أفضل الجلوس مع الكبار لأعرف سر نجاحهم.. ولم أجد أطيب من أمير كرارة وياسر جلال فى الوسط الفنى
شخصية «سعد» فى «الاختيار» تمثل الوطن.. وأحببت «الفتوة» بعد التصوير
العمل الفنى بمثابة قطعة رخام أقوم بتشكيلها بعد جهد كبير
أتابع ردود الفعل.. وكل شىء يكتب عنى على وسائل التواصل الاجتماعى

فنان مختلف، وأصبحت شخصياته فى الأعمال التى يقدمها مؤخرًا ملفتة للنظر، ويشارك هذا العام فى عملين، مسلسل «الفتوة» بطولة الفنان ياسر جلال، وإخراج حسين المنباوى، ويقدم فيه شخصية «رئيس العربجية»، ومسلسل «الاختيار» بطولة الفنان أمير كرارة، وإخراج بيتر ميمى، ويلعب فيه شخصية «سعد»، الذى ينتمى لطبقة مصرية بسيطة، ويعانى من مشاكل الحياة الكثيرة. وقد التقت «الشروق» الفنان محمود حافظ للحديث معه عن تلك الاعمال وكيف يرى نفسه ويراه الآخرون. وقال «حافظ» خلال حديثه إنه يحاول دائمًا التركيز على الأعمال ذات القيمة الفنية المهمة، والتى تحمل رسالة ومضمونا قويا، وبصمة مهمة تترك للأجيال الصغيرة والقادمة، بدلا من التركيز على الأعمال الضعيفة التى بلا معنى.. فى السطور التالية نستعرض نص الحوار.

* قدمت فى الفترة الأخيرة العديد من الشخصيات المختلفة وحققت نجاحًا جماهيريًا.. فما هو المعيار الذى تختار به أعمالك؟
ــ دائمًا طول عمرى أفضل العمل والجلوس مع الكبار، وكلمة الكبار بالنسبة لى لا تعنى الأغنياء، بل كبار المقام والشأن، ودائمًا أحب الناجحين، وأتعلم منهم، لكى أعرف سر نجاحهم، لذا دائمًا أركز بشدة فى اختيار أعمالى بشكل دقيق، وكانت بدايتى الحقيقة فى السوق الفنية، هو مسلسل «السبع وصايا» مع المخرج خالد مرعى، وبعدها توالت الأعمال. وعادة أنا لا أعتمد على العلاقات فى الوسط الفنى كى أشارك فى أى عمل، وأهتم بأعمالى كثيرًا لأنها هى من ترفعنى مقامًا، وتؤكد للجميع على موهبتى، وحبى للمجال الفنى.

* حدثنا عن مشاركتك فى مسلسلى «الاختيار»، و«الفتوة» هذا العام بدراما رمضان؟
ــ مسلسل «الاختيار» هو تعاونى الثالث مع المخرج بيتر ميمى، بعد مسلسل «كلبش3»، وفيلم «موسى» الذى لم يعرض بعد حتى الآن، وقبل عرض «ميمى» على للمشاركة فى العمل، كنت أتابع تفاصيل المسلسل، وأردت المشاركة فيه أكثر من أى عمل ثانى فى السوق، لأنه يحكى تفاصيل حياة الشهيد البطل أحمد المنسى. بالإضافة لرغبتى فى أننى أترك بصمة للأجيال القادمة، لأن الفن رسالة لابد وأن تؤدى بشكل لائق وجيد، والفن ليس مجرد أعمال نقدمها لنتقاضى عليها أجرًا، وتنتهى القصة عند هذا الحد نهائيًا.
أما مسلسل «الفتوة»، ففى بداية الأمر كنت مترددا من الموافقة على المشاركة فيه لأن أحداثه تدور فى حقبة تاريخية قديمة، وهذا ليس بالأمر الهين نهائيًا، ولكن حينما كلمنى صديقى ومؤلف العمل هانى سرحان، لم أكن أعرف أنه مؤلف «الفتوة»، وسألنى عما أستعد له فى دراما رمضان هذا العام، فأخبرته بأننى أستعد لمسلسل «لاختيار»، وفيلم سينمائى قريبًا، وأفكر فى الاعتذار عن مسلسل «الفتوة»، فضحك، ومازحنى قائلا: «تخلع فين أنا عايزك فيه»، وحدثنى عن الدور، وتفاصيل العمل، فوافقت، ومنذ أن بدأ التحضير والتصوير، وأنا أحببت العمل جدًا من كل قلبى، والتجربة مختلفة بشدة عن كل ما قدمته من قبل، فمثلا أنا أتحدث مع الحصان الخاص بى فى مشاهد عديدة، وأتعامل معه كأنه إنسان مثلى. وأنا سعيد جدًا بالتمثيل فى «الفتوة».

* كيف استطعت التركيز فى العملين بوقتًا واحد.. وهل رفضت أعمالا أخرى من أجل التركيز عليهما؟
ــ أركز بشدة فيما أقدمه، فالعمل بمثابة قطعة رخام كبيرة وخام، وأنا بعد وقت من المذاكرة والتركيز والاجتهاد أقوم بتشكيل هذه القطة للشكل المطلوب والمناسب لكل شيء، ومنذ أن كنت فى المعهد وأنا أشارك فى أكثر من عمل ثقيل وقوى، وهذا جعلنى قادرا على الفصل بين الشخصيات التى أقدمها، فحينما أكون فى مسلسل «الفتوة» أندمج مع الأحداث والشخصيات والتفاصيل الدقيقة، والمثل يحدث مع مسلسل «الاختيار». نعم عرضت علىّ أعمالا أخرى، واخترت العملين منهم.

* تمثيلك فى مسلسل «الاختيار» يعد المرة الثانية التى تشارك فيها بعمل وطنى.. فكيف تقيم المشاركة فى مثل هذه النوعية؟
ــ المشاركتان كانتا بمحض المصادفة، ولكننى سعيد بهما جدًا، لأن الأعمال الوطنية مهمة للغاية، خاصة وأن الجيل الحالى لا يعرف شيئا عن البطولات الوطنية للجيش المصرى، بالإضافة إلى أن هناك الكثير مصابون بطاقة سلبية كبيرة تجاه كل شيء.

* حدثنا عن شخصية «سعد» التى تقدمها ضمن أحداث مسلسل «الاختيار»؟
ــ شخصية «سعد» تمثل ضمن أحداث العمل الوطن الذى يتحارب عليه الجميع، وقد ركزت خلال تحضيراتى عليها لكى تخرج بشكل لائق أمام المشاهدين، خاصة وأنها مهمة ومؤثرة.

* من مسلسل «الاختيار» إلى مسلسل «الفتوة».. حدثنا عن استعداداتك للفترة التى تدور فيها أحداث العمل، وشخصية شيخ العربجية التى تقدمها.
ــ أنا شيخ العربجية فى المسلسل، وأتحدث باسمهم دائمًا خلال الأحداث، وأهتم بشئونهم، وأقوم بدفن موتاهم، الذين يموتون بسبب مرض الكوليرا الذى كان منتشرًا فى هذه الفترة الزمنية، وحصد ملايين الأرواح حتى ظهر علاجه، والتحضيرات للشخصية بالطبع أخذت وقتًا كبيرًا، لتخرج بالشكل المطلوب، بدون أى أخطاء أو ثغرات.

* فكرة الفتوة والحارة المصرية القديمة قدمت كثيرًا من نجوم الزمن القديم.. فبماذا شعرت وأنت تشارك فى العمل؟
ــ منذ زمن طويل وأنا أشاهد الأعمال التاريخية المختلفة، وأسال نفسى سؤالا واحدًا، لماذا لا نقدم هذه النوعية من الأعمال؟، خاصة وأننا دخلنا حروبا كثيرة، وانتصرنا فيها، ولدينا بطولات وقصص عظيمة، وأنا أحمد الله على أننى شاركت فى عملين تاريخيين، مثل فيلم «الممر»، ومسلسل «الفتوة»، وأتمنى دائمًا أن أشارك فى فيلم يتحدث عن يوم عبور الجيش المصرى عام 1973م، وانتصاره العظيم فى الحرب.

* هل واجهت أية صعوبات فى الاستعداد والتصوير بمسلسل الفتوة؟
ــ بالطبع أواجه صعوبات أثناء التحضير والتصوير من أجل أن أخرج أفضل ما لدى أمام الجمهور المتابع، ولكن أجواء وكواليس التصوير دائمًا مليئة بالمحبة والإخلاص وذلك لا يشعرنا بالمجهود الكبير الذى يبذل. وعادة نجاح ما نقدمه يحملنا مسئولية كبيرة فى التركيز على اختيار الأعمال فى الفترات المقبلة.

* كيف ترى عملك مع الفنانين ياسر جلال وأمير كرارة هذا العام؟
ــ بمنتهى الصدق والأمانة لم أر فى حياتى أطيب من ياسر جلال وأمير كرارة فى الوسط الفنى، فهما متعاونان، ويحبان الكل، ويخلصان فى عملهما بكل جد وبدون أى تقصير نهائيًا، ومتواضعان للغاية، بمعنى واضح، هما أولاد ناس حقيقيان، وأنا سعيد بالعمل معهما هذا العام.

*هل تتابع ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعى بعد عرض الحلقات؟
ــ أتابع كل شيء يقال عنى، أو يكتب بشكل مستمر وبعد عرض حلقات العملين، وبدون تقصير، لأننى عادة أهتم بكل الآراء دون تفرقة بين رأى أو آخر.