في ألمانيا.. منزل يأوي 140 قنفذا لإعدادها للبيات الشتوي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:58 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ألمانيا.. منزل يأوي 140 قنفذا لإعدادها للبيات الشتوي

باد جريسباخ (ألمانيا) - د ب أ
نشر في: الجمعة 17 يناير 2020 - 5:20 م | آخر تحديث: الجمعة 17 يناير 2020 - 5:20 م

يلتهم القنفذ الصغير طعامه بنهم، وهو مستلق على ظهره في يد مونيكا لوتكه، التي تضع حقنة في فمه الصغير.

لا يكاد وزن هذا الحيوان الصغير يبلغ 150 جراما. هل سينجو؟ ليست ممرضة الحيوانات، لوتكه، متيقنة من ذلك.

توضح لوتكه أن هذا الحيوان كان بحاجة إلى وزن يبلغ كيلوجراما للبيات الشتوي. ترعى لوتكه - 65 عاما، في منزله الواقع بمدينة باد جريسباخ، جنوب ألمانيا، أكثر من 140 قنفدا يحتاج المساعدة. وبذلك وصلت الطاقة الاستيعابية للقسم الذي أنشأته الألمانية في بيتها للحيوانات أقصى درجة ممكنة، وهو ما يضطر لوتكه للعمل معظم ساعات اليوم.

وضعت لوتكه القنافذ في صناديق بلاستيكية خاصة بها، بداخل كل صندوق علبة من الكرتون كمخبأ للقنافذ، ملأته لوتكه بقصاصات ورق صحف، يستطيع القنفذ حفر مكان لنفسه فيها. تتراص الصناديق الخشبية للقنافذ في الطابق الأرضي، حتى تكاد تلامس سقف المنزل الريفي السابق.

تصدر عن بعض القنافذ أصوات لهاث خفيفة أو سعال قوي، بعضها مريض.

لا يمكن للواقف في هذا المكان أن يلتفت حوله بسهولة، هناك في الممر صحف قديمة متراصة بارتفاع أمتار، وهناك في المطبخ وعلى بوفيهات علب لا حصر لها، وعلب صغيرة بها علف، وأدوية وحقن. كل ذلك معد بشكل يلائم الحيوانات الصغيرة. هناك رائحة حادة في الهواء. تعيش مونيكا لوتكه مع زوجها و ابنتها البالغة من العمر 24 عاما في شقتهم في الطابق الأول.

يبدأ اليوم بالنسبة للوتكه في الساعة السادسة والربع صباحا، تبدأ بتوفير العلف في كل صندوق خشبي تباعا، ثم يتم وزن القنافذ بكل صندوق. هناك لكل حيوان بطاقة بيانات خاصة به، تسجل فيها لوتكه كيف كانت حالته الصحية لدى وصوله، وكيف تطور وزنه. توضح لوتكه أن وصول الحيوان لوزن كيلوجرام يعني أنه أصبح جاهزا للبيات الشتوي. تُحمَل هذه الحيوانات من قبل جميع سكان المنطقة لمركز الرعاية الخاص بلوتكه، التي لم يعد لديها مكان آخر في المركز.

الكثير من القنافذ في المركز يعاني من سوء التغذية، حيث لم تعد تجد ما يكفيها من الطعام، كآكلة حشرات، مما يجعلها تلتهم المزيد من الحلزون لسد جوعها، وهو ما يتسبب في إصابتها بدودة الرئة، ويصيبها بالسعال. كما يؤدي إفراط القنافذ في أكل دودة الأرض لإصابتها بمشاكل في الأمعاء، حسب لوتكه.

تشتري لوتكه العقاقير اللازمة لعلاج القنافذ من الطبيب البيطري، وتنفق على هذه الأدوية نحو 500 يورو سنويا، يضاف إليها نحو 1000 يورو شهريا للعلف وحده. ولكن تكاليف المياه الساخنة الضرورية لتنظيف الحيوانات، باهظة أيضا، وفقا للوتكه.

تدفع لوتكه معظم هذا المال من جيبها الخاص، وتحصل على جزء منه من التبرعات، "فأنا لا أستطيع الرفض"، حسبما تعترف لوتكه، مشيرة إلى أنها تشفق على هذه الحيوانات الرقيقة التي دمر الإنسان بيئتها.

توضح لوتكه أن أعدى أعداء القنافذ بعد السيارات هي "الكلاب، وآلات تهذيب الحشائش التي تعمل بشكل ذاتي الحركة، وسراديب الأقبية والأسيجة ذات الفتحات الضيقة". تتمتع لوتكه بمعلومات طبية بصفتها ممرضة سابقة في قسم الجراحة.

تقول لوتكه إن بعض القنافذ تعاني من حالة مزرية، وإن أحدها علق في شرَك من السلك، لم يستطع التخلص منه، "بل وضغط السلك على بطنه وترك آثاره فيها". وهناك قنذ آخر علق في أحد الأسيجة، ثم هاجمته الدجاج، وقنفدذ ثالث جرح قدمه عند محاولته اليائسة التخلص من السياج الذي علق به.

وأعادت لوتكه قنفذا صغيرا بعد إطعامه، إلى صندوقه. وجاء الدور الآن على قنفذ أكبر، وضعته لوتكه على كفة ميزان المطبخ، بلغ وزنه قرابة كيلوجرام، حسب مؤشر الميزان. أصبح جاهزا إذن للبيات الشتوي. عندما أمسكته لوتكه أمام كاميرا المصور، أصدر صوتا يبدو منه أنه يتشكى، "حيث لا يروقه ذلك"، حسبما قالت لوتكه مبتسمة.

تحسست لوتكه رأسه الشائكة، وأعادته إلى صندوقه الكرتوني. تتلقى لوتكه دعما من أحد المزارعين لمساعدتها في توفير البيات الشتوي لهذه الحيوانات، حيث يحمل زوجها صناديق القنافذ التي تغذت جيدا وأصبحت جاهزة للبيات، إلى المزارع. ستبقى القنافذ حتى مارس أو أبريل في مقرها الشتوي، قبل أن يعاد إطلاقها إلى الطبيعة، حسبما تقول صديقة القنافذ، والتي تأمل في الحصول على دعم حكومي أو تعاون مع إحدى الجمعيات لكي تتمكن من تنسيق العمل وتوفير التكاليف.

تشير لوتكه، كما الاتحاد الألماني لحماية الطبيعة، ومنظمات أخرى، إلى أنه لا يجوز اصطياد سوى القنافذ التي تحتاج لمساعدة. ويوصي الاتحاد أصحاب الحدائق المنزلية بتوفير أكوام من أوراق الشجر مغطاة بالبلاستيك، وإطعام القنافذ في الربيع والخريف، وعدم استخدام آلات شفط ورق الشجر والآلات ذاتية العمل.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك