بعد وفاة المنتج التونسى نجيب عياد.. الشروق تعيد نشر حوار له عن السينما التونسية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 8:25 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد وفاة المنتج التونسى نجيب عياد.. الشروق تعيد نشر حوار له عن السينما التونسية

وليد أبو السعود
نشر في: الجمعة 16 أغسطس 2019 - 5:52 م | آخر تحديث: السبت 17 أغسطس 2019 - 8:06 م

• السينما التونسية تواجه مأزقًا خطيرًا فى الإنتاج والتسويق
• قانون دور العرض وضع قبل 60 سنة.. ولا يشجع على الاستثمار فى إنشاء دور عرض
• لدينا ممثلون كبار ولا نعرف دراما النجم.. ونعتمد على الميزانيات المحدودة فى الإنتاج

 

توفي اليوم الجمعة المنتج السينمائي التونسي نجيب عياد مدير مهرجان أيام قرطاج السينمائية عن سن 66 عاما. وأفاد متحدث إعلامي بوزارة الثقافة لوكالة الأنباء التونسية بأن عياد توفي اثر تعرضه لسكتة قلبية.

الشروق سبق وأجرت حوارًا مع المنتج الراحل عام 2015، وفي ليلة وفاته نعيد النشر مرة أخرى.

وفيما يلي نص الحوار..

• كيف تقدم للقارئ صناعة السينما والدراما التونسية؟

ــ للأسف نحن حاليا فى وضع أصعب بكثير عما كنا عليه منذ عدة سنوات من حيث كم الانتاج، حيث كان التليفزيون الوطنى ينتج اربعة اعمال لشهر رمضان وحده كما هو معتاد فى الوطن العربى.
أما اليوم وبعد الثورة، فقد تراجع عدد المسلسلات المنتجة، ولم يعد هناك إنتاج إلا لقناتين أو ثلاث، أى أنه فى أفضل الأحوال ثلاثة مسلسلات فى العام، وهو ما يشكل أزمة لجميع عناصر الصناعة بتونس.

• ماذا عن ميزانية المسلسلات التونسية؟

ــ مسلسل «ناعورة الهواء» مثلاً تكلفته 3 ملايين دينار تونسى، أى ما يُعادل مليوناً ونصف مليون دولار، فنحن نقدم مسلسلات قليلة التكلفة ذات جودة عالية.

• هل تذهب معظم الميزانية لاجور النجوم كما يحدث بمصر؟

ــ لا فنحن ولحسن الحظ لا يوجد لدينا نجوم، لدينا ممثلون كبار، وأنا أتعامل معهم كممثلين كبار ومحترفين، لكن لا يوجد لدينا نجوم بالمعنى المتعارف عليه فى مصر، والنجم عادة هو المخرج، ولذا لا توجد لدينا حرب الأسعار والأرقام الخيالية، وإن كانت أجور الممثلين زادت بالطبع فى الفترة الأخيرة.

• وماذا عن التسويق بالنسبة للأعمال التونسية؟

ــ لا يوجد لدينا تسويق وهذه هى الأزمة الكبرى التى نواجهها خصوصا مع تفكير بعض القنوات فى احتكار مسلسلاتها، نحن فقط نوزع للجزائر والمغرب وقنواتنا مفتوحة على النايل سات وليبيا، وقبل الأحداث بسوريا كانت القنوات السورية تبث كل انتاجنا، لكن الآن توقف هذا.

• أدرت مهرجان سوسة للأفلام لفترة طويلة وهو شىء غير معتاد.. فلماذا يصبح المنتج رئيسا لمهرجان؟

ــ أنا منتج غريب بعض الشىء، دخلت إلى السينما من نوادى السينما وكراسات النقد السينمائى، وكنت رئيس نوادى السينما بالجامعة التونسية وصنعنا مهرجان سوسة مع بعض أصدقائى، ولكن بعد الثورة تغير كل شىء، حيث انسحبت من المهرجان منذ عام 2009، كى أترك للشباب فرصة تحمل المسئولية، وهو عادى بالنسبة لى، فالكل يصب فى نفس الخانة، وأنا حتى فى الأعمال التى أنتجها أصنف نفسى منتج فنان، وأعمل على السيناريو مع السيناريست، واختار المخرج، وأساهم فى اختيار فريق العمل.
بالطبع النقود ضرورية، لكن الأهم لدىّ هى القيمة الفنية، وإن كان الوضع الحالى يشير إلى وجود أربعة أو خمسة منتجين، والبقية مخرجون ينتجون أفلامهم فقط.
ويضيف: ما يزيد صعوبة الأمر أنه لدينا فقط 12 قاعة، بعد أن كنا نمتلك فى عام 56 ما يقرب من 112 قاعة.

• وما الذى أدى إلى هذا الانخفاض الرهيب؟

ــ المحيط القانونى للقاعات غير كافٍ، والناس أصبحت تخسر نتيجة القرصنة الإلكترونية، والفيلم يُباع بدينارين على الرصيف، والقانون الخاص بدور العرض خلق جزءا كبيرا من المشكلة، ما أدى إلى خوف المستثمرين من الاستثمار فى هذا المجال، نتيجة لوجود قانون عمره 60، يمنع تغييير نشاط دار العرض، وهو ما أدى إلى إحجام كثيرين عن دخول المجال.

• لكن مثل هذا القانون يبدو أن المقصود منه حماية دور العرض؟

ــ عندما أقروه فى الستينيات كان للحماية، لكن الآن، وفى عام 2015، أصبح يؤدى إلى خوف المستثمرين ما أدى إلى إغلاق القاعات، ونحن نحلم بوجود قاعات متعددة الشاشات أو سينما المولات التى نفتقدها فى تونس، فالقانون التونسى يعطى الحق فى إنشاء السينما، لكن لو اتيحت الفرصة لبيع المحمصات مثلا، يتم التعامل معها كمشروع تجارى، فأنت تشترى الأرض بسعر تجارى، بينما لا يحق لك تغيير النشاط لو لم تنجح فى تحقيق إيرادات كافية لدار العرض، وهو من أهم أسباب قلة دور العرض.
السبب الثانى تمركزها فى شارع الحبيب بورقيبة، ونحن قمنا عام 2009 وحتى عام 2010 وعلى مدى 18 شهراً، بوضع تصور لخطة تطوير السينما، ولكن توقفت الخطة مع الثورة، وللعلم كنا فى وقت ما من رواد السينما على المستوى العربى، وكانت معاملنا التونسية تأتى لها الأفلام المصرية فى السبعينيات والثمانينيات، وهو ما يشكل خسارة كبيرة لنا كسينمائيين، وفى 2011 تم إنشاء المركز الوطنى للسينما والصورة، ووضع له قانون تقدمى جيد، ونحاول حاليا تطوير النصوص طبقا لمتطلبات العصر.

• ماذا عن خطواتك المستقبلية إنتاجيًا؟

ــ أصور حاليا الجزء الثانى من مسلسلى «ناعورة الهواء»، وبعده مباشرة لدى فيلم مع مخرج تونسى هو عادل البكرى، وهو إنتاج تونسى ــ إيطالى، وسنصوره فى الخريف المقبل، ولدى فيلمان وثائقيان طويلان، ومستقبلاً لدىّ فيلمان طويلان بين 2016 و2107، أحدهما مع شوقى الماجرى بعد فيلمنا «مملكة النمل».
وهذا العام تنبهت القنوات الخاصة إلى أهمية الإنتاج فأصبح لدينا 4 مسلسلات هذا العام لرمضان، بالإضافة لـ7 سيت كوم، وهو ما يدفعنى إلى التفاؤل بالمستقبل.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك