على هامش ثورة 1919 (17) «الأمة» تدعو المتظاهرين إلى «التعقل والسكينة» : الرعاع شوهوا السلمية - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 8:48 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على هامش ثورة 1919 (17) «الأمة» تدعو المتظاهرين إلى «التعقل والسكينة» : الرعاع شوهوا السلمية

حسام شورى
نشر في: الأحد 17 مارس 2019 - 1:54 م | آخر تحديث: الأحد 17 مارس 2019 - 1:56 م

الوطنية تحتم على المخلصين وجوب التعقل في القول والسكينة في العمل
يد الرعاع امتدت إلى مظاهر العمل فشوهتها وإلى سكينة الطلبة فحركتها وإلى غاية المتظاهرين فقلبتها


تواصل "الشروق" على مدار شهر مارس، إبراز مجموعة من الأخبار والموضوعات والطرائف واللطائف التي نشرتها الصحف المصرية في شهور فبراير ومارس وأبريل 1919، تزامنا مع اندلاع ثورة 1919، في محاولة استرجاع صورة للمجتمع المصري أيام الثورة، بعيدا عن السياسة، بالتركيز على الأنشطة والأحداث الاجتماعية والثقافية والفنية.

•••••••

استمرت التظاهرات عدة أيام بعد اشتعالها في يوم 9 مارس على خلفية نفي سعد زغلول ورفاقه، ورأت صحيفة «الأمة» (المعبرة بشكل غير رسمي عن الحزب الوطني) أن ما يحدث في البلاد من تظاهرات أمر يؤثر على مصر بالسلب، ودعت في افتتاحيتها في عددها الصادر يوم 20 مارس إلى «رقي مصر..بالتعقل والسكينة».

وأخذت الجريدة تسطرد في شرح وجهة نظرها والتأكيد على أهمية المواطن المصري، وأهمية مصر الداخلية والخارجية: «من ينكر على المصري كفاءته ونشاطه ومن يقول إن مصر اليوم ليست مظهر للرقي بفضل ابناءها العاملون على رقيها وانجاحها، والكادحون في سبيل إساعدها وإفلاحها بفضل ما يقدمونه من الوسائل العلمية والأدبية والزراعية.

«يُعلم أنه أن في قلوبنا ما في صدر كل مصري صميم المحبة لمصر وأبنائها، والاحترام لحكومتها وعلمائها وأدبائها، وفي نفوسنا ما في نفوسهم من الرغبة الصادقة في خيرها والعمل على خدمتها بكل ما عندنا من الطرائق ومافي طاقتنا من العزيمة فليست مصر إلا الشقيقة الكبرى والوطن الثاني لجارتها في هذا الوادي...

ثم أوضحت «الأمة» مدى قدرة مصر في التأثير على الشعوب المجاورة، لتمهد حديثها عن التظاهرات التي تخرج في القاهرة والأقاليم: «الوسائل الخارجية التي يتوقف عليها استكمال الرخاء بمصر، تنحصر في ثقة العرب بها وارتياح أهله إلى سلوكها وسكونها وهدوئها، وأن هذا السكون الداخلي طالما كان سفينة للحركة التجارية الخارجية، ومنشطًا أسواق مصر في أوروبا حيث لها السمعة الطيبة وحسن الذكر.

«ومع إننا لا ننكر على كل وطني في العالم حق احترامه وطيبته فلا نزال نقول بأن هذه الوطنية نفسها هي التي تحتم على المخلصين وجوب التعقل في القول والسكينة في العمل؛ لأن عاقبة التعقل نجاح..وعاقبة السكينة خير وفلاح».

وتدخل الجريدة في صلب مقالها وهو الحديث عن التظاهرات ودعوة المتظاهرين بالرجوع عن تظاهراتهم: «جرت الحوادث الأخيرة إلى المتظاهرات في مدن شتى وامتد نطاقها إلى الأرياف فكانت في بدايتها سلمية الغاية، والنزعة سليمة النية والمسعى دالة على مشاعر الطلبة وعواطف المتظاهرين حيثما كانوا؛ ولا سيما أثر منشوراتهم على الجمهور من أنهم يحترمون ضيوفهم والأجانب بينهم وقد حافظوا على جهودهم وبروا بوعودهم، غير أن يد الرعاع امتدت إلى مظاهر العمل فشوهتها وإلى سكينة الطلبة فحركتها وإلى غاية المتظاهرين فقلبتها، ولو علم طلاب العلم والأدب بمصير عواطفهم إلى انقلاب مظاهراتهم إلى هذا الحال لما أتوها ولما أقدموا عليها ولما جالبوا لأنفسهم العتب ولغيرهم اللوم.

وعن سبب كتابة هذه الكلمات، قالت «الأمة» إنهم «يكتبون تلك الكلمات مدفوعين بعامل الإخلاص لمصر والمصريين، وبعامل الخدمة لمرافق البلاد التي تستهدف للاضطراب والعرقلة والتأخير من جراة العاقبة التي أسفرت عن تدخل نفر من الغوغاء في مظاهرات الطلبة والتجار المسالمين.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بـ«نكتب هذا والأسف ملء الصدر لحوادث أليمة نكبت بها مصر من تطرف فئة المشاغبين اللذين لم يتركوا للطلبة مجالا غير غواغئية..بل اندسوا بين مواكبهم وتفرقوا إلى المساكن، والأخضر يحرقونه واليابس يكسرونه غير مبالين العواقب والنتائج».

وغدا حلقة جديدة.....



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك