لم تكن تعلم الفتاة "ف. ع."، صاحبة الـ27 عامًا، أنها ستقتل غدرًا من ابن عمها، الذي تربت معه في بيت العائلة بقرية كوم جابر التابعة لمركز أبو تشت شمالي محافظة قنا، بسبب هوايتها الفنية ورغبتها في التمثيل بالأفلام السينمائية.
ضحية العادات والتقاليد في الصعيد لم تنجح في حياتها الزوجية، إذ أنها مطلقة، فأرادت أن تعوض ما خسرته في حياة الأسرة المستقلة بتنمية موهبتها الفنية، وسافرت مرات عدة إلى القاهرة، وحضرت ورشا للتمثيل والفن، إلا أنها لم يكن في حسبانها أن خرقها لمثل هذه العادات والتقاليد التي يقدسها أهل الصعيد ستودي بحياتها.
عادت الفتاة ذات مرة من القاهرة منتشية بتحقيق جزء من حلمها الفني، "أنا هامثل في فيلم دور خدامة"، وذاع صيت هذا الخبر بين أهل القرية ما بين معارض للفكرة ولائم عليها.
همّ ابن عمها المزارع "ع. م." 28 عامًا، الذي أخذته الحمّاسة لتأديبها على ما اقترفت وأشاعت في القرية أنها حصلت على دور صغير ستؤديه في أحد الأفلام قريبا.
توجه المتهم مسرعًا إلى منزل عمه المتوفي، وسأل زوجة عمه "بنتك فين؟ رايحة تمثل في مصر وتجيب لنا العار"، وظهرت الممثلة الشابة أمامه، ولم تتوقع أنها آخر لحظات حياتها، وحدثت مشادة بينهما، أصرت فيها على استكمال مشوارها الفني وتنمية موهبتها، وقالت إن والدها متوفٍ ولن تسمح لأحد أن يخطط لها مستقبلها أو ينهيها عما تفعل.
زاد ابن العم غضبًا على ما فعلته الفتاة، وإصرارها على ذلك، فضلا عن طريقتها معه في الكلام، فاستل سكينًا من المطبخ سريعًا، وطعنها أمام والدتها، حتى فارقت الحياة.
وتلقى اللواء مجدي القاضي مدير أمن قنا، إخطارًا بالعثور على جثة الفتاة وبها آثار طعنات سكين بمنزلها، وأن ابن عمها وراء ارتكاب الواقعة وتم القبض عليه.
وبينت التحريات الأمنية أن الشاب ارتكب الجريمة بدافع "الغيرة" وتمسكه بالعادات والتقاليد، إذ يعتبر أهل القرية أن مجال التمثيل يخالف الأعراف المجتمعية في الصعيد، وتم تحرير محضر بالواقعة، وإيداع الجثة مشرحة مستشفى أبو تشت، وتولت النيابة التحقيقات.