«لننمي المستقبل معا» شعار اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف لعام 2019 - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 11:09 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«لننمي المستقبل معا» شعار اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف لعام 2019

أ ش أ
نشر في: الأحد 16 يونيو 2019 - 11:43 ص | آخر تحديث: الأحد 16 يونيو 2019 - 11:43 ص

يحيي العالم غدا الاثنين، الذكرى الخامسة والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر والذي يصادف الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف لعام 2019 تحت شعار "لننمي المستقبل معا"، حيث يسلط الضوء على التقدم الذي أحرزته البلدان فيما يتصل بالإدارة المستدامة للأراضي.

ويؤدي التصحر إلى بور 120 ألف كيلومتر مربع من الأراضي في العالم كل عام، أي ما يعادل نصف مساحة المملكة المتحدة، وتنتشر ظاهرة تدهور الأراضي هذه في المناطق الجافة التي تمتد على 40% من مساحة الكرة الأرضية ويقطنها مليارا نسمة.

ويمثل التصحر كارثة تتواصل بصمت وتؤدي إلى عواقب وخيمة على الطبيعة والنساء والرجال الذين يعيشون في المناطق المتضررة منه، أي تدمير نظم إيكولوجية كاملة، وتسريع وتيرة تغير المناخ، وإعاقة التنمية، وارتفاع معدلات الفقر في البلدان المعرضة بيئتها للخطر.

وأشارت أمانة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إلى احتمال هجرة 135 مليون شخص في العالم بحلول عام 2030 بسبب تدهور أراضيهم . وتتركز القضايا الرئيسية لحملة هذا العام فيما يلي:
* الأراضي والجفاف: أنه بحلول عام 2035 سيعاني 1.8 مليار فرد من ندرة المياه ، وسيعيش ثلثا سكان العالم في ظروف الإجهاد المائي. وهناك كذلك الخطر الطبيعي والمعقد والبطيئ الذي ترافقه آثار بيئية واقتصادية واجتماعية كبيرة يمكن أن تتسبب في مزيد من الوفيات وتشريد أناس أكثر عددا من أي كارثة طبيعية أخرى.
* الأرض والأمن البشري: بحلول عام 2045، سينزح زهاء 135 مليون فرد بسبب التصحر، ولتحقيق حياد أثر تدهور الأراضي، سواء عن طريق إصلاح الأراض المتدهورة بالفعل، أو توسيع نطاق الإدارة المستدامة للأراضي وتسريع مبادرات الاستعادة هو السبيل لتحقيق أكبر قدر من المرونة والأمن للجميع.
* الأرض والمناخ: إن استعادة تربة النظم الإيكولوجية المتدهورة ستمكن من تخزين ما يصل إلى 3 مليارات طن من الكربون سنويا، ويمثل قطاع استخدام الأراض زهاء 25 % من إجمالي الانبعاثات، وبالتالي فإن إعادة تأهيل ذلك القطاع وإدارته إدارة مستدامة هو أمر بالغ الأهمية لمكافحة تغير المناخ.
وكانت الجمعية العامة قد اعتمدت القرار 115/49 في ديسمبر 1994، باعتبار يوم 17 يونيو للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف ، لأن التصحر والجفاف من المشاكل ذات البعد العالمي حيث إنهما يؤثران على جميع مناطق العالم، وأن العمل المشترك من جانب المجتمع الدولي ضروري لمكافحة التصحر والجفاف، وبخاصة في أفريقيا.

والغرض من هذا اليوم العالمي هو تعزيز الوعي العام بتدهور الأراضي وجذب الانتباه إلى تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، ولتحقيق أقصى قدر من التأثير، تدعو أمانة اتفاقية مكافحة التصحر جميع الدول ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة إلى لفت الانتباه إلى قضايا الأراضي وتثقيف الجمهور بشأن الأساليب الفعالة لتحقيق حياد تدهور الأراضي من خلال الأفلام الوثائقية وتنظيم المؤتمرات واجتماعات المائدة المستديرة والحلقات الدراسية والمعارض المتعلقة بالتعاون الدولي لمكافحة التصحر وآثار الجفاف.

وقد اختير يوم 17 يونيو، حيث يمثل التاريخ الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة اتفاقية مكافحة التصحر، وهو الاتفاق الدولي الوحيد الملزم قانوناً الذي يربط البيئة والتنمية بالإدارة المستدامة للأراضي، ويتناول على وجه التحديد المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة، المعروفة باسم الأراضي الجافة، حيث يوجد بعض النظم الإيكولوجية والشعوب الأكثر ضعفاً، ويعمل الأطراف في الاتفاقية وعددهم 195 طرفاً من أجل تحسين الظروف المعيشية للناس في الأراضي الجافة، والحفاظ على إنتاجية الأراضي والتربة واستعادتها، والتخفيف من آثار الجفاف.

واتفاقية مكافحة التصحر ملتزمة بشكل خاص بنهج من القاعدة إلى القمة، وتشجع مشاركة السكان المحليين في مكافحة التصحر وتدهور الأراضي، وتيسر الأمانة التعاون بين البلدان المتقدمة النمو والبلدان النامية، ولا سيما حول المعرفة ونقل التكنولوجيا من أجل الإدارة المستدامة للأراضي.

وبما أن ديناميات الأرض والمناخ والتنوع البيولوجي ترتبط ارتباطاً وثيقاً، فإن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر تتعاون تعاوناً وثيقاً مع اتفاقيتي ريو الأخريين، واتفاقية التنوع البيولوجي، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، لمواجهة هذه التحديات المعقدة بنهج متكامل واستخدام الموارد الطبيعية على أفضل وجه ممكن.

والتصحر ظاهرة تصنف بين أكبر التحديات البيئية في عصرنا ولكن معظم الناس لم يسمعوا عنه أو لا يفهمونه. وعلى الرغم من أن التصحر يمكن أن يشمل تعدي الكثبان الرملية على الأرض، إلا أنه لا يشير إلى تقدم الصحاري. وبدلاً من ذلك، فإن السبب في تقدم الصحاري هو التدهور المستمر للنظم الإيكولوجية للأراضي الجافة بسبب الأنشطة البشريةبما في ذلك الزراعة غير المستدامة، والتعدين، والرعي الجائر، وقطع الأراضي بوضوح وتغير المناخ.

والتصحر يحدث عندما يتم إزالة الشجرة والغطاء النباتي الذي يربط التربة. ويحدث ذلك عندما يتم تجريد الأشجار والشجيرات من الحطب والأخشاب أو لتطهير الأرض للزراعة؛ تأكل الحيوانات الأعشاب و التربة السطحية مع حوافرهم ؛ الزراعة المكثفة حيث تستنزف العناصر الغذائية في التربة ، ويؤدي تعرية الرياح والماء إلى تفاقم الضرر حيث تُحمل التربة السطحية ويترك وراءها مزيجاً من العقم والرمل. هذا هو مزيج من هذه العوامل التي تحول الأراضي المتدهورة إلى الصحراء.

وتشير تقارير برنامج الأمم المتحدة للبيئة لعام 2018، أن التصحر يعتبر قضية عالمية لها آثار خطيرة على حياة البشر واقتصادهم، إذ يهدد التصحر سبل عيش أكثر من مليار شخص يقيمون في 100 بلد ، كما أنه يؤثر على رفاهية الأشخاص وعلى الوظيفتين الأساسيتين للأرض، وهما إنتاج المواد الغذائية الأولية وإعادة تدوير المغذيات، والتصحر هو النتيجة الحتمية لتأثير تدهور الأراضي على المناطق القاحلة، أما الجفاف فيتعلق بتوافر المياه أو ندرتها.

ووفقاً لسيناريو تغير المناخ، سيعيش، في عام 2030، ما يقارب من نصف سكان العالم في مناطق تعاني من ندرة المياه بصورة كبيرة.

وتشير الأرقام الصادرة عن المنظمات الدولية بوضوح إلى المخاطر التي يحتمل أن يواجهها كوكب الأرض مستقبلاً، إذ تضم الأراضي الجافة 50% من الثروة الحيوانية عالمياً، وتمثل 44% من الأراضي الصالحة للزراعة وتضم 46% من احتياطي الكربون العالمي.

وقد نبهت الدراسات الدولية إلى ضرورة زيادة إنتاج الغذاء العالمي بنسبة 70% بحلول عام 2050، وقالت إن الدول ذات الأراضي الجافة ستكون أكثر عرضة للأزمات الغذائية في المستقبل، ما لم يتم التدخل المبكر لمعالجة الجفاف والتصحر بالإجراءات والخطوات العملية المطلوبة قبل فوات الأوان.

وتشير البيانات الصادرة عن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في البلدان التي تعاني من الجفاف الشديد أو التصحر، إلى أن هذه الظاهرة تفاقمت بشكل كبير، حيث طال التصحر اليوم 168 دولة، في حين كانت في التسعينات 110 دول فقط، بينما يقدر عدد الأشخاص الذين يعانون من العواقب بشكل مباشر، بنحو 850 مليون شخص.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك