أصل كلمة العبريين.. وعلاقة اليهود بنبى الله إبراهيم - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 7:16 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أصل كلمة العبريين.. وعلاقة اليهود بنبى الله إبراهيم

 سامح سامى:
نشر في: الخميس 16 مايو 2019 - 10:18 ص | آخر تحديث: الخميس 16 مايو 2019 - 10:18 ص

مازلنا مع عرضنا لرسالة الشيخ الكبير الراحل محمد سيد طنطاوى فى رسالته للدكتوراه عام 1969، لتتبع تاريخ بنى إسرائيل وأحوالهم منذ هجرتهم إلى مصر، وشرح منهاج القرآن فى دعوة أهل الكتاب.

وقراءة رسالة الشيخ طنطاوى الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الصادرة عن دار «الشروق» تحت عنوان «بنو إسرائيل فى القرآن والسنة» فى طبعة حديثة، تؤكد أن التاريخ اليهودى تاريخ شاق، صعب إمساكه والاهتداء إلى حقيقته، ولكننا سنحاول هنا تقديم خلاصة ما كتبه الشيخ طنطاوى فى دراسته.

ولكى يفك الشيخ طنطاوى الخلط بين المصطلحات والمسميات حاول أن يبين سبب تسمية اليهود بالعبريين؟. فقال:«إن أشهر أسماء بنى إسرائيل: العبريون، والإسرائيليون، ويهود أو اليهود، وقد اختلفت الآراء فى سبب تسميتهم العبريين أو العبرانيين. فقيل: إنهم سموا بالعبريين نسبة إلى «إبراهيم» نفسه، فقد ذُكِرَ فى سفر التكوين باسم «إبرام أو إبراهام العبراني» لأنه عبر نهر الفرات وأنهارا أخرى. وقيل: إنهم سموا بالعبريين نسبة إلى «عِبْر» وهو الجد الخامس لإبراهيم ـ عليه السلام.

وخالف الدكتور «إسرائيل ولفنسون» الرأيين السابقين، وأبدى رأيا ثالثا فى سبب هذه التسمية، فقال: «إن كلمة عبرى ترجع إلى الموطن الأصلى لبنى إسرائيل، وذلك أنهم كانوا فى الأصل من الأمم البدوية الصحراوية التى لا تستقر فى مكان، بل ترحل من بقعة إلى أخرى بإبلها وماشيتها للبحث عن الماء والمرعى، وكلمة عبرى فى الأصل مشتقة من الفعل الثلاثى عبر بمعنى: قطع مرحلة من الطريق، أو عبر الوادى أو النهر من عِبرِهِ إلى عِبرِهِ أو عبر السبيل: شقها، وكل هذه المعانى موجودة فى هذا الفعل سواء فى العربية أو العبرية، وهى فى مجملها تدل على التحول والتنقل، الذى هو من أخص ما يتصف به سكان الصحراء، وأهل البادية، فكلمة عبرى مثل كلمة بدوى، أى: ساكن الصحراء أو البادية، وقد كان الكنعانيون والمصريون والفلسطينيون يسمون بنى إسرائيل: بالعبريين، لعلاقتهم بالصحراء، وليميزوهم عن أهل العمران، ولما استوطن بنو إسرائيل أرض كنعان وعرفوا المدنية والاستقرار صاروا ينفرون من كلمة عبرى التى كانت تذكرهم بحياتهم الأولى حياة البداوة والخشونة، وأصبحوا يؤثرون أن يُعرفوا ببنى إسرائيل فقط».

ومن كلام الدكتور «ولفنسون» نستخلص، حسب دراسة الشيخ طنطاوى: «أنه يرى أن تسمية بنى إسرائيل بالعبريين ليس سببها حادثة بعينها، أو شخصا بعينه، وإنما سببها معيشتهم فى الصحراء، وعبورهم للرعى، والبحث عن وسائل العيش من مكان إلى آخر».

هذا وقد نشرت إحدى المجلات بحثا للأب إسحاق ساكا عنوانه: «معنى التسميات للشعوب السامية الثلاثة الكبرى». رجح فيه الرأى الأول فقال: «وقد رجح العلماء الثقات ـ ومنهم العالمان السريانيان «ابن الصليبي» المتوفى سنة 1171م، و«ابن العبري» المتوفى سنة 1286م، الرأى الأول، وهو: أن التسمية ناتجة عن عبور إبراهيم ـ عليه السلام ـ نهر الفرات، وأيد ابن العيرى قوله بالترجمة اليونانية «أكوبلا» التى تترجم «العبراني» بـ«المجتاز» أو العابر، وقد أخذ بهذا الرأى ـ أيضا ـ الدكتور ليفن فقال: «إنه مشتق من فعل معناه عبور النهر»، وفى هذا إشارة إلى عبور إبراهيم نهر الفرات، وفى هذه الحالة يمكن أن تترجم الكلمة إلى «مهاجر» وهذه قد تظهر طريقة الكنعانيين فى التحدث عن «إبراهيم». ومما يؤكد هذا الرأى ـ أيضا ـ ما جاء فى «سفر يشوع»: «هكذا قال الرب إله إسرائيل فى عَبْر النهر سكن آباؤكم منذ الدهر، تارح أبو إبراهيم وأبو ناحور، وعبدوا آلهة أخرى، فأخذت أباكم إبراهيم من عبر النهر، وسيرته فى جميع أرض كنعان».

وأما الرأى الثانى فالأخذ به صعب، أولا: لأن بين «إبراهيم» ـ الذى كان أول من وصف بهذه التسمية ـ وبين عابر أو عبر مدة ستة أجيال متوالية، فلو شاء إبراهيم أن ينسب إلى أحد أجداده لكان من البدهى أن يعزى إلى سام أشهر أجداده.
ثانيا: لو كانت النسبة إلى عابر فَلِم لم ترد فى الكتاب طيلة ستمائة سنة؟ ولمَ لم يُسَمَّ بها «إبراهيم» قبل عبوره نهر الفرات وهو بعد فى أرضه وعشيرته؟ وما الحكمة فى نسبته إلى عابر دون غيره؟ ولِمَ لم ينوه كاتب التوراة بذلك؟ هذا كله يحملنا على استبعاد هذا الرأى من الأذهان.

أما الرأى الثالث: وهو رأى الدكتور «ولفنسون» ـ فلا يُركن إليه، لأنه لو كانت التسمية متأتية من الهجرة والتنقل لكانت معظم الأمم السامية نعتت بها.

وختم الشيخ طنطاوى هذه النقطة بقوله: «هذه بعض الآراء التى تعرضت لسبب تسمية بنى إسرائيل بالعبريين أو العبرانيين، ويبدو لنا أن أرجحها هو الرأى الأول، لأنه كما قال الأب «إسحاق ساكا» هو رأى معظم العلماء وفحولهم. ننتقل بعد ذلك إلى بيان سبب تسميتهم بالإسرائيليين، أو بنى إسرائيل فنقول: سموا بذلك نسبة إلى أبيهم «إسرائيل»، وهو «يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم» ـ عليهم الصلاة والسلام ـ وإسرائيل كلمة عبرانية مركبة من «إسرا» بمعنى: عبد أو صفوة، ومن «إيل» وهو الله، فيكون معنى الكلمة: عبدالله، أو صفوة الله.
أما سبب تسميتهم بيهود، حسب الدراسة، فقيل إنهم سموا بذلك حين تابوا عن عبادة العجل وقالوا إنا هدنا إليك أى تبنا إليك، أو لأنهم يتهودون أى يتحركون عند قراءة التوراة، وقيل إنهم سموا يهودا نسبة إلى يهوذا الابن الرابع ليعقوب عليه السلام.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك