذه المنظمات فى مجلس المحافظين.

> هناك معلومات أن مصر تقدمت بطلب لاستضافة منتدى المياه العالمى، هل هناك أى ردود على ذلك؟
ــ لا نعلم حتى الآن، فهذه العملية قد تأخذ من 6 إلى 9 أشهر للتقيم، لكن ربما تكون مصر مرشحة لاستضافته.

> كيف ترى تنظيم مصر أول أسبوع للمياه فى القاهرة؟
كنت مندهشا أن مصر لم تنظم مثل هذا الحدث من قبل، لذلك كنا فى المجلس العالمى للمياه أول الداعمين الدوليين لتنظيمه فى القاهرة، ونتمنى أن يكون مفيدا ومستداما.

ــماذا تتوقع أن تكون نتائج هذا الأسبوع؟
لا يمكن أن تكون هناك نتائج محددة من مؤتمر واحد، لكننا نتحرك خطوة بخطوة، اليوم هناك وفود من دول إفريقية يجتمعون للنقاش بشكل يكفل الترويج بأن تكون ندرة المياه على رأس الأولويات، وأن تكون هناك ضغوط على السياسيين وصانعى القرار والقوى السياسية، خاصة أن معظم الدول الإفريقية لا تضع المياه على رأس أولوياتها، رغم المعاناة من الأمن المائى.
الخبرة المصرية فى التعامل مع قضايا إدارة المياه ونقل الخبرات معروفة، لكن لا يمكن التوقع أنه بانتهاء فاعليات الأسبوع ستكون هناك قرارات أو نتائج واضحة وملموسة، هذا ليس هدف الفاعلية، لكن فقط تجميع المختصين وفتح مجالات للحوار.

ــوكيف ترى جدل قادة الدول الكبرى حول ملف المناخ، هل لديهم التزام حقيقى بمواجهة المخاطر المحتملة؟
بالتأكيد لا يوجد التزام، إذا نظرنا إلى سياسات الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، هم لديهم خطب لكن دون أفعال، كما أنهم لا يساعدون السكان للقيام بما يمكن القيام به، فدونالد ترامب فى أمريكا سلبى تماما تجاه قضايا المناخ، لكن الجانب الإيجابى أن هناك العديد من العمد والمحافظيين فى أغلب المدن الرئيسية فى الولايات المتحدة لديهم مواقف مغايرة لموقفه، وهو ما يمكن أن يؤدى إلى تغير فى السياسات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك