الحلقة الرابعة| الشيخ محمد صديق المنشاوي «الصوت الباكي» حبيب الفقراء - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 8:55 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحلقة الرابعة| الشيخ محمد صديق المنشاوي «الصوت الباكي» حبيب الفقراء

عبدالله قدري
نشر في: الجمعة 16 أبريل 2021 - 11:55 ص | آخر تحديث: الجمعة 16 أبريل 2021 - 12:01 م
كان الشيخ محمد صديق المنشاوي يسير على خطى الهادي، فكان خُلُقُه القرآن، وكانت غايته وهدفه هو القرآن.

ورث الشيخ محمد عن والده التقوى والحفاظ على الدين وقراءة القرآن وحب الفقراء. ومما يروى عن ذلك أنه حينما كان عائداً من إحدى حفلاته، جاء مجلسه بالقرب من نساء، فسمع إحداهن تقول إن الله رزقها بولد بعد سنوات عجاف، ولولا الفقر لأقامت احتفال كبير تدعو فيه الشيخ محمد صديق المنشاوي.

على استحياءٍ، تدخل المنشاوي في الحوار، ولم تكن السيدة تعرفه، فسألها عن مسكنها فأخبرته أنه بقرية المنشأة بسوهاج مسقط رأسه، وقال لها إنه سيرتب الموعد الذي يناسبها مع الشيخ المنشاوي، ولم يكتف بذلك، بل أعطى السيدة أموالاً لتجهيز ما يلزم لتلك الليلة، وبالفعل كان الشيخ المنشاوي في الموعد وأحيا الحفلة، يقول أحمد عمار في كتابٍ له عن توثيق حياة الشيخ المنشاوي.


على هذا الدرب سار المنشاوي، أحب القرآن وعمل به، وكان دائماً لا يرد دعوة لقراءة القرآن، كان يؤمن بأن هذا الصوت الباكي الخاشع الذي وهبه الله إياه ليس ملكه، وإنما ملك الناس، ولذلك لم يدخر جهداً أو مالاً للتصدق بما وهبه الله له، ومن مآثر الشيخ المنشاوي في ذلك أنه كان يقرأ في مأتم أحد أعيان قنا، وفي آخر الليل دس شقيق المتوفي بمبلغ في "جيب" الشيخ، وانصرف دون أن يلقي نظرة على المبلغ، ولكنه حين وصل إلى منزله اكتشف أن الذي دسه الرجل في جيبه مليم واحد فقط، وكان الشيخ يتقاضى في وقتها جنيها عن كل ليلة.

قبل أن يفكر في الذي حدث جاءه الرجل صاحب الليلة معتذرًا عما حدث من خطأ، فقد كان في جيب الرجل جنيه ذهبي ومليم وكان ينوي إعطاءه للشيخ، فأخطأ وأعطاه المليم، ولكن الشيخ المنشاوي رفض أن يتقاضى شيئا فوق المليم، وتلا قول الله تعالي: "قل لن يصيبنا إِلا ما كتب الله لنا".




ولد الشيخ المنشاوي من أسرة عريقة عاشقة للقرآن الكريم، فأبوه الشيخ صديق المنشاوي وجده تايب المنشاوي وجد والده جميعهم قرّاء للقرآن وفي أسرته الكثير ممن يحفظون القرآن ويجيدون تلاوته منهم شقيقه محمود صديق المنشاوي.

وكان للمنشاوي بصمة خاصة عن سائر القراء، فهو أحد الأعلام البارزين في قراءة القرآن، فلقب بـ"الصوت الباكي"، وظل اسمه يتردد في الأرجاء، فقرأ القرآن في المسجد الأقصى والكويت وسوريا وليبيا.

تلى القرآن أيضاً في المساجد الرئيسية في العالم الإسلامي كالمسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة والمسجد الأقصى في القدس، وزار عددا من الدول الإسلامية كالعراق واندونيسيا وسوريا والكويت وليبيا وفلسطين والمملكة العربية السعودية.

وحسب الموقع الرسمي للمنشاوي، فقد حصل الشيخ على وسام الاستحقاق من الرئيس الإندونيسي أحمد سوكارنو في عام 1955، وقد قوبل بحفاوة بالغة من قبل الرئيس والشعب الإندونيسي، وعن هذه الزيارة يقول المنشاوي حسب ما نشره موقعه الرسمي "لم أر استقبالاً لأهل القرآن أعظم من استقبال الشعب الإندونيسي الذي يعشق القرآن بل ويستمع إليه في إنصات شديد ويظل هذا الشعب واقفاً يبكي طوال قراءة القرآن مما أبكاني من هذا الإجلال الحقيقي من الشعب الإندونيسي المسلم وتبجيله لكتاب الله".

وفي عام 1966، أصيب بمرض دوالي المريء ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى رحل عن الدنيا يوم 20 يونيو 1969، بعد 49 عاما قضاها مع القرآن الكريم.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك